الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طاقات شبابية تثري معرض الشارقة للكتاب وتيسِّر طريق الباحثين

طاقات شبابية تثري معرض الشارقة للكتاب وتيسِّر طريق الباحثين
17 نوفمبر 2012
المتعة في معرض الكتاب لا تقتصر على اقتناء كتاب ما وتقليب صفحاته، وتذوق مفرداته ومعارفه وفنونه، إنما قد ينال البعض فرصة التواجد في رحاب هذا البحر الواسع والذي يحمل في أحشائه من الكنوز والمعرفة، ليكون مرشدا للآخرين، في الكشف عن عناوين الكتب وتسهيل وصول المرء إلى الكتاب المراد بطريقة سريعة، دون عناء البحث الطويل بين أرفف دور النشر المتواجدة بزخم في أحضان الشارقة للكتاب. هؤلاء الجنود الذين يواصلون العمل بكل حماس وصبر، منهم من يرافق الرواد بين أروقة المعرض إلى حيث دار النشر المطلوبة، وآخرون يبحثون في قائمة تصنيف الكتب عبر نظام فهرسة الحاسب الآلي لتسهيل الأمر على الأفراد مما كون لهم ذلك مخزونا معلوماتيا واسعا عن أبرز عناوين الكتب ومحتوياته، فيمكن أن ننعتهم بمثقفين ولكن لا يقرأون. تجمع عدد من رواد المعرض حول المتطوع عبدالحكيم في محطة الاستقبال، منهم من يستفسر عن مكان دار نشر ما، وآخر يتوق إلى كتاب يبحث عنه منذ زمن، ويود أن يراه بين رفوف المعرض، ويعبر عبدالحكيم عن مدى المتعة الذي يحظى بها، وهو يلبي احتياجات ورغبات رواد المعرض باختلاف أعمارهم وجنسياتهم وثقافتهم، الأمر الذي منحه دراية تامة في كيفية التواصل مع مختلف الشخصيات، واكتساب مهارة خاصة في التعاطي مع الأفراد وتسهيل أمورهم، قائلا “مشاركتي في معرض الكتاب جاءت نتيجة رغبة في رد جميل هذا الوطن الذي قدم لنا الكثير، ومازال مستمرا في عطائه، بالرغم من كون هذه المشاركة هي الأولى لي إلا أن الفائدة التي اكتسبتها وأنا متواجد في محطة الاستعلامات كبيرة جدا، فهو بمثابة الدليل المعلوماتي لكل وارده في المعرض، في وقت كنت أجهل فيه هذه الحقيقة”. شرف المشاركة المتطوع خالد محمد نور، الذي كان كثيرا ما يتردد على معرض الكتاب في السنوات الماضية إلا أن هذه السنة الوضع مختلف فهو جزء من هذه التظاهرة الثقافية. يقول “كل متطوع منا حظي بشرف التواجد والمشاركة في هذه التظاهرة العالمية لمعرض الشارقة للكتاب الذي نترقبه كل عام، لنطل على عناوين الأوعية الورقية ونتعرف على أبرز ما قدمه المثقفون والأدباء والعلماء من علوم ومعرفة وروايات، من خلال نظام فهرسة المعلومات التي نعمل عليها في البحث عن كل ما قد يحتاج إليه الباحث من تفاصيل توصله إلى الكتاب المراد، حيث يتم إعطاؤه ورقة مطبوعة بعنوان الكتاب وسعره، واسم الدار الموجود فيه الكتاب، وموقع دار النشر في المعرض ما يحقق الوصول إلى الكتاب بمنتهى اليسر والسهولة”. ويتابع “بخلاف التقنية التي اكتسبناها في عملية البحث عبر برنامج متطور وسريع، فإنه لا يمكن أن نغفل مهارة فن التعامل مع الآخرين من خلال الاحتكاك المباشر مع الأفراد، وكسب ثقتهم بتلبية احتياجاتهم التي وضعناها على قائمة اهتماماتنا”. وحول أهمية التواصل مع الجمهور، تقول المتطوعة ليلى محمد “دورنا منصب على التواصل مباشرة مع الجمهور، من خلال محطة خدمة العملاء، ورسم أقصر الطرق للباحثين في الوصول إلى هدفهم، إلى جانب تزويدهم بمعلومات حول الفعاليات الفنية الموجهة للأطفال والكبار والندوات والمحاضرات الثقافية التي تعرض من حين إلى آخر”. وتضيف “تواصلنا المباشر مع الجمهور جعلنا على قدر من المسؤولية في كيفية الظهور بصورة مشرفة لنعطي صورة تتماثل مع مستوى معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يترقبه الكثير من الباحثين والمهتمين سواء على الصعيدين المحلي أو الخارجي؛ فالعمل التطوعي مسؤولية كل فرد تجاه وطنه، وأن يعي دوره ومسؤوليته في العمل على المشاركة في التظاهرات الاحتفالية التي تنظم من حين إلى آخر، من خلال التفاعل معها والإقبال دون تهاون أو إخفاق، وهذا أبسط ما يمكن أن نمنحه لمؤسساتنا المجتمعية ودعمها بطاقتنا وجهدنا في سبيل نجاح مساعيها وما تصبو إليه”. جهد إنساني عن رأيه بمفهوم التطوع، يؤكد المتطوع عمر قمبر “لا يختلف اثنان على أن التطوع يتمثل فيما يبذله المرء من جهد إنساني تجاه المجتمع دون انتظار أي مقابل، وتؤدي هذه الحركة الاجتماعية