الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

حياة أهل البحر وأصالة الخيول تبهران زوار «زايد التراثي»

حياة أهل البحر وأصالة الخيول تبهران زوار «زايد التراثي»
10 ديسمبر 2014 00:14
أحمد السعداوي (أبوظبي) يواصل مهرجان الشيخ زايد التراثي الاحتفاء بالموروث المحلي وتقديمه إلى عشرات الآلاف من الزائرين بأساليب متطورة وقدر عال من التنظيم ، تحت شعار «تراثنا هويتنا .. زايد قدوتنا» يتجلى ذلك في انتشار ملامح التراث الإماراتي في أرجاء المهرجان، بين حرف ومشغولات يدوية وأسواق شعبية، وعروض فنية، ومشاركة واسعة لمؤسسات المجتمع عبر أجنحة متميزة نجحت في عرض لآلئ التراث الإماراتي في أبهى صورة. من أبرز محتويات العرس التراثي الإماراتي المقام بمنطقة الوثبة في أبوظبي وتستمر فعالياته حتى الثاني عشر من ديسمبر الحالي، معرض زايد والخيل، الذي تضمن ألواناً بديعة من التراث الإماراتي المرتبط بالجواد العربي، ويعكس مدى اهتمام أبناء الإمارات بالخيل منذ قديم الزمان، حيث احتوى المعرض نماذج ومجسمات فريدة جعلت الجناح قبلة للزائرين خاصة وإنه يقع على يسار المدخل الرئيس لساحة المهرجان. أكبر جرة من تلك المجسمات التي أبهرت الزائرين، أكبر جرة تراثية في المهرجان، وتقول عنها لارا صويا، المدير التنفيذي لمهرجانات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الجهة المشرفة على معرض زايد والخيول، إن الجرة يصل ارتفاعها إلى 6 أمتار وهي أكبر عمل فني على الخزف يعرض في مهرجان الشيخ زايد منذ انطلاقه قبل عدة سنوات، والجرة مرسوم عليها صورة، الشيخ زايد الأول مع الجواد كحيلة، وكذا صورة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى جوار أحد الخيول، بالإضافة إلى صورة سمو الشيخ منصور بن زايد. وتوضح صويا أن الرسم على الجرة استمر 3 أشهر وشارك في إنجازها عدد من الفنانين العرب، إسهاماً منهم في تعزيز قيمة التراث الإماراتي الأصيل، حيث رسموا أيضا لوحات لـ 16 خيلاً مملوكة لسمو الشيخ منصور بن زايد، ومنها الخيل «العنود» و»المها» و»الطهاري» و«أديتور» وتعني بالفرنسية (الأنف الذهبي) كناية عن الشموخ والعزة التي يتسم بها الجواد العربي. وتذكر أن معرض زايد والخيل، اشتمل سحوبات وجوائز قيمة، مثل سائر الفعاليات التي تنظم برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد، من أجل زيادة التفاعل مع الجمهور فيما يخص الجوانب التراثية والتمسك بالهوية الإماراتية، ومن بين الجوائز أجهزة آي فون وآي باد، بالإضافة إلى جوائز أخرى يحصل عليها الفائزون من زائري الجناح. العيالة ومن عالم الخيل ينتقل الزائر إلى أبرز ألوان الفن الشعبي الإماراتي ممثلاً في العيالة التي قدمت في ساحات البيئة البرية المجاوزرة لمعرض زايد والخيل، حيث تبارى أبناء الإمارات في تقديم هذا الفن الشعبي طوال أيام المهرجان، ويقول عنها سيف البلوشي، أحد عارضي العيالة، إن هذا اللون من الفولكلور الإماراتي يحتل أهمية خاصة في الموروث المحلي، ونظرا لهذه الأهمية تم إدراجه ضمن التراث غير المادي للبشرية تبعاً لتقييمات منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، موضحاً أن العيالة تعتبر أحد الممارسات الاجتماعية التي تنظم في جميع أوقات العام لاسيما في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الاجتماعية، ويمكن لجميع الفئات العمرية ممارستها. والعيالة نوعان، بحرية يمارسها سكان المناطق الساحلية، وبرية خاصة بسكان المناطق الداخلية، تتضمن قرع طبول وقصائد شعرية يرددها المؤدون للعيالة، الذين يكونون صفين متقابلين وغالبا يكون كل صف من حوالي 20 رجلا ويكون تحركهما مقابل بعضهما بعضا فيما يشبه المعركة، ويكون كل فريق صفاً محكماً حاملين في أياديهم عصا رفيعة من الخيرزان ترمز للسهام أو السيوف وغيرها من أدوات الحرب التي عرفت في الأزمنة القديمة، ويتحرك الصفان للأمام والخلف كناية عن النصر أو الهزيمة، وخلال ذلك يقوم الجميع بترديد أشعار حماسية مع تحريك الرأس والعصا بشكل متناغم مع حركة الطبول. حبال وقراقيرليس بعيدا عن العيالة، جلس الوالد جمعة محمد حثبور الرميثي، بين العديد من المشغولات اليدوية البحرية التي انجزها بنفسه، خاصة وأن أعوامه التي تجاوزت السبعين اعطته الكثير من الخبرة التي أهلته لصناعة ألوان عديدة من المشغولات المرتبطة بحياة أهل البحر، من شباك وحبال وقراقير، مبيناً أنه تعلم هذه الحرف المتنوعة عبر رحلة طويلة قضاها بين الماء والساحل. واشتمل الجناح الخاص بالوالد الرميثي الذي أقيم على هيئة بيت مصنوع من سعف النخيل، نماذج من الجرجور، الشباك، قوارب تراثية صغيرة الحجم. ويوضح الرميثي، إنه كان يعمل سابقاً في نادي تراث الإمارات ومن خلال أنشطته كان يقوم بتعليم اجيال عديدة عن التراث الإماراتي، ويحاول نقل خبراته إليهم عبر الأنشطة التي ينظمها النادي، أما الآن فأصبح يمارس كل هذه الأنشطة بشكل مستقل، ويشارك في الفعاليات المختلفة مستغلا إياها في تعريف الجمهور سواء من الأجيال الجديدة أو غير الإماراتيين بأشياء مهمة في التراث الإماراتي وكيف كان يعيش أهل البحر قديماً ويستغلون الأشياء البسيطة الموجودة في البيئة حولهم في صنع أدوات تسهل لهم أساليب الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©