الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«إبرا» يصطاد «الأسود الثلاثة» ويخطف الأضواء من نجوم 100 منتخب في يوم «الفيفا»

«إبرا» يصطاد «الأسود الثلاثة» ويخطف الأضواء من نجوم 100 منتخب في يوم «الفيفا»
16 نوفمبر 2012
واصل المنتخب السويدي هوايته في العودة من بعيد، ونجح في تحويل تأخره 1 - 2 إلى الفوز 4 - 2 على ضيفه الإنجليزي بفضل التألق غير العادي للمهاجم الفذ زلاتان إبراهيموفيتش الذي سجل أربعة أهداف (سوبر هاتريك) في مباراة كرة القدم الودية الدولية التي جمعت بينهما أمس الأول في سولنا السويدية. وكان المنتخب السويدي قد نجح في منتصف الشهر الماضي في تحويل تأخره بأربعة أهداف نظيفة أمام ألمانيا إلى التعادل 4 - 4 في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وافتتح إبراهيموفيتش مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي بهدف للمنتخب السويدي في الدقيقة 20، ولكن داني ويلبيك مهاجم مانشستر يونايتد أدرك التعادل لمنتخب الأسود الثلاثة في الدقيقة 35، وبعد ثلاث دقائق فقط أضاف ستيفين كولكر مدافع توتنهام الهدف الثاني للفريق، ولم ينجح الفريق السويدي في إدراك التعادل خلال الوقت المتبقي من عمر الشوط الأول. وظل المنتخب الإنجليزي متقدما حتى الدقيقة 78 حين تفوق إبراهيموفيتش على نفسه وسجل الهدف الثاني له ولفريقه من تسديدة عالية (لوب)، وقبل ست دقائق على نهاية المباراة سجل إبراهيموفيتش الهدف الثالث له ولفريقه من ضربة حرة مباشرة اخترقت الحائط البشري للفريق الإنجليزي، لينهي المسيرة الخالية من الهزائم للمدير الفني روي هودجسون، وسط حالة من الفرح العارم في مدرجات ستاد فريندز أرينا. وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع سجل إبراهيموفيتش رابع أهدافه ليحرز لقب سوبر هاتريك عن جدارة واستحقاق، بعدما فشل الحارس الإنجليزي جو هارت في تشتيت ضربة رأسية لتصل الكرة على بعد 30 ياردة إلى إبراهيموفيتش الذي سدد قذيفة صاروخية عرفت طريقها للشباك. وافتقد المنتخب الإنجليزي العديد من نجومه الأساسيين بسبب الإصابات والإعياء، وتأتي المباراة ضمن استعدادات الفريقين لمشواريهما في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وأثرت الأرضية الجديدة لملعب المباراة على إيقاع اللعب حيث حدت من سرعة الكرة بشكل كبير. ومرت الدقائق الأولى من المباراة بحالة من الفتور، ولكن مع حلول الدقيقة 20 تقدم الفريق السويدي بهدف قلب موازين المباراة، حيث مرر مارتن أولسون كرة عرضية من الناحية اليسرى بعدما تصدى له كولكر في المحاولة الأولى، لتصل الكرة إلى إبراهيموفيتش الذي لم يجد أي صعوبة في هز الشباك. وأهدر توم كليفرلي فرصة ثمينة في الدقيقة 26 إثر تمريرة متميزة من جلين جونسون، وبعدها بخمس دقائق أهدر ماتياس رانيجي فرصة محققة للمنتخب السويدي بعد خطأ فادح من جو هارت وجاري كاهيل. وأحرز الفريق الإنجليزي هدفين في غضون ثلاث دقائق بعد مجهود رائع لرحيم ستيرلينج “17 عاماً” في كلا الهدفين، وجاء الهدف الأول إثر تمريرة