إلى تأصيل منظومة التعاون والترابط بين أفراد المجتمع وأهمية التفاني والبذل والعطاء في سبيل خدمة الآخرين، ومد يد العون والمساعدة رغبة في إبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية؛ فمشاركتنا في معرض الشارقة للكتاب جاءت بناء على رغبة قوية وإيمان منا بضرورة أن نسعى إلى التواجد والمشاركة في المحافل الاجتماعية، فبقدر ما نقدمه نحن من جهد لتلك المؤسسات فإننا أيضا نكتسب الكثير من الخبرات والمهارات التي لن نحظى به إذا تخاذلنا وتكاسلنا وانزوينا بعيدا عن الفعاليات والنشاطات التي تنشط من حين إلى آخر”. ويضيف قمبر “هذا الثراء الثقافي الذي نتواجد فيه جعلنا نحتك بمثقفين، وشخصيات تركت بصمة في تاريخ الثقافة العربية، ومارست دورا مشرفا بالنهوض بفنون الأدب العربي؛ فمحاولة تقديم خدمة للباحثين في الحصول على الأوعية الثقافية والعلمية التي يرغبون بها في معرض الكتاب، منحنا قدرا من الرضا النفسي بأننا أسهمنا ولو بقدر بسيط في نجاح معرض الكتاب الذي يتجلى في رضا الجمهور وزيادة الباحثين والقراء وبأعمار متفاوتة وثقافات مختلفة”. وسيلة فعالة عن أهمية التطوع، توضح رائدة مخامرة، المشرفة على أعمال المتطوعين “لم يعد هناك شك في أهمية التطوع كوسيلة فعالة في النهوض بالمجتمع والمشاركة في الجهود التي تبذل في سبيل تقدمه ورخائه، وقد ظهر التطوع كحركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد قيم التعاون وإبراز الوجه الحضاري للعلاقات الإنسانية، وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر في سبيل سعادة الآخرين لتسود المجتمع علاقات المحبة والتعاون والتعاضد والتكاتف وروح العطاء؛ فالتطوع يعبئ الطاقات البشرية والمادية ويوجهها ويحولها إلى عمل مثمر، ويحول الطاقات الخاملة إلى طاقات عاملة ومنتجة، وحفظ التوازن في حركة تطوير المجتمع بطريقة تلقائية وذاتية والتطوع ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الجمهور وإيجابيته، وتوثيق العلاقات بين الأفراد والجماعات لإيجاد التفاعل الأفضل في المجتمع”. وتوضح مخامرة “المتطوع بحاجة ماسة إلى تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين أو كسب صداقات جديدة، وممارسة بعض الأعمال التي تتفق مع الميول والرغبات والتي لا يجد في العمل الرسمي متسعا لتحقيقها، وشغل وقت الفراغ بطريقة مثمرة”، لافتة إلى أن إدارة المعرض والجهة المنظمة تسعى إلى فتح المجال للشاب والشابات في المشاركة كمتطوعيين في معرض الشارقة للكتاب الذي يطل كل عام حيث تم توزيع نحو ثمانين متطوعا من كلا الجنسين، في مختلف مجالات المعرض، وفي مواقع بارزة منه بحيث يتم التواصل مباشرة مع الجمهور، كخدمة العملاء، وفي مداخل القاعات، وأروقة دور المعارض للقيام بعمليات التحري والبحث عن الكتب الممنوعة التي يمكن أن يقوم صاحب الدار بعرضه مخالفا بذلك قانون المعرض ولوائحه، ويمكن أن يطوق المواقف غير المحسوبة التي قد تفتعل من بعض الرواد، بحيث يستطيع المتطوع أن يمتص تلك الخلافات قبل أن تتفاقم وتزداد”. فوائد بالجملة حول الفائدة التي يجنيها المتطوعون من المشاركة في المعرض، تقول رائدة مخامرة، المشرفة على أعمال المتطوعين “من خلال تواجد ومشاركة المتطوع في المعرض سينال قدرا من الخبرة والمهارات الجديدة، بالإضافة إلى كسب تقدير واحترام الآخرين والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية نحو المجتمع والرغبة في النهوض به، والعمل من أجل الصالح العام”. وتضيف “هناك برنامج يحظى به المتطوعون قبل الشروع في العمل الموكل إليهم في معرض الكتاب، لتحديد المسؤوليات التي سيضطلع بها المتطوع كل في مجال عمله، وتحديد المؤهلات والخبرات والمهارات الواجب توافرها في من يتطوع للقيام بمجالات العمل في المعرض، ثم يتم التدريب والإرشاد والتوجيه والإشراف عليهم وتحفيزهم وتشجيع العناصر التي أثبتت جدارتها في العمل الموكل لها”، مشيرة إلى أن عملية التحفيز سواء كان ماديا أو معنويا من شأنها أن تدفع المتطوع إلى الاستمرار، وبذل جهد أكبر حتى يحقق المزيد من النجاح على الصعيد الشخصي الذي بدوره سينعكس على مستوى العمل الذي يقوم به في جهة ما.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©