الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم الكوني وعبده الخال وعلي جبريل يقرأون علاقة السياسة بالرواية في ندوة «السرد العربي» بمعرض الشارقة

16 نوفمبر 2012
عصام أبو القاسم (الشارقة) - استضاف ملتقى الكتّاب بمعرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول ندوة بعنوان “السرد العربي.. الهوية الجديدة” أدارها القاص المصري عبد الفتاح صبري وشارك بالحديث فيها الروائي الليبي ابراهيم الكوني والسعودي عبده الخال والمصري علي جبريل. وأُستهلت الندوة بمداخلة للكوني شاء أن يبتدرها بالقول إن خطيئتنا الكبرى هي أننا لطالما أردنا “تسييس” كل شيء في الوجود، “ وتناسينا ان هناك بعداً أكثر إمكانية وأكثر نضجاً في الوجود وهو الوجود”. ولفت الكوني إلى الحد المفاهيمي الضيق الذي يغلب على أخذنا ببعض المصطلحات مثل “الحرية” التي لا تعني الحرية السياسية فحسب ـ كما قال، فهذا هامش الحرية فيما مركز هذه الحرية في بعدها الوجودي، وعندما نتكلم عن “العدالة” فالعدالة السياسية هي حد أدنى مقارنةً بالعدالة الوجودية “لأن العدالة هم وجودي”! ولفت الكوني إلى أن عنوان الندوة “السرد العربي .. الهوية الجديدة” يحمل الذهن إلى التفكير مباشرة في ان هذا السرد، الذي هو الأدب، لا بد أن يُسيس، لا بد ان نخلق له هوية سياسية حتى لو لم توجد هذه الهوية السياسية”. وقال الكوني إن “مأساة الأدب العربي هو في تسييس هذا الأدب وليس في اعطائه الهوية الحقيقية وهي الهوية الوجودية .. لأن تسيس العالم يلغي الجانب الأهم في العالم وهو الجانب الروحي. وذّكر الكاتب الذي فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2007 بالثورات التي حصلت في تاريخ الانسانية طارحا العديد من الاسئلة ومجيباً عليها أيضا: هل جلبت الثورات التي قامت على مدى التاريخ للانسان الحقيقة ، لا. هل خلقت الثورات السعادة ..لا.” اما السبب في عدم نجاح هذه الثورات فمرده بحسب الكوني إلى فضولنا “ فنحن نحيا بين هاجسين ابديين هما الملل الذي يحملنا إلى التغيير والفضول الذي يحملنا على تبرير هذا السعي إلى التغيير”. وتابع الكوني قائلا: عندما نريد الكلام عن الهوية الجديدة للسرد العربي في إطار الثورات العربية لا بد أن نعترف بأن الهوية الجديدة “عدمية”، وانها لم تأت بما أردناه وانتظرناه وكانت “ردة” في غالب الاحيان وان هذا يعني ثمة خطر جديد يقوم في وجه الابداع العربي..” من جانبه، تكلم الكاتب المصري محمد جبريل عن التحولات التي حصلت على الاشكال الفنية بسبب التغييرات الاجتماعية وقدم في هذا الإطار العديد من النماذج الروائية سواء من رصيده الخاص أو مما قدمته ذاكرة الرواية المصرية. وركز الروائي السعودي عبده خال مداخلته على اصالة الشعر في المجتمع العربي بدءا من مرحلة صدر الاسلام وكيف ان السرد كسب مكانته وتحقق بصورة أفضل في المجتمع العربي مع تقاليد الخطابة والتفكير الفقهي، وهو تكلم في هذا الإطار ايضا عن الموقع المركزي الذي كانت تحتله اللغة لتمييز الهوية قبل ظهور الاسلام، كما تكلم عن الاختلافات التي حصلت في ما بعد من توزع العرب وتفرقهم على المذاهب الفقهية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©