الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات السيارات الأوروبية تتخذ خطوات لخفض التكاليف والإنتاج

شركات السيارات الأوروبية تتخذ خطوات لخفض التكاليف والإنتاج
18 نوفمبر 2012
يشير تراجع الأرباح الذي أعلنت عنه شركة “ديملر” لصناعة السيارات الفاخرة، إلى تفاقم المعاناة المالية في قطاع صناعة السيارات الأوروبي، في وقت اتخذت فيه الشركات خطوات طال انتظارها نحو المزيد من عمليات الخفض في التكاليف والسعة الإنتاجية. وذكرت “ديلمر” التي تقوم بصناعة “مرسيدس بنز”، أن ضعف الاقتصاد تسبب في تراجع أرباحها قبل خصم الضرائب والفوائد، إلى نحو 8 مليارات يورو (10,3 مليار دولار)، إضافة إلى عدم مقدرتها في تحقيق أهدافها المالية للعام 2013. وتراجعت أرباح الربع الثالث بنسبة 11% إلى 1,2 مليار يورو، عن ما كانت عليه عند 1,36 مليار يورو في الفترة نفسها من السنة الماضية، على الرغم من ارتفاع العائدات بنحو 8% إلى 28,57 مليار يورو. وأكد مدير الشركة التنفيذي ديتر زيتش، أن الشركة بصدد اتخاذ المزيد من تدابير خفض التكاليف بغرض ضمان تحقيق الأهداف قريبة المدى، إضافة إلى تدابير أخرى لم يتم الكشف عنها. كما انخفض معدل تسجيل السيارات الجديدة للشركة في أوروبا بنسبة قدرها 6,9% في سبتمبر الماضي، فضلاً عن معاناتها في الصين أيضاً حيث أرغمتها عقبات المبيعات على أن تحل في قائمة نمو المبيعات لهذا العام بعد “أودي” و”بي أم دبليو”، كما ذكرت الشركة أن حدة المنافسة في سوق الصين المكتظة بالسيارات الفاخرة، أثرت على أسعارها أيضاً. وأكدت شركة “فورد” مؤخراً على خططها الرامية إلى إغلاق أحد مصانعها في بلجيكا بهدف التقليل من خسائرها في المنطقة. ويدور نقاش في أروقة الشركة حول مصير مصنع إنتاج سيارات “فان” في ساوثهامبتون في بريطانيا، الخطوة التي من شأنها وضع نهاية لتاريخ الشركة الذي امتد لنحو 101 سنة من صناعة السيارات في انجلترا. ويقدر أدم جوناس، المحلل لدى “مورجان ستانلي”، أن إغلاق مصنع بلجيكا البالغ عدد العاملين فيه نحو 4300 عامل، سيكلف شركة “فورد” نحو واحد مليار دولار، وأنها في حاجة إلى فترة بين 3 إلى 4 سنوات من الادخار لاستعادة هذه التكاليف. ويقول “ومع ذلك، أثبتت (فورد) شجاعة ورؤية صناعية لاتخاذ مثل هذه القرارات الصعبة في الوقت الراهن، لتؤتي ثمارها على المدى الطويل. وما نجهله تماماً هو ما إذا كانت الشركات الأخرى ستحذو حذوها أم لا”. وفي غضون ذلك، أعلنت شركة “بيجو” التي تواجه مشكلات شديدة التعقيد، عن إعانة حكومية، وأنها ستتقاسم تكاليف إنتاج 4 موديلات جديدة مع وحدة “أدم أوبل” التابعة لشركة “جنرال موتورز”، كجزء من شراكة واسعة النطاق مع الشركة الأميركية لصناعة السيارات. وذكر مدير “بيجو” فيليب فارين، أن الشركتين تعملان في مشروع لصناعة 4 موديلات، حيث حددا 31 ديسمبر المقبل كتاريخ لإنهاء العقود، مع التأكيد على هدف يتم بموجبه ادخار ملياري يورو سنوياً على مدى 5 سنوات. وسبق أن أعلنت “بيجو” عن نيتها إغلاق مصنع في منطقة أولاناي خارج مدينة باريس في 2014. أما شركة “فولكس فاجن”، فهي على النقيض من منافساتها الأخريات، حيث أعلنت عن أرباح في الربع الثالث قدرها 11,29 مليار يورو، ما يعكس نفوذ الشركة العالمي ومدى سعة محفظتها من السيارات. إلا أن الشركة التي تُعد الأكبر في أوروبا من حيث المبيعات، حذرت من تدهور مستقبل قطاع السيارات، وتساعد الأرباح التي تحققها الشركة ونظيراتها في المنطقة، على توضيح السبب الذي يقف وراء صعوبة إعادة هيكلة عمليات البيع بالجملة في القطاع. وعموماً، كان أداء شركات صناعة السيارات الفاخرة مثل “مرسيدس” و”أودي”، قوياً خلال السنوات القليلة الماضية، مدعوماً بزيادة الطلب على السيارات الفاخرة من الصين وأميركا الشمالية. وفي أوروبا، حيث تراجع الطلب لما يقارب الخمس سنوات، تعرضت معظم شركات صناعة السيارات العادية للخسائر، ليعود ذلك نسبياً إلى عدم مقدرتها أو عدم رغبتها في خفض التكاليف وسعة الإنتاج. وبصرف النظر عن المصانع التابعة لشركات مثل “ساب” في السويد و”جنرال موتورز” في بلجيكا و”فيات” في إيطاليا، لم يتم إلا إغلاق عدد قليل من هذه المصانع في أوروبا منذ الأزمة المالية في 2008، على العكس من أميركا التي أصرت حكومتها على تنفيذ برامج هيكلة صارمة للقطاع وتقديم الدعم المالي لشركتي “جنرال موتورز” و”كرايسلر”. وعلى سبيل المثال، لن تتوقف “بيجو” عن الإنتاج في مصنعها القريب من باريس إلا بحلول العام 2014. كما ذكرت “جنرال موتورز” أنها ربما توقف الإنتاج في مصنع بوشوم في ألمانيا بعد 2016، في أول بادرة لإغلاق مصنع كبير في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. ويقول مدير “فولكس فاجن” المالي هانز ديتر، “دائما ما نقول إن النصف الثاني أكثر صعوبة من الأول، لذا فإن الأداء منسجم مع التوقعات. وتعكس قوتنا النسبية مقارنة بالمنافسة، أننا نسير في الاتجاه الصحيح”. وذكرت “فورد”، أن التدهور الذي طال مستقبل قطاع السيارات في أوروبا مع تراجع المبيعات لمستويات لم يشهدها القطاع منذ 20 عاماً، وعدم توقع تعافيها خلال العام المقبل، يوضح الأسباب التي دفعتها لإغلاق مصنع بلجيكا. ويقول ستيفين أوديل، مدير العمليات الأوروبية للشركة التي تتخذ من مدينة ديربورن في ولاية ميتشجان الأميركية مقراً لها “تشكل إعادة الهيكلة المزمعة لعمليات التصنيع في أوروبا جزءا أصيلاً من خطتنا التي ترمي إلى تقوية نشاط الشركة التجاري في أوروبا والعودة إلى النمو”. وأكدت “فورد” أنها بصدد نقل إنتاج موديلات الجيل الثاني من السيارات التي تتم صناعتها في بلجيكا، إلى مصنعها الواقع في مدينة فالنسيا الإسبانية، حيث تقل تكاليف الإنتاج. ومن المرجح أن يمثل خفض السعة الإنتاجية في أوروبا الذي يتم بالتدرج بلد تلو الآخر وشركة تلو شركة، عملية سياسية بالغة الصعوبة والتكلفة. وفي غضون ذلك، كشفت “بيجو” عن تدابير جديدة لتعزيز عائداتها المالية بمساعدة الحكومة الفرنسية، بعد أن استمرت عائداتها في التراجع في الربع الثالث. ومارست الحكومة الفرنسية مؤخراً ضغوطات على الشركة لإضافة عضوين إلى مجلس إدارتها، يعمل أحدهما ممثلاً للعاملين، والآخر في مجلس الإشراف والإستراتيجية. وفي المقابل، تضمن الحكومة التي لا تملك أسهماً في “بيجو” تصنيف “AAA” للشركة، وتمويلاً مصرفياً في شكل إصدار سندات خلال الثلاث سنوات المقبلة قدره 7 مليارات يورو. ومجموعة البنوك التي تتعامل مع الشركة، مطالبة بتوفير تسهيلات نقدية بنحو 11,5 مليار يورو، بما فيها واحد مليار من السيولة الإضافية. ووافق مجلس الشركة على إرجاء إعادة شراء الأسهم، ودفع عائداتها، وحوافز الأداء لكبار المديرين، في حين لا تزال الحكومة ملتزمة الضمانات المقدمة لها. ولا يستبعد فيليب فارين، تعميق جذور الشراكة مع “جنرال موتورز”، التي يرى أنها حققت بالفعل عدداً من الانجازات، بالإضافة إلى الأفكار التي تعضد تضافر الجهود في المستقبل. يذكر أن عائدات “بيجو” تراجعت بنسبة 8,5% إلى 8,52 مليار يورو خلال الربع الثالث، مع تراجع حجم المبيعات في أوروبا بنحو 13% في سوق عانت من تقلص بلغت نسبته 9,4%، ما يعكس تعرض الشركة إلى أسواق جنوب أوروبا الأكثر تعثراً في القارة. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©