الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي جعفر العلاق يتناول المغامرة اللغوية للقصيدة الحديثة

علي جعفر العلاق يتناول المغامرة اللغوية للقصيدة الحديثة
17 نوفمبر 2012
تتصدر كتب الشاعر والناقد العراقي الدكتور علي جعفر العلاق، واجهة الكتب المميزة لدار فضاءات الأردنية المشاركة حاليا في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهذه الإصدارات هي: “الشعر والتلقي”، و”الدلالة المرئية”، و”في حداثة النص الشعري”. ويفتح العلاق في كتابه “الشعر والتلقي” الباب واسعاً أمام الباحثين للخوض في موضوع (الكاتب - المتلقي)، فالشعر عنده ليس نصاً دون معنى إذ أن القصيدة ليست مغامرة لغوية وخروج عن عاداتها المألوفة، بل هي تنطوي على معنى. كما أن شعرية أية قصيدة لا تقع خارج نصها، بل تكمن في قدرة الشاعر على انتهاك ثوابت القول وعادات التعبير المتعارف عليها. والقصيدة كما يراها العلاق محاكاة للحياة خارج النص، واقتراب من تفاصيل ذلك الواقع غير النصي قدر الإمكان أو الشاعر يحاول من خلاله أن يحكم صلته بالواقع من جهة، وأن يحوله من جهة أخرى إلى واقعه نصية أو لسانية. أما في إطار بحثه لموضوع القناع في الشعر العربي الحديث، فيرى المؤلف أن شعراء عديدين مثل البياني، أدونيس، وعبد الصبور، وسعدي يوسف قد أفادوا من تلك التقنية وتمكنوا من أن يصلوا بالقصيدة إلى مستوى جديد ومتجاوز من حيث القدرة على التعبير والابتعاد عن هشاشة الإنشاء والإفراط في البوح. أما في كتابه “الدلالة المرئية” فيؤكد العلاق أن القصيدة مهما غامرت في البحث عن التقنيات، ومهما نوّعت في اجتهاداتها في الأداء تظل جهداً إبداعياً يتجسد في اللغة أولاً، ويسعى من خلال اللغة إلى البرهنة على جدواه وحيويته ثانياً. وهنا لا بد من بيان أن اللغة الشعرية لا تتجه إلى هدفها داخل النص، في خطٍ مستقيم، يمتثل للأعراف دائماً ويسعى إلى التطابق معها باستمرار، لذلك فإن هذه الدراسة التي تتناول الدلالة المرئية في القصيدة الحديثة، هي محاولة لملامسة نقاط التماس أو التنافر بين اللغة وضغط الذاكرة الشعرية من جهة، وما تقترحه الحياة على اللغة من تلوينات من جهة أخرى. ويشير العلاق في كتابه الثالث “في حداثة النص الشعري” إلى أن أهم ما أنجز على مستوى حداثة القصيدة العربية، لا يكمن في خروجها عن إطار البيت أو القافية الواحدة، على أهمية هذا الإنجاز وخطورته، بل يتمثل في أمر آخر هو الجوهر في قضية التجديد في الشعر العربي الحديث، وفي شعر العالم كله عموماً، ويقصد بها هنا: “الرؤيا الحديثة التي تجسد فعل التجديد حقاً”، والتي تشكل في حقيقة الأمر، مسعى يستهدف الشاعر لا القصيدة، أي أنها تعني بتجديد الشاعر أولاً: وعياً، وثقافة، وذائقة، ونظرة إلى الحياة والعالم، قبل أن تعني بتجديد النص. ويعالج الكتاب أيضا موضوع الحداثة في النص الشعري عبر خمسة فصول، تطرق فيها المؤلف لحداثة النص المتمثلة بحداثة الرؤيا، وكذلك إلى الشاعر الحديث ورموزه الشخصية، إضافة إلى حدود البيت وفضاء التدوير، ومن ثم تناول المؤلف الشعر خارج النظم وداخل اللغة، ليتوقف في الفصل الأخير مع الشاعر والحلم والمدينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©