الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الهيسبانيك»... وأوهام «ترامب»

17 أكتوبر 2016 10:48
يسخر المرشح الأوفر حظاً، للفوز بترشيح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، من الادعاءات القائلة إنه مريض بداء الكذب، ولكن تأكيده أن الهيسبانيك -أو ذوي الأصول اللاتينية- يحبونه يمثل ضرباً من الجنون في حقيقة الأمر. ومع أن معظم السياسيين يميلون عادة إلى المبالغات، إلا أن ترامب بالغ أكثر من اللازم في تصريحاته التي كانت بعيدة تماماً عن الواقع، مما عرضه لنقد مرير ومتصاعد، خلال الأيام الأخيرة. وفي دراسة لفحص الحقائق أجريت على خطب ترامب التي ألقاها على مدار أسبوع كامل، أجرتها مجلة «بوليتكو» ذات التأثير (وموقعها الذي يحمل الاسم نفسه)، تبين أن ترامب كان يدلي بتصريح غير دقيق كل خمس دقائق في المتوسط. وقالت المجلة في نهاية الدراسة عن ترامب إن «ملاحظاته تمثل خليطاً غريباً من الادعاءات غير الدقيقة، حول شؤون السياسة الداخلية والخارجية، والتباهي الشخصي والمهني، وجميعها لا تصمد أمام الفحص والتدقيق». فعلى سبيل المثال يدعي ترامب دائماً أن العجز التجاري بين الولايات المتحدة والصين يبلغ 500 مليار دولار سنوياً، وأن المهاجرين المكسيكيين غير المسجلين يغرقون الولايات المتحدة، في حين أن الإحصائيات الرسمية، تبين أن العجز التجاري بين الولايات المتحدة والصين أقل بكثير من ذلك الرقم، وأن الهجرة القادمة من المكسيك قد تناقصت على مدار السنوات الست الماضية. وبدوره استنتج موقع «بوليتيفاكت» PolitiFact الخبري أن 76 في المئة من تصريحات ترامب زائفة في معظمها، أو زائفة كلها. وفي الأسبوع الماضي وصف المترشح الديمقراطي بيرني ساندرز ترامب بأنه «مصاب بداء الكذب» مضيفاً: «إنه من الصعب التعامل مع شخص يكذب طيلة الوقت» ولكن من أغرب الادعاءات التي تفوه بها ترامب ذلك الذي قال فيه «إن الهيسبانيك يحبونني» على رغم أنه قد أدلى ذات مرة بتصريح آخر قال فيه إن معظم المهاجرين المكسيكيين أشرار، وطالب مرات عديدة بعمليات ترحيل جماعي لما يقرب من 11 مليون مهاجر غير مسجل، وشن حملة لبناء جدار عازل عبر الحدود. وفي واقع الأمر إن استطلاع رأي جديداً أجرته مؤسسة «جالوب» قد بين أن 12 في المئة فقط من الهيسبانيك لديهم آراء إيجابية عن ترامب، في حين أن 77 في المئة لديهم آراء سلبية عنه. يشار في هذا السياق أيضاً، إلى أن الهيسبانيك قد شكلوا 17 في المئة فقط من إجمالي الناخبين الجمهوريين في انتخابات فلوريدا التمهيدية التي جرت في يوم «الثلاثاء الكبير»، وقد ذهبت أصوات 52 في المئة منهم لروبيو، في حين لم تتجاوز نسبة الأصوات التي ذهبت لترامب 27 في المئة. والشيء الذي يقلقني أكثر من غيره، هو أن يكون ترامب مدركاً تمام الإدراك أن الهيسبانيك لا يحبونه، ولذلك قرر التخلي عن أصواتهم، والتركيز على محاولة اجتذاب أعداد كبيرة من الناخبين البيض المناوئين للهجرة، والذين لم يصوتوا في الانتخابات الماضية، وهو ما يمكن أن يقود إلى تأجيج خطابه التهييجي الكاره للأجانب. وإذا ما أصبح ترامب مرشح الجمهوريين بالفعل، فقد يضطر إلى أن يحدد ما إذا كانت تتعين عليه تسوية أموره مع الناخبين اللاتين، أو التركيز بدلاً من ذلك على اجتذاب الناخبين البيض الغاضبين والمستائين من موضوع المهاجرين، من خلال رفع نبرة خطابه ضد المكسيكيين والهيسبانيك بشكل عام. وإذا ما أخذنا في الاعتبار نسبة دعمه البائسة في أوساط اللاتين، فإن الاحتمال الأكبر هو أنه سيميل للخيار الثاني. * صحفي أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تربيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©