من ستيرلينج إلى أشلي يونج الذي مرر بدوره إلى داني ويلبيك ليسدد من زاوية ضيقة إلى داخل الشباك، ثم جاء الهدف الثاني للمنتخب الإنجليزي بعد حصول ستيرلينج على ضربة حرة مباشرة نتيجة تعرضه للعرقلة، لينفذ ستيفين جيرارد الضربة الحرة إلى كولكر الذي نجح في هز الشباك في أول مشاركة له مع منتخب الأسود الثلاثة. فرصة التعزيز وبدا الفريق الإنجليزي أكثر تركيزاً في بداية شوط المباراة الثاني وكاد جيرارد أن يضيف الهدف الثالث بعد أن سنحت له فرصتان خطيرتان، ولكن قبل 12 دقيقة على نهاية المباراة مرر أندريس سفينسون الكرة إلى إبراهيموفيتش الذي سدد مباشرة في الشباك محرزاً هدف التعادل لأصحاب الأرض، ثم عاد هداف باريس سان جيرمان ليسجل ثالث أهدافه قبل ست دقائق على النهاية، وقدم جو هارت حارس مرمى مانشستر سيتي مباراة باهتة وتسبب في الوقت بدل الضائع في تمكين إبراهيموفيتش من تسجيل رابع أهدافه بعدما خرج بشكل خاطئ من مرماه لتشتيت الكرة. ونجح إبراهيموفيتش في خطف الأضواء من نجوم ما لا يقل عن 100 منتخب حول العالم كانوا يخوضون مباريات ودية رسمية ضمن أجندة الفيفا خلال الساعات الماضية، فقد شهدت ملاعب العالم ما لا يقل عن 50 مباراة ولم تكن الأضواء مسلطة على مواجهة السويد وإنجلترا بصورة كبيرة، خاصة أن مواجهات أخرى كانت في الصدارة “نظرياً” قبل أن تبدأ، وعلى رأسها القمة الأوروبية الكلاسيكية بين الآتزوري الإيطالي والديك الفرنسي، ومواجهة هولندا وألمانيا، فضلاً عن صراع النجومية بين نيمار البرازيل وفالكاو كولومبيا، ولكن النجم السويدي إبرا هداف باريس سان جيرمان جعل مباراة السويد وإنجلترا تحتل صدارة المشهد المثير، وتخطف الأضواء من بقية المواجهات بفضل رباعيته التاريخية، وهدفه الرابع الأسطوري. مشهد نادر الصحافة الإنجليزية وفي مشهد نادر تجردت من هموم الانتماء لمنتخبها، وتسابقت في نظم قصائد الغزل للنجم السويدي الذي قدم مباراة استثنائية وسجل رباعية تاريخية، أكد خلالها انه يجيد التسجيل من داخل منطقة الجزاء، ومن التسديدات الثابتة، ومن الكرات الهوائية، ومن كافة الأوضاع الهجومية الممكنة، وبرهن على أنه أحد أفضل المهاجمين في العالم، ويستحق ما يحصل عليه من مقابل مالي في صفوف باريس سان جيرمان. فقد أشارت صحيفة “الصن” إلى علو كعب “زلاتان إبراهيموفيتش” واسمه يعني “السلطان إبراهيم” على الجميع، وأشارت إلى أنه دخل تاريخ الكرة الإنجليزية وليس السويدية فحسب، فقد أصبح أول لاعب في التاريخ يحرز “سوبر هاتريك” في مرمى المنتخب الإنجليزي، كما أنه تسبب في أول هزيمة للمدير الفني للأسود الثلاثة روي هودجسون، والذي لم يخسر أي مباراة في وقتها الأصلي منذ توليه المسؤولية، حيث لا تعد الخسارة بركلات الترجيح أمام ايطاليا في يورو 2012 خسارة من الناحية الرسمية لأن وقت المباراة الأصلي انتهى بالتعادل. المباراة رقم 100 ونقلت الصحف البريطانية تصريحات سيتفين جيرارد عقب المباراة، حيث كان يحتفل بخوض مباراته رقم 100 دولياً، ولكنه وجد نفسه في قلب عاصفة “إبرا”، فقال: إنه أجمل هدف