باتت الأراضي الزراعية في معظم أنحاء العالم تشهد ارتفاعاً في الأسعار بوتيرة أسرع حتى من ارتفاع سعر الوحدات السكنية في مانهاتن بنيويورم ولندن لأول مرة منذ 30 عاماً· فالطلب على الحبوب المستخدمة في إنتاج الايثانول رفع قيمة الأرض الزراعية بمعدل 16 في المائة في انديانا وبنسبة 35 في المائة في ايداهو في الولايات المتحدة الأميركية في عام 2006 وفقاً للبيانات الحكومية· ويأتي هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المباني في مانهاتن بمعدل 12 في المائة فقط وبنسبة لا تزيد عن 11% بالقرب من ضاحية المال في لندن كما يشير وكلاء عقاريون·
وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالدتريبيون'' فإن عائدات الأراضي الزراعية ''سوف تشهد قفزة هائلة في غضون فترة الثمانية عشر شهراً المقبلة'' بعد أن ارتفعت أسعار الحبوب إلى أعلى مستوى لها في عشر سنوات في فبراير الماضي، كما يقول موراي وايز رئيس مجلس إدارة مجموعة ويست شيستر في ولاية ايليونس المعنية بالاستثمارات في الأراضي·
ويشير وايز، الذي يدير الآن 85 ألف فدان (34,400 هكتار) من الأراضي، إلى أن الأسعار في الوسط الغربي من الولايات المتحدة سوف تكتسب معدل 12 في المائة في كل عام حتى العام ·2017 بل إن الأراضي الزراعية قد ارتفعت قيمتها في 34 عاماً طوال فترة الـ 37 عاماً الماضية وفقاً لاحصائيات وأرقام مكتب ''يو بي اس اجري فيست'' المتخصص في الاستثمارات الزراعية والتابع لمصرف يو بي اس الأكبر في العالم في مجال إدارة الأموال·
ومع اجتذاب العائدات صناديق التحوط ووسطاء الاستثمارات فقد عمدت مجموعة هانكوك للاستثمارات الزراعية في بوسطن إلى شراء أرض زراعية بقيمة 100 مليون دولار في العام الماضي لتزيد حجم ممتلكاتها بمعدل 13 في المائة إلى 865 مليون دولار· وأعلن بنك ماكواري، الشركة الأكبر من نوعها في استراليا في مجال السندات، عن خطط لإنفاق مبلغ يصل الى مليار دولار استرالي (787 مليون دولار أميركي) لشراء مزارع في استراليا عبر إنشاء صندوق زراعي جديد· ويذكر أيضاً أن شركة بيرجمان فاينانس للاستثمارات في باريس أطلقت صندوق ''كامبوس اورينتالز'' قبل عامين من الآن لتمويل عمليات شراء الأراضي الزراعية في الأرجنتين والأوروجواي· أما في كوينز لاند، الولاية الأكبر في استراليا في مجال تربية المواشي، فقد ارتفعت الأسعار بمعدل 10 في المائة في عام 2006 بين 500 و550 دولاراً مقابل الفدان الواحد·
ويشير واين كارلسون المدير العام للشؤون الزراعية في البنك الوطني الأسترالي في ملبورن إلى أن الطلب على الأغذية والمواشي والعلف من الصين في غضون فترة السنوات الخمس الماضية قد ساعد على رفع قيمة الأراضي الزراعية في استراليا بمعدل يصل إلى 300 في المائة، وهو الأمر الذي جعل مدراء صناديق التمويل والمجموعات الاستثمارية تتدافع من أجل اكتساب موطئ قدم لها في الأراضي الزراعية·
وازداد متوسط سعر المزرعة الأميركية بمعدل 15 في المائة في عام ·2006 أما تكلفة شراء مزرعة للذرة في الأرجنتين ثاني أكبر مصدر للحبوب في العالم فقد قفزت بمعدل 37 في المائة وفقاً لأرقام مجلة مارجينيز اجروبيكيواريوز المتخصصة في الزراعة في بيونس ايرس· يذكر أن الطلب على الذرة المستخدمة في إنتاج الإيثانول قد تلقى دفعة من الرئيس جورج بوش في مطلع العام الجاري عندما طالب بزيادة خمسة أضعافها في كميات الوقود المتجدد بحلول عام ·2017 ومن أجل مقابلة هذه المطالب فقد أصبحت هناك حاجة ماسة لأكثر من 13 مليار شتلة من الذرة أي بمعدل يزيد بنحو 19 في المائة مما تم حصاده في العام الماضي في الولايات المتحدة الأميركية المنتج الأكبر للذرة في العالم· ولكن ما جعل السباق محموماً ذلك الانخفاض الذي طرأ على أعداد الأفدنة المتوفرة للزراعة إذ أن حوالي 5من كل ثمانية هيكتارات في الإجمالي العالمي لمساحة الأراضي الزراعية في العالم والبالغ 3,7 مليار فدان (1,5 مليار هيكتار) تصبح أراضٍي بور في كل عام بسبب تدهور جودة المنتج وفقاً لإحصائيات معهد وورلد ووتش في واشنطن المعني بالبحوث في المنتجات الزراعية· وكما يقول جيف كونراو المدير الإداري لشركة هانكوك اجرى كلشرال: إن الايثانول ليس السبب الرئيسي هنا لكنه ظل يستقطب العناوين الرئيسية في الأجهزة الإعلامية، وأعتقد أن العرض هو الجانب غير المعروف لأننا أصبحنا ندرك أن الطلب يشهد زيادة كبيرة''·
عدد اليوم
