عقيل الحـلالي (صنعاء) - يصل أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، الأحد القادم، إلى العاصمة صنعاء في زيارة رسمية لليمن تستمر عدة أيام، يبحث خلالها مؤتمر الحوار الوطني المتعثر والتعهدات الخليجية لدعم اليمن خلال المرحلة الانتقالية. وذكرت صحيفة “26 سبتمبر”، الصادرة عن وزارة الدفاع، أمس الخميس، أن الزياني “سيلتقي كبار المسؤولين في الدولة والحكومة لبحث وتقييم الخطوات التي تم إنجازها في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة”، التي تنظم عملية انتقال السلطة في اليمن منذ أواخر نوفمبر العام الماضي وحتى فبراير 2014. ونقلت الصحيفة المقربة جدا من القصر الرئاسي، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الزياني “سيطلع أيضاً على الترتيبات النهائية لعقد مؤتمر الحوار الوطني” أبرز بنود المرحلة الثانية من عملية انتقال السلطة، التي تشرفها عليها دول مجلس التعاون الخليجي والدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي.
وتعثر إطلاق مؤتمر الحوار اليمني في موعده المحدد بـ 15 نوفمبر الجاري، وسط أنباء متضاربة بشأن تأجيله إلى نهاية ديسمبر أو مطلع يناير.
وسيناقش أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي مع المسؤولين اليمنيين، خلال زيارته التي تأتي بعد أيام من جولة خليجية للرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، شملت ثلاث دول، دور الأمانة العامة للمجلس “في دعم جهود اليمن في المرحلة الانتقالية”، إضافة إلى “تفاصيل التعهدات الخليجية” المعلنة في مؤتمري الرياض ونيويورك، في سبتمبر الماضي، حيث تلقى اليمن وعودا من مانحين دوليين بمساعدته بـ 7.8 مليار دولار، شريطة إدخال المزيد من الإصلاحات السياسية والأمنية. كما سيبحث المسؤول الخليجي “تفعيل” مكتب التمثيل الرسمي لدول مجلس “التعاون” في صنعاء، الذي تم افتتاحه في 9 أكتوبر الماضي.
وعلى صعيد متصل، بحث الرئيس اليمني الانتقالي، أمس الخميس، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، “المستجدات الأخيرة في المشهد السياسي اليمني”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.وأطلع بن عمر الرئيس هادي خصوصا على نتائج لقاءاته بقادة المعارضة الجنوبية في العاصمة المصرية القاهرة، يومي الجمعة والسبت الماضيين، مشيرا إلى أنه لمس “تفهماً طيباً” من تلك القيادات بأن “الحوار وحده هو الأساس من أجل صيانة الحقوق والحفاظ على أمن وسلامة واستقرار ووحدة اليمن”، حسب المصدر السابق.
وفي اللقاء، أكد هادي، المنتخب نهاية فبراير لولاية انتقالية مدتها عامان، أهمية “العمل الجاد والمخلص” من قبل كافة القوى السياسية اليمنية، لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، الذي سيناقش قضايا عالقة منذ سنوات على رأسها الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب والتمرد المسلح في الشمال، إضافة إلى صياغة دستور جديد وإقرار نظام حكم جديد.
ورفضت قيادات بارزة في المعارضة الجنوبية في الخارج، على رأسها نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب، علي سالم البيض، المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، مشترطة أولا إدراج حق تقرير المصير للجنوبيين، وإطلاق الحوار على أساس شطري وليس وطنياً.
وفي تطور لافت، حذَّر الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، الذي لا يزال يقود حزب “المؤتمر الشعبي العام”، أكبر الأحزاب اليمنية، من “خلط الأوراق”، معتبرا في بيان أصدره مكتبه، الليلة قبل الماضية، أن المبادرة الخليجية “واضحة ولا اجتهاد مع النص”. وذكر البيان أن “الوحدة” الوطنية بين شمال وجنوب اليمن المحققة في مايو 1990، هي “الإنجاز التاريخي العظيم للشعب اليمني الذي قدّم في سبيله الكثير من التضحيات، ولن يفرط فيه بأي حال من الأحوال”.
وأشار إلى أن حزب “المؤتمر” - الذي لا يزال يمتلك غالبية مقاعد البرلمان اليمني ونصف حقائب الحكومة الانتقالية - “سيظل حريصا وأمينا ومحافظا على هذا المنجز الوطني”، مشيرا إلى أن الحزب “منفتح على كل الأطراف ويُرحب بأي مطالب أو تصورات أو حلول مقترحة لأي مشكلة في جنوب الوطن أو شماله (..) تحت سقف الوحدة اليمنية”.ودعا البيان لجنة الحوار الوطني والدول الراعية لاتفاق نقل السلطة إلى عدم خلط الأوراق” وعدم الاجتهاد في “نص” المبادرة الخليجية التي قال إنها “واضحة”.
ومن المقرر، أن تُعلن لجنة الحوار اليمني، في مؤتمر صحفي، غدا السبت، قوام مؤتمر الحوار، وسط توقعات بأن يكون القوام بين 400 و565 عضوا. وكان اللجنة أقرت، الأربعاء، تشكيل هيئة رئاسة المؤتمر من تسعة أعضاء يتم اختيارهم من بين أعضاء مؤتمر الحوار الوطني. وستبحث لجنة الحوار، التي يرأسها النائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر، عبدالكريم الإرياني، ابتداءا من السبت، نسبة تمثيل الفصائل اليمنية الثمان المشاركة في مؤتمر الحوار، الذي من المقرر أن يستمر ستة أشهر.
عدد اليوم