شاهدته عيني في مباراة كنت طرفاً فيها، لا يوجد ما يمكن أن أقوله أكثر من ذلك عن الهدف الرابع الذي سجله إبرا، لا يمكن إلا للاعب مثل إبرا أن يسجل مثل هذه الهدف بهذه الطريقة المذهلة. أما رودي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، فقال: قدمنا مباراة جيدة على مدار 70 دقيقة، وكنا الطرف الأفضل، ولكن أهداف إبرا وخاصة الهدف الرابع جعل الانطباع السائد عقب المباراة ليس في صالحنا، لقد فعلها وسجل هدفاً استثنائياً. أما صحيفة “دايلي ميل” فكانت أكثر اندهاشاً بما فعله “إبرا كادبرا” على حد تعبيرها، وقالت: الساحر إبرا فعل كل شيء، سجل رباعية تاريخية، ويجب ألا يسعى أحد إلى تقليده في طريقة تسجيل الهدف الرابع وإلا فسوف يتعرض لكسر في منطقة الظهر، وذلك في إشارة إلى صعوبة الارتقاء في الهواء وتسديد الكرة على الطائر من مسافة مرتفعة وصلت وفقاً لبعض التقديرات إلى 1.82 سم، أي أنه ارتقى بقدميه في الهواء لمسافة تربو على المترين. في حين قالت صحيفة “الميرور” أن إبرا اعتلى المسرح الذي تم إعداده للقائد الانجليزي جيرارد، وخطف منه الأضواء في ليلة تتويجه بالمباراة رقم 100، وقالت “التلجراف”: إبرا أصاب الأسود الثلاثة بالذهول، وأضافت :”إنه هداف رائع ويحرز أهداف رائعة” في إشارة إلى انه ليس مجرد لاعب هداف، بل هو متخصص في تسجيل الأهداف التي تظل عالقة في ذاكرة الجميع. إبرا يتحدث من جانبه تحدث زلاتان إبراهيموفيتش عن الليلة التاريخية التي عاشها في مواجهة الأسود الثلاثة، وقال في تصريحات عقب المباراة نقلتها صحيفة “الجارديان” وغيرها من الصحف العالمية: إذا نجح أي لاعب في التسجيل ضد الإنجليز فهو لاعب رائع من وجهة نطرهم، وإذا لم يفعل فلن يكون جيداً، أعتقد أنني قد أكون أفضل لاعب في العالم الآن من وجهة نطرهم بعد أن سجلت في مرماهم 4 أهداف. وأضاف إبرا واصفاً الهدف الرابع: حينما رأيت هارت قادماً، قلت سوف أرتقي برأسي لأشاركه في الكرة، ولكنني انتظرت حتى يلعبها إلى خارج الملعب، وفجأة قلت لنفسي لماذا لا أسجل حينما رأيت الكرة في الهواء، فقمت بهذه المحاولة، ثم نظرت لأجد مدافعهم يحاول اخراج الكرة من المرمى، كنت على وشك الصراخ بكلمة لا، ولكن الكرة أخذت طريقها إلى المرمى، بالطبع هو هدف رائع ولكنني أفضل وصفه بالمحاولة الجيدة، كما أن هدفي الأول أهم من الهدف الرابع، لأسباب تتعلق بالتاريخ، فهو الهدف الأول في يوم افتتاح هذا الملعب. هامرين لا يصدق من جانبه وصف إيريك هامرين المدير الفني للمنتخب السويدي إبرا وما فعله أمام المنتخب الانجليزي، قائلاً: لا أعلم ما إذا كان عشاق كرة القدم سوف يشاهدون مثل هذه الأشياء التي يفعلها إبرا في المستقبل أم لا، ما فعله طوال المباراة وخاصة الهدف الرابع هو أمر أقرب إلى الخيال، إنه فيديو جيم أو أي شيء آخر بعيد عن الواقع، حينما أشاهد إبرا وهو يفعل هذه الأشياء الاستثنائية في التدريبات أو المباريات لا أصدق أن هناك لاعباً آخر يمكنه أن يفعلها.
المصدر: سولنا، دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©