انقرة-وكالات الأنباء: أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس اختيار حزب العدالة والتنمية الحاكم وزير الخارجية عبد الله غول لخوض انتخابات الرئاسة باسم الحزب حيث حدد البرلمان التركي بعد غد الجمعة موعدا لدورتها الأولى· في وقت حذرت استراليا ونيوزيلندا من هجمات ارهابية محتملة تستهدف تركيا·
وقال أردوغان أمام حشد متحمس من نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان ''بعد كل البحث والمناقشات بشأن الرئيس الحادي عشر طرح اسم وزير خارجيتنا العزيز عبد الله غول للرئاسة''، مؤكدا بذلك تخليه عن ترشيح نفسه بعدما أبقى تركيا في حالة ترقب حول طموحاته الرئاسية التي عارضتها بشدة الأوساط العلمانية والعسكرية· وأضاف وسط مقاطعته من النواب بالتصفيق مرددين ''نحن فخورون بك'' أن غول سيكون رئيسا محايدا يحترم مبادئ تركيا الحديثة التي أرساها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال اتاتورك·
وصفق البرلمانيون وقوفا لغول وقاموا بتهنئته· فيما أكد مرشح الرئاسة وزير الخارجية انه سيكون حريصا على مبادئ العلمانية وقيم الجمهورية، لكنه دافع ايضا عن ارتداء زوجته الحجاب وطالب باحترام قرارها بهذا الشأن باعتباره حرية شخصية، واعدا ايضا باحترام التباينات في المجتمع التركي والعمل على تحقيق وحدة الأمة·
وفيما بدا من شبه المؤكد أن غول الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس الوزراء سيصل الى الرئاسة لأن حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 يملك الغالبية المطلقة في البرلمان (353 مقعدا من أصل 550) الذي سينتخب الرئيس المقبل لولاية واحدة من سبع سنوات، قال حزب المعارضة الرئيسي انه لن يشارك في الدورة الاولى للتصويت التي حددها البرلمان الجمعة 27 ابريل لانتخاب الرئيس الجديد، وقال مصطفى أوزيوريك وهو نائب بارز من اعضاء حزب الشعب الجمهوري المعارض ان الحزب سيطعن امام المحكمة الدستورية اذا قل عدد النواب الحاضرين في جلسة التصويت عن الثلثين·
وكان البرلمان حدد الدورة الاولى من الانتخابات الجمعة لكن يفترض الحصول على 367 صوتا من اجل انتخاب الرئيس، وفي حال لم يصوت لصالح غول حزبان صغيران من اليمين-الوسط فانه سينتخب بالتأكيد في الدورة الثانية في مايو حيث تكون الغالبية المطلقة البسيطة (276) كافية لانتخابه·
وغول دبلوماسي يحظى بالاحترام أشرف على بدء محادثات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي كوزير للخارجية لكنه قد يثير قلق الجيش أيضا لأن زوجته محجبة وستصبح في حالة انتخابه رئيسا لتركيا أول سيدة أولى محجبة تدخل قصر الرئاسة التركي وهذه القضية مصدر توتر مع العلمانيين في تركيا· وانتعشت اسواق المال التركية في الايام الاخيرة بعد انحسار توقعات بأن يرشح أردوغان نفسه للرئاسة الأمر الذي خفف التوتر بين العلمانيين وحزب العدالة والتنمية الحاكم ثم تراجعت مع أنباء ترشيح غول·
على صعيد آخر حذرت وزارتا الخارجية الأسترالية والنيوزيلندية أمس من وجود احتمال قوي بوقوع هجمات إرهابية في تركيا لاسيما مع توجه آلاف السائحين إلى جاليبولي للاحتفاء بذكرى أول معركة شرسة وقعت خلال الحرب العالمية الأولى وتصادف اليوم والتي شنت فيها فيالق جيش أستراليا ونيوزيلندا هجوما فاشلا على شبه جزيرة جاليبوني في 25 إبريل عام ·1915 ويتوجه الآلاف من نيوزيلندا وأستراليا إلى جاليبولي في إبريل من كل عام لإحياء ذكرى تلك المعركة·
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة النيوزيلندية إن السلطات التركية اتخذت إجراءات مشددة من أجل ضمان سلامة وأمن زائري جاليبولي، لكنها أشارت إلى وجود احتمال قوي بوجود نشاط إرهابي في المناطق السياحية ومنها اسطنبول وأنقرة ونصحت بعدم السفر لغير ضرورة للمناطق المتاخمة للحدود مع العراق·
عدد اليوم
