الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ائتلاف المعارضة: ترحيب حذر في سوريا

17 نوفمبر 2012
بعد يوم واحد على توصل المعارضة السورية لاتفاق يوحد صفوفها في إطار هيئة جديدة عقب أسبوع كامل من المفاوضات الصعبة جرت في العاصمة القطرية الدوحة، يقول النشطاء داخل سوريا ممن تابعوا أطوار الاتفاق من بعيد، إنهم يساندون التطور الأخير، لكنهم حذرون ولن يرموا بثقلهم وراء تحالف المعارضة الجديد حتى يثمر نتائج ملموسة على أرض الواقع. وتأتي هذه التصريحات لتعكس مدى الإحباط الكبير الذي بات يشعر به الثوار الذين يخوضون معارك ضارية مع قوات الأسد بعدما تخلى عنهم المجتمع الدولي وفشل قادة المعارضة في الخارج في توفير الدعم الدولي الضروري لاستمرار المعركة ضد الأسد وإسقاط النظام. وعن هذا الموضوع يقول بدر أبو أحمد، الناشط السوري في الداخل والعضو بحزب “الشعب”: “إلى الآن لا نعرف ماذا سيقوم به التحالف الجديد للمعارضة، لكن في جميع الأحوال ندعمه ونأمل أن يحقق جزءاً من وعوده للشعب السوري والتي في مقدمتها إسقاط النظام وإقامة حكومة انتقالية تدير المرحلة المقبلة”. وكانت المعارضة السورية قد عانت لشهور عدة من حدة الانقسامات التي تنخر جسدها من الداخل. وفي هذا السياق واجه “المجلس الوطني السوري” حتى تاريخ انضوائه تحت لواء الائتلاف الجديد، انتقادات شديدة لفشله في تقديم دعم حقيقي للثوار في أرض المعركة واكتفائه بعقد اجتماعات لا وقع لها على الأرض. هذا ناهيك عن ضعف التواصل والتنسيق بين المجلس والتنسيقيات المحلية للثورة السورية التي تدير الثورة من الداخل وتتعرض لأبشع أنواع القمع والتنكيل. ويضم التحالف الجديد الذي انبثق مؤخراً في الدوحة باسم التحالف الوطني السوري للمعارضة وقوى الثورة، قادة ونشطاء ممن يعملون في الداخل، كما يشمل أيضاً شخصيات وطنية عاشت في المنفى. ويحدو الثوار في الداخل الأمل في أن ينجح الائتلاف المعارض الجديد فيما فشل فيه المجلس الوطني السوري ويساهم فعلاً في ترجيح كفة الثوار والتسريع في إسقاط النظام قبل أن تتعقد الأمور أكثر ويتزعزع الاستقرار الإقليمي. ولعل ذلك ما دفع البلدان الغربية وحلفاءها من دول المنطقة إلى الضغط على المجلس الوطني للقبول بتوسيع مظلة المعارضة ورص صفوفها استعداداً على ما يبدو لمرحلة ما بعد الأسد. وقد تمكن ائتلاف المعارضة من التوافق على شخصية معاذ الخطيب كرئيس يقود المعارضة باعتباره الشخصية السنية التي تحظى باحترام وإجماع الأطياف المختلفة، هذا بالإضافة إلى سمعته الطيبة في الأوساط السورية كونه يميل أكثر إلى الاعتدال وشغل في السابق منصب إمام المسجد الأموي وسط دمشق، كما عُرف عنه أيضاً دعوته المبكرة لتوحيد أطياف المعارضة وتماسك النسيج المجتمعي الموزع بين الطوائف السورية المختلفة، مؤكداً على قيم التسامح والتعايش المشترك. والأكثر من ذلك، كان الخطيب من أوائل المعارضين للنظام السوري، ما عرّضه للاعتقال أكثر من مرة خلال الفترة التي اندلعت فيها الثورة السورية قبل أكثر من عام. لكن مع ذلك يظل اسم معاذ الخطيب مجهولاً لدى بعض النشطاء والمعارضين في الداخل، وهو ما يعبر عنه طارق مهرا، رجل الشرطة الذي يعمل مع “الجيش السوري الحر” في حلب: “لا أعرف الكثير عنه، لكنه يملك سمعة جيدة”، مضيفاً: “بالنسبة للسياسيين من المهم أن يتوحدوا تحت غطاء واحد يضمن وصول الدعم والمساعدات للثوار، لكننا نحن في الجيش السوري الحر لدينا هياكلنا الموحدة والمعروفة ونعمل بتنسيق مع باقي الوحدات العسكرية في جميع أنحاء سوريا”. ومع ذلك يظل الخطيب بالنسبة للعديد من الثوار الذين يحملون السلاح شخصاً غامضاً لم يسمعوا به من قبل، هذا الأمر يؤكده شادي حافظ، المقاتل في صفوف الجيش السوري الحر بحلب، قائلاً: “لا نعرف الكثير عن هذا الرجل، لكن أي خطوة في اتجاه توحيد المعارضة التي بدورها تفضي إلى إسقاط الأسد ووقف الحرب المستعرة، نرحب بها، فلا يهم الشخص بقدر ما يهم الهدف النهائي المتمثل في سوريا بدون أسد تكون حرة وديمقراطية”. وفيما يتعلق بعدم وجود المعارضة السياسية في الداخل، رد المقاتل: “لا يهمني كثيراً إن وجودوا معنا على أرض المعركة أم لا طالما هم يقدمون لنا الدعم الملموس، أما أن يستمروا في عقد الاجتماعات تلو الاجتماعات في الخارج وإنفاق الأموال الطائلة فذلك لا يرضيني”. ويُذكر أنه إلى جانب معاذ الخطيب الذي يرأس التحالف الوطني السوري للمعارضة وقوى الثورة، هناك رياض سيف وسهير الأتاسي اللذين يساعدانه كنائبين له، وهما الشخصيتان المعارضتان المعروفتان داخل سوريا، وإن كان الثوار أقل معرفة برياض سيف منهم بسهير الأتاسي التي راكمت سنوات مديدة من المعارضة لنظام الأسد. هذا ويأمل “الجيش السوري الحر” في أن يتمكن التحالف الجديد من إقناع المجتمع الدولي بتسريع وصول السلاح للمقاتلين بعدما تردد سابقاً في القيام بذلك، بذريعة تشرذم المعارضة السورية، وهو ما يشير إليه المقاتل أبو إسماعيل شمالي قائلاً: “نحن كمقاتلين نريد الذخيرة والأسلحة، هذه هي المساعدات العاجلة التي ننتظرها بفارغ الصبر علّها ترى النور مع ائتلاف المعارضة الجديد”. توم بيتر حلب ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©