الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوجبات العشوائية التالية للتمارين الرياضية تنسف جهود إنقاص الوزن

الوجبات العشوائية التالية للتمارين الرياضية تنسف جهود إنقاص الوزن
18 نوفمبر 2012
عندما يُنهي معظم الأشخاص تمريناً رياضياً ما، فإنهم يحتاجون إلى مكافأة ما، قد تكون سندويتشاً، أو فطيرة، أو ربما بيرجر أو رقائق بطاطس مقلية! فما يهمهم بعد صرف طاقة كبيرة في النشاط البدني هو أكل شيء ما، وما لا يقبلونه هو أن تظل معداتهم مترقبة دون أن تحصل على أي شيء بعد التمرين. وعلى الرغم من أن إقرارنا بهذا يجعلنا نعتقد ظاهرياً أنه كلما أكثرنا من التمارين الرياضية زادت حاجتنا إلى الأكل من أجل المكافأة والتعويض، فإن بضع دراسات تشير إلى أن ممارسة تمارين آيروبيك معتدلة وحركات خفيفة يمكن أن تُضعف الشهية أو زيادة مشاعرك بالامتلاء أو التخمة. قد يبدو هذا غريباً، لكن دراسة سابقة كانت قد أظهرت أن الأشخاص الذين يواظبون على التمارين الرياضية عادة ما يكافئون أنفسهم بالطعام ويميلون بالتالي إلى استهلاك سعرات حرارية أكثر، ما يجعلهم ينسفون جهودهم في إنقاص الوزن وحرق سعرات حرارية كافية. ويقول باري براوم، مدير مختبر استقلاب الطاقة في جامعة ماساشوسيتس وسبق له المشاركة في إجراء دراسات متعددة حول علاقة الرياضة بالجوع والشبع، «يمكن للتمارين الرياضية حتماً أن تكبح الجوع». أما عن كيف ولماذا وخلال أي مدة، فهي أسئلة لا يزال الباحثون يحاولون إيجاد أجوبتها. صحيح أن الباحثين يعلمون أن التمارين الرياضية تؤدي إلى حدوث تغيرات على مستوى هرمون الجوع «جريلين» وهرمونات التخمة «PYY» و«GLP-1»، غير أن العلاقة الموجودة بين الرياضة وهذه الهرمونات لا تزال لغزاً بالنسبة للباحثين. وقد وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «استقلاب» أن الامتلاء المتصور، سواءً كان ذلك خلال الصوم أو الأكل، كان أعلى في صفوف المشاركين بعد قضائهم 12 ساعة أسبوعاً في ممارسة تداريب آيروبيك، ولكن ليس بعد مزاولة تداريب التحمل خلال المدة نفسها. وكشفت دراسة أخرى أنجزها باحثون من جامعة «بريجهام يونج» أن النساء يُبدين اهتماماً أقل بالطعام في الصباحات عندما يمارسن المشي السريع على جهاز البساط المتحرك (treadmill) لمدة 45 دقيقة مقارنة بالصباحات التي لا يمارسن فيها أية رياضة. وإذا كانت حصص التعرق تجعل المتمرن يرغب في أن يأكل أقل، لماذا إذن لا ينجح جميع المواظبين على التمارين والتداريب في إنقاص أوزانهم؟ وجواباً عن هذا السؤال، يقول براون «في معظم الدراسات، هناك علاقة تناسُبية ضعيفة بين الشهية والاستهلاك الحقيقي للطعام». وبمعنى آخر أنك قد لا تشعر بجوع حقيقي بعد حصة تمرين بدني، لكن ذلك لا يمنعك بالضرورة من تناول طعام كثير بعد التمرن. يقول بول ماكلين، أستاذ مساعد للطب في مركز أنشوتز الطبي بجامعة كولورادو والذي سبق له أيضاً إنجاز دراسة حول الموضوع ذاته، «إن تأثير الرياضة على الشهية يختلف من شخص لآخر». فالاستهلاك الفعلي للطعام قد يتأثر بأشياء من قبيل الرغبة في الحصول على مكافأة عن التمرين، أو الخضوع للضغط المجتمعي ومجاراة الآخرين في تناول سندويتشات بيرجر وصودا بعد مزاولة لعبة ما، أو أن تتعود ببساطة على تناول فطور دسم وتواصل الأكل حتى عند شعورك ببداية الامتلاء. ويضيف براون «أنا متأكد بأن الشخص العادي يسيء تقدير آثار التمرين الرياضي فيحسَب خطأً أنه حرق كثيراً من السعرات الحرارية خلال تدريب بسيط. فالجري مدة 40 دقيقة على سبيل المثال بسرعة 180 مترا في الدقيقة يحرق نحو 450 سعرة حرارية، في حين أن شرب كوب موكا فرابوتشينو بقشدة مخفوقة وحليب كامل الدسم في مقهى يجعلك تكتسب 500 سعرة حرارية. ولذلك فإنه من السهل جداً نسف آثار التمارين الرياضية ومفعولها على مستوى إنقاص الوزن بمشروب بسيط. ويقول الباحثون إنه يجب على المواظبين على التمارين الرياضية الانتباه إلى ما يأكلونه ويشربونه بعد كل حصة رياضية. فقد يكون الشخص يمارس الرياضة بانتظام، لكن اتباعه نظاماً غذائياً عشوائياً أو غير منتقى ينسف كل استفادة قد يحققها من تداريب إنقاص الوزن وحفظ اللياقة. يقول كيم جويلفي، أستاذ مساعد في جامعة أستراليا الجنوبية، يمكن لكل شخص أن يُسجل لمدة أسبوع كل ما يتناوله من مشروبات ومأكولات، ثم يجري عملية حسابية تجعله يعرف عدد السعرات الحرارية التي يستهلكها، ثم يقارنها بحجم التمارين البدنية التي يزاولها كل أسبوع ليعرف مدى استفادته من التمارين الرياضية. ويضيف كيم «أي تمرين رياضي يجعلك تجني فوائد لا تستطيع تحقيقها عبر الحمية الغذائية فقط، مثل زيادة اللياقة وتقليل مستوى التوتر وزيادة الكتلة العضلية، ما يُساعدك على حرق سعرات حرارية أكثر ومراكمة الدهون خلال فترة السكون والراحة». عن «todayhealth.today.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©