الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«رولز رويس» تستثمر مليار دولار سنوياً لتطوير التقنيات

«رولز رويس» تستثمر مليار دولار سنوياً لتطوير التقنيات
25 نوفمبر 2013 21:27
أبوظبي (الاتحاد) - تستثمر رولز رويس أكثر من مليار دولار سنوياً في تطوير تقنيات جديدة قادرة على طرح منتجات مبتكرة خلال الخمس والعشر سنوات المقبلة، بحسب ريتشارد هيدجز، مدير الاتصالات في الطيران المدني بالشركة. وقال «تُستخدم محركات رولز رويس حالياً في أسطول طائرات بوينج وإيرباص، وذلك منذ عام 1950»، مشيراً إلى أن الشركة تعتزم الاستمرار في انتهاج أسلوب تطوير التكنولوجيا طويلة الأجل». وتابع هيدجز «نقوم بتحسين المحرك بنسبة 1 ? سنويا، فيما ننفق ما يقرب من المليار دولار كل عام في مجال الأبحاث والتطوير، وذلك لتحسين وتطوير كل جوانب محركات الطائرات التي يتم توفيرها لإيرباص وبوينج». وأضاف أن العصر الرقمي الحالي له تأثير كبير على طبيعة أعمالنا وخاصة مع القدرات العالية للبرمجيات الحاسوبية في تصميم المحرك، حيث يتم التحكم في المحرك نفسه عن طريق محرك التحكم الإلكتروني. وأوضح أن المجسات الالكترونية المتقدمة مع الرقائق داخل محركات، مثل رقائق الرصد وأجهزة الاستشعار، أصبحت أكثر ذكاء وأصغر حجماً وأخف وزناً وأكثر كفاءة وأنه يوجد حاليا ما يزيد عن الـ 300 من الرقائق من مختلف الأحجام والقدرات. وتابع هيدجز «ستشهد شركات الطيران وصانعي الطائرات مرحلة تصبح فيها البطاريات بمثابة الرقائق»، مضيفاً أن هذه التكنولوجيا لا تزال تحت الاختبار. وفي غضون من 30 إلى 40 سنة من الآن، ستعمل المحركات النفاثة بطاقة تستخدم قليلاً من الوقود، مع مولدات تغذي البطاريات بالