الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرب أفريقيا: أعباء «حرب» الفنادق الفاخرة

19 مارس 2016 23:41
بالنسبة لـ«جوزيف نجوه»، فإن المنتجعات السياحية التي تصطف أشجار النخيل على جانبيها في مدينة «جراند بسام»، الواقعة جنوب شرق ساحل العاج، بحمامات السباحة الزرقاء وشواطئ الرمال البيضاء، كانت دائماً مكاناً للاستمتاع بالهدوء، يبعد بمسافة 30 ميلاً عن منزله في أبيدجان، عاصمة ساحل العاج المحمومة. بيد أن هذه الصورة من الهدوء تحطمت يوم الأحد عندما قام مسلحون بالهجوم على ثلاثة منتجعات في هذه البلدة الساحلية، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً. وقد أعلن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وهو فرع تنظيم «القاعدة» في شمال أفريقيا، مسؤوليته عن المجزرة. يقول «نجوه» الذي يعمل مديراً في مجال تكنولوجيا المعلومات: «دائماً ما أذهب إلى بسام للاسترخاء، لكن بعد الهجمات الأخيرة سأنتظر لفترة قبل العودة هناك». واستطرد: «أود العودة إلى بسام الأسبوع المقبل، لكني غير واثق أنني سأشعر بالأمان بعد ذلك. تعلمون أن هؤلاء الجهاديين قد حاولوا تغيير طريقة معيشتنا، إنني لا أريد أن أعيش في خوف، لكني يجب أن أكون ذكياً، وأن أحمي نفسي من الخطر». وتظهر الهجمات الأخيرة في عدد من الفنادق الفاخرة في غرب أفريقيا أشياء كثيرة عن مشهد الإرهاب بدءاً من الزحف العالمي لتطرف تنظيم «القاعدة»، إلى قدرته على هز أكثر الدول استقراراً في جنوب الصحراء الكبرى، حيث الحدود التي يسهل اختراقها والأوضاع الأمنية غير المستقرة. ويستند القرار المتكرر بضرب الفنادق الفاخرة، في جزء منه، على اعتبار أن المنتجعات هي مراكز للمغتربين، وأن قتل الوافدين يحظى باهتمام دولي. بيد أن الهجمات ضربت شيئاً أعمق: فغالبية من يترددون على منتجعات «جراند بسام» ينتمون للطبقة الوسطى التي ازدهرت مؤخراً في ساحل العاج، من أصحاب المشاريع ومعلمي المدارس وعمال الإغاثة. لقد كان ازدهارهم، بنفس قدر ازدهار نظرائهم الغربيين، هو ما كان تحت الحصار في نهاية الأسبوع الماضي. وقد شهدت تونس ومصر وتركيا هجمات وحشية على المنتجعات في العام الماضي. غير أن هذه الهجمات لها أهمية خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تبدو الفنادق الفاخرة وكأنها تتخطى التحديات التنموية الضخمة، ما يضفي رؤية جديدة على الأماكن التي تناضل غالباً من أجل توفير الخدمات الأساسية لمواطنيها. وفي نوفمبر الماضي، أخذ المتشددون الإسلاميون التابعون لتنظيم «القاعدة» 170 رهينة وقتلوا خلالها 20 شخصاً في فندق «راديسون بلو» في باماكو عاصمة مالي. وقتل ثلاثون شخصاً في هجوم مشابه في فندق «سبلينديد» الشعبي في واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو في يناير. وفي الصومال، قامت منظمة «الشباب» بمهاجمة فنادق في العاصمة مقديشو، في واحدة من أكبر عمليات العنف التي قامت بها خلال الأشهر الأربعة الماضية. وبعد الهجوم على مركز ويستجيت في نيروبي عام 2013، كتبت «إيف فيربانكس» أن الهجمات على مراكز الاستهلاك والازدهار الأفريقي تبعث برسالة قوية للسكان المحليين. وأشارت إلى أن مثل هذه الهجمات تضرب «قلب الدولة ورؤيتها الجديدة للطبقة الاستهلاكية، تماماً كما ضرب الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي رؤية أميركا لذاتها كمكان يمكِّنك العمل فيه باجتهاد من بلوغ مكانة مرموقة». وبالنسبة لـ«هايموند نيكا»، وهو مصمم لصفحات الإنترنت من أبيدجان، لطالما كانت «جراند بسام» مكاناً للرفاهية التي يمكن الوصول إليها، حيث يستطيع الوصول من بيته في أبيدجان إلى هناك بأجرة تاكسي زهيدة، وهي أيضاً بلدة حيث الناس طيبون ويحبون الغرباء مقارنة بأبيدجان، والتي تعد مكاناً مجهداً للأعصاب وصاخباً حيث يركز الناس على العمل وكسب المال، بيد أن هذا الهدوء سيكون من الصعب استرداده، كما يقول. * محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©