الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

متطوعو «تكاتف».. خلية نحل تزيد وهج «زايد التراثي»

متطوعو «تكاتف».. خلية نحل تزيد وهج «زايد التراثي»
3 ديسمبر 2015 09:41
أحمد السعداوي (أبوظبي) تزامناً مع الاحتفالات التي تشهدها أرجاء الدولة بمناسبة اليوم الوطني الـ44، واصل أبناء الإمارات من متطوعي برنامج «تكاتف» جهودهم الفتية، لإبراز كنوز وموروثات الأسلاف في أبهى حلة، أمام جمهور مهرجان الشيخ زايد التراثي بالوثبة، والقادم من كل حدب وصوب، ليشارك أبناء الإمارات احتفاءهم بموروثهم المحلي الفريد الذي اتخذه أبناء الإمارات أساساً قوياً لبناء دولة الاتحاد التي تعم الأفراح أنحاءها، ابتهاجاً بالذكرى الرابعة والأربعين التي حفرت أخاديد من الحب والولاء لكل من وطأت قدماه هذه الأرض، سواء من المواطنين أو المقيمين الذين حالفهم الحظ بمطالعة لآلئ التراث الإماراتي أو مشاهدة الفعاليات المدهشة التي يشهدها المهرجان بمناسبة هذه الاحتفالية الغالية على القلوب، والتي تضمنت حفلات فنية وألعاباً نارية أدهشت الحضور، وأضاءت سماء المهرجان بألوان علم الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة كوكبة من نجوم الغناء في الإمارات الذين عبروا عن حبهم للإمارات وقيادتها وشعبها. مهام متنوعة تنوعت مهام 90 من منتسبي البرنامج التطوعي الاجتماعي «تكاتف» بين استقبال أعداد غفيرة من الجماهير تخطت عشرات الآلاف يومياً، وتوجيههم إلى الساحات المختلفة للمهرجان بناءً على رغباتهم، والإجابة على استفساراتهم عن المواضع المختلفة بالمهرجان أو المفردات التراثية التي يراها كثير من الجمهور للمرة الأولى، وإعادة المفقودات التي ضاعت من بعضهم، وتنظيم الجمهور وإرشاده لأماكن الدخول والخروج من بوابات المهرجان، وغيرها من المهام الرئيسة التي يقدمونها، وهو ما شهد به القاصي والداني من جمهور المهرجان، سواء من أبناء الإمارات أو ضيوفهم من أبناء الجنسيات الأخرى الذين شاركوا أهل الإمارات الاحتفال بأعيادهم الوطنية والتراثية التي انطلقت مع بداية شهر ديسمبر الحالي. يقول مدرب القادة، أحمد البلوشي، المسؤول عن فريق المتطوعين بالمهرجان: «إن الإشراف على عدد هائل من المتطوعين خلال فعالية ضخمة مثل مهرجان الشيخ زايد التراثي، يعتبر حدثاً كبيراً في حياته، لكونه يتعامل مع 90 متطوعاً ومتطوعة من مختلف الفئات العمرية ومن تخصصات علمية متنوعة، وعليهم جميعاً دور مهم في إنجاح المهرجان والوصول به إلى أعلى مستوى من التنظيم والإبهار الذي يتناسب مع القيمة الغالية للاسم الكبير الذي يحمله المهرجان، وهو اسم الوالد الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لافتاً إلى أن أولى مهامه في هذا الحدث هو اختيار أنسب القادة للتعامل مع المواقف والفعاليات داخل المهرجان، بما يحقق أفضل سبل الراحة للجمهور والعارضين على حد سواء، كما يقوم البلوشي بدور حلقة الوصل بين المتطوعين والجهات المختلفة بالمهرجان، وفي مقدمتها مسؤولو وزارة شؤون الرئاسة لكونهم المنظم الرئيس لكل الفعاليات، وممثلو وسائل الإعلام المختلفة، والجهات الأمنية العاملة بالمهرجان، وغيرها من المؤسسات والجهات التي نجحت في إنجاز الحدث التراثي الكبير على أرقى مستوى من الخدمات والأنشطة والفعاليات. وضمن مسؤوليات عمل المشرف على المتطوعين، توفير كل احتياجات فريق العمل حتى يؤدون الأدوار الموكلة إليهم على أفضل وجه، وهو ما نجحوا فيه بفضل الله تعالى منذ انطلاق المهرجان إلى الآن. تجربة التطوع ويورد البلوشي، أن أبرز الصعوبات التي نواجهها التعامل خلال ساعات العمل الطويلة بالمهرجان، والتي تنتهي بعد منتصف الليل في كثير من الأحيان مع مختلف أعمار وطبقات الجمهور ومن جنسيات متنوعة، ولكن استطعنا التغلب على هذا الشيء، وحققنا التميز بشهادة الجميع، وهو ما نعتبره وساماً على صدر كل من ساهم ولو بجهد يسير في منظومة المتطوعين داخل المهرجان، مؤكداً أن هذه المشاركات كان لها دور كبير في صقل مهارات المتطوعين، وعلى سبيل المثال في كيفية التعامل مع الجمهور سواء كان صغيراً أو كبيراً، عربياً أو أجنبياً، فضلاً عن الثقة بالنفس وإثبات شخصيته، والكشف عن المواهب والقدرات الكامنة سواء في القيادة أو التواصل مع الغير أو العمل تحت ضغط شديد، وهي مهارات يحتاجها شباب المتطوعين جميعاً، خاصة أنهم على أعتاب الحياة العملية. وبالحديث عن المواصفات، الواجب توافرها في أي شاب يسعى إلى خوض تجربة التطوع، يبين أن أهمها الإخلاص والاجتهاد والإيمان بروح العمل الجماعي، مع ضرورة الاستمرارية على العمل التطوعي، ولا يقتصر التطوع على عمر معين أو جنس معين، كل فرد له الحق أن يكون متطوعاً، مشيراً إلى أن توزيع العمل بين المتطوعين كان يتم عن طريق الاجتماع بالقادة وإعطائهم الأجندة اليومية، وبناءً عليها يتم توزيع المهام، أما تطوير الأداء في العمل التطوعي فيكون بالمسارعة في القيام بأعمال إضافية نحن غير مكلفين بها، ولكنها تخدم المهرجان ولا تتعارض مع مهام جهات أخرى مشاركة في الفعاليات، ومن ذلك المسيرة التي قام بها المتطوعون مشاركة منهم في احتفالات اليوم الوطني، إلى جانب أعمال التنظيم ومساعدة الجمهور الذي امتلأت به ساحات المهرجان، خاصة خلال عطلات يوم الشهيد واليوم الوطني. قادة ناجحون وفيما يتعلق بطموحه المستقبلي الخاص بالتطوع، يتمنى البلوشي أن يكوّن فريقاً تطوعياً يكون مسؤولاً عنه بشكل كامل، إضافة إلى تدريب وتهيئة أكبر عدد من المتطوعين ليصبحوا قادة ناجحين في مجال العمل التطوعي، وأن تتسع مشاركاته التطوعية إلى بلدان العالم الخارجي، مع ترك بصمة في هذا المجال المملوء بالخير وخدمة الوطن والإنسان في كل مكان، لافتاً إلى أن التطوع يحمس ويشجع على الاجتهاد والإخلاص في جميع المجالات، ويرفع من مستوى المتطوع التعليمي، ويزيد من نشاطه، لأن التطوع يغرس في داخله روح التحدي وتحديد الهدف والإصرار عل تحقيق الهدف. كما أن التطوع يحمل كثيراً من الفوائد على المجتمع، ويزيد من تواصل أفراده مع مديري الجهات والشخصيات البارزة، مما يساهم في إنجاح المهام كافة، والأحداث الكبرى التي تجرى داخل المجتمع، وأبرز مثال على ذلك هو النجاح غير المسبوق الذي حققته فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي، بسبب تضافر جهود الجهات والمؤسسات والأفراد كافة، وعملهم على قلب رجل واحد. مهارات وخبرات المتطوعة عائشة المحيربي، تقول: «إن أهم الأسباب التي دفعتها إلى التطوع للعمل في المهرجان، أنه يحمل اسم أبونا الغالي زايد، وأنا أحببت أن أرد له جزءاً بسيطاً من عطائه وكرمه وحبه لشعبه، موضحة أنها شاركت مع زميلاتها في تنظيم وإرشاد الجمهور إلى الأماكن المختلفة، والبحث عن الأطفال المفقودين، وتسلم الأغراض المفقودة. وأضافت: «إنها اكتسبت مجموعة كبيرة من المهارات والخبرات من وراء المشاركة في المهرجان، في مقدمتها حب العمل الجماعي، وخدمة الآخرين، ومحبة الجمهور، وزيادة الثقة بالنفس، والقدرة على مواجهة المشكلات وحلها بشيء من الصبر، موضحة أن علاقتها بزملائها من المتطوعين قامت على الاحترام المتبادل والتعاون إلى أقصى حد، ووحدة الهدف، وهو رفع اسم بلادنا الغالي عالياً من خلال التعامل الراقي مع كل فئات الجمهور، وجعلهم يشعرون أنهم في بلدهم». وبينت أن روح التعاون التي سادت بين زملائها، جعلت مسيرة العمل طوال أيام المهرجان خالية من الصعوبات، لأن كل أعضاء العمل التطوعي نمثل بعضنا بعضاً، ونؤدي العمل بروح طيبة، وتكاتف لا غنى عنه لأي عمل جماعي ناجح، وهو ما تدربت عليه وتعلمته عبر مشاركتها التطوعية في كثير من الفعاليات السابقة. فوائد عملية زميلتها، خزنة خميس المنذري، الحاصلة على بكالوريوس في الدراسات السياحية، قالت من جانبها: «إن مشاركتها في مهرجان الشيخ زايد التراثي يحمل لها كثير من المعاني الطيبة والفوائد العملية التي تفيدها في مجال عملها مستقبلاً المرتبط بشكل أساسي بالسياحة والتراث الإماراتي، وكل ما يتعلق بمكونات المجتمع الإماراتي التي يتطلع العالم الخارجي إلى التعرف إليها، ومنها بطبيعة الحال التراث لأنه (التاريخ الحي لأي شعب) ومن خلاله يمكن دراسة أي عادات وتقاليد لأي دولة»، لافتة إلى أنها من المحظوظات لكونها شاركت في المهرجان الذي يعتبر من أهم الفعاليات والمهرجانات في إمارة أبوظبي. وبينت المنذري أنه حتى تكون عضواً فعالاً في تكاتف، فلا يجب أن تقتصر مهمتك على مكان واحد، فالعمل يتطلب تعاون وتكامل مع روح الفريق، من هنا قامت بمهام عدة خلال المهرجان، منها مساعدة الأمن في التنظيم، الاستعلامات والإجابة على أسئلة الزوار، وجولات تعريفيه للسياح عن المهرجان. قناعة التطوع وفي الإطار نفسه، قال عبدالله البريكي: «إن التطوع واجب وطني، ولكونك متطوعاً يجب أن تكون لديك قناعة بأن كل ما تقوم به يخدم وطنك، ويساهم في ازدهاره، فالتطوع أكسبه حب مساعدة الآخرين، والتحلي بالصبر، ولعب دور في بناء شخصيته من حيث التدريب على التعاون والتكاتف مع بقية أعضاء الفريق، كما سنحت له الفرصة في ممارسة مجال دراسته بشكل عملي، وهو الإرشاد السياحي من خلال التعامل مع عدد كبير من الأجانب خلال أيام المهرجان». وأورد البريكي، أن متطوعي تكاتف يتميزون بالألفة والتعاون الكبير، فجميعنا أخوة، نساعد بعضنا بيد واحدة، وهي من المكاسب المهمة التي انتفعت بها من خبرة المشاركة في المهرجان، وهذه الروح الجميلة ساعدتني في التغلب على صعوبات الزحام وتوافد أعداد كبيرة من الزائرين، خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع، لكن بالتعاون مع الفريق استطعنا تنظيم المكان، وتوفير كل ما يلزم الزوار. أريام وفاطمة