بغداد -وكالات الأنباء: في تقرير فصلي رفضته الحكومة العراقية على الفور، اتهمت بعثة الأمم المتحدة في العراق ''أونامي'' السلطات العراقية بحجب ارقام ضحايا الحرب والعنف الطائفي من قتلى وجرحى ومشردين ومعتقلين، كما اتهمتها مع حكومة إقليم كردستان شمال البلاد بانتهاك حقوق الإنسان وحرية الإعلام والتعبير·
واكدت البعثة في تقريرها عن حقوق الإنسان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية الصادر أمس أن الحكومة العراقية رفضت تزويدها بأعداد قتلى النزاع الطائفي وفق إحصاءات وزارة الصحة ومعهد الطب العدلي في بغداد ولذلك لم يتضمن التقرير أرقاما رسمية لاعداد ضحايا القتل كما في سابقاته· وقالت: ''هذا الأمر يدعو للأسف، لأن تقارير البعثة تعتبر مصدراً موثوقاً فيما يتعلق بمستجدات حالة حقوق الإنسان في العراق''· وأضافت أنها ''تشدد على ضرورة أن تتعامل الحكومة بطريقة شفافة كما أنها ترفض ما تعتقده الحكومة بأن البعثة استخدمت أرقام القتلى بطريقة غير ملائمة''· وقالت إن الحكومة تواصل مواجهة ''تحديات أمنية بالغة'' و''أزمة إنسانية تتفاقم بسرعة''·
وقال التقرير إن اعداداً متزايدة من الأكاديميين والصحفيين والأطباء وأفراد الاقليات الدينية والعرقية يتعرضون للقتل والترويع أو الاختطاف من جانب مجموعات المسلحين· وأعلن أن 122 ألف عائلة أو 736 ألف عراقي نزحوا من مناطقهم بسبب العنف الطائفي منذ تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء يوم 22 فبراير العام الماضي ويوجد مليون و 200 ألف مهجر إضافة الى هؤلاء· وأكد وجود أكثر من 37 ألف و600 معتقل في المعتقلات الأميركية والعراقية وذكر التقرير نقلا عن وزارة حقوق الإنسان العراقية أن 3 آلاف من هؤلاء تم اعتقالهم منذ انطلاقة خطة ''فرض القانون'' لاستعادة الأمن في بغداد منتصف فبراير الماضي، كما تعتقل سلطات اقليم كردستان أقل من 2200 شخص· وأضاف أن السلطات تجيز الاعتقال من دون مذكرات توقيف وعمليات استجواب من دون تحديد مهلة زمنية لمدة الاعتقال قبل المحاكمة· وتمارس قوات التحالف ''الاعتقال غير المحدد للمحتجزين'' الذين يقبع الالاف منهم في المعتقلات من دون توجيه تهم او احالتهم الى المحكمة· وقال إن التدخل السياسي المستمر في شؤون القضاء العراقي يحتاج إلى توليته أهمية عاجلة· ويشير التقرير الى ''تدهور حرية التعبير عن الرأي مما يؤثر على الإعلام والعاملين فيه''·
وردا على ذلك، قال بيان لرئاسة مجلس الوزراء :''إن الحكومة ''تعرب عن تحفظها بشكل كبير على التقرير الذي يفتقر الى الدقة في عرضه للمعلومات، ويفتقد الى المصداقية في الكثير من نقاطه، كما انه يفتقد الى التوازن في عرضه لوضع حقوق الإنسان''· واضاف : ''رغم حرص الحكومة العراقية على التعاون بشكل كامل وشفاف مع بعثة الأمم المتحدة في العراق، فإن الكثير من المعلومات الواردة في التقرير لم تؤخذ من مصادر يعتد بمصداقيتها او جهات رسمية موثوقة''·
واعتبر أن ''نشر تقرير غير متوازن كهذا وفي ظل الأوضاع التي يمر بها البلد يضع مصداقية مكتب الأمم المتحدة في العراق على المحك، ويزيد في تأزيم الأوضاع الإنسانية بدلا من حلها''·
وقالت البعثة في تقرير آخر حول كردستان العراق إن الصحفيين هناك يواجهون الاعتقال والتحرش بسبب كتابة أخبار عن فساد الحكومة وتدني الخدمات العامة وإن المئات محتجزون في سجون كردية بدون اتهامات وإنها تلقت مزاعم عن تعذيبهم· وذكرت أن حقوق المرأة في الحياة والسلامة الشخصية لا تزال تمثل ''قلقا بالغا'' في محافظات أربيل ودهوك والسليمانية نظرا لارتفاع نسبة حوادث ''جرائم الشرف'' وغيرها من الانتهاكات ضد المرأة·وأضافت البعثة أنها تلقت تقارير باستمرار عن العنف داخل المنازل والمجتمعات تجاهلتها السلطات الكردية بصورة كبيرة·
عدد اليوم