وعيضة وحبيب يشعلون الوثبة طرباً أبوظبي (الاتحاد) شهدت فعاليات احتفالات اليوم الوطني الرابع والأربعين بمهرجان الشيخ زايد التراثي 2015، حضوراً جماهيرياً منقطع النظير من مختلف الأوساط الشعبية والرسمية، خاصة أن فعاليات المهرجان تتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الرابع والأربعين، حيث انطلقت هذه الاحتفالات التي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وبالشراكة مع اللجنة المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي، بحفل فني وألعاب نارية أدهشت الحضور وأضاءت سماء المهرجان بألوان علم الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة كوكبة من نجوم الغناء في الإمارات الذين عبروا عن حبهم للإمارات وقيادتها وشعبها. بدأ الحفل الفني لليوم الأول الساعة 9 مساءً على المسرح الرئيس في منطقة الوثبة، وأحياه الفنان الإماراتي حمد العامري، صاحب الصوت البدوي التراثي، الذي يعد أحد رواد الغناء في الإمارات، إذ قدم مجموعة من أغانيه التي تنوعت بين الوطنية والتراثية والعاطفية، التي شهدت تفاعلاً رائعاً من الحضور، ومنها أغنية «الله عطانا خير وأنعام» من كلمات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وقدمت الفنانة الإماراتية فاطمة زهرة العين المشهورة بأدائها للأغاني التراثيّة الإماراتية التي قامت بتجديدها في الكلمات والألحان والتوزيع الموسيقي لتناسب جميع الأذواق، مجموعة من أغانيها الوطنية، منها «أنا أفتخر إن الإمارات أرضي» و«رف يا علم في عالي السارية رف». وفي حفل اليوم الثاني قدم كل من الفنان عيضة المنهالي، وحبيب الياسي المشهور بغنائه الموروث الشعبي الإماراتي، والمغنية الإماراتية أريام، أروع وأجمل الأغاني الوطنية والتراثية لجمهور مهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث صدحوا بأصواتهم العذبة وأطربوا الجمهور الذي تمايل معهم فرحاً بأدائهم وأغانيهم. وسيكون زوار المهرجان وضيوفه على موعد في حفل اليوم الثالث الليلة 3 ديسمبر، مع الفنان السعودي العراقي الأصل ماجد المهندس الذي سيشارك أبناء الإمارات فرحتهم باليوم الوطني بصوته العذب وأغانيه الجميلة، وكذلك الفنانة السعودية مشاعل، والفنان الإماراتي عادل إبراهيم. كما ستنطلق الألعاب النارية التي ترتكز على ألوان الهوية الوطنية، وستضيء سماء المهرجان بألوان علم الإمارات مع عروض رائعة تضفي مزيداً من الجمال، يتبعها تقديم عروض وطنية ومسابقات تراثية تناسب الكبار والأطفال. التواصل مع الناس أوضح أحمد مبارك الجعيدي، أن أهم أسباب تطوعه في المهرجان، حب العمل ومساعدة الأشخاص، مشيراً إلى أنه كان يعمل في الاستعلامات ومن بعدها عمل في البوابة الرئيسية للمهرجان كما عمل في «club car» وساعد في استوديو التصوير، فكانت جميعا خبرات كثيرة تعلم منها سهولة التواصل مع الناس وسهولة الشرح لهم، وكانت علاقته مع زملائه جيدة وقائمة على الحب والتعاون والاحترام، وهذا ما جعل ساعات العمل رغم تعبها، جميلة ومفيدة، وستبقى ذكرى المهرجان غالية لدى كل أعضاء تكاتف الذين أسهموا بقدر ولو بسيط في إنجاح الفعاليات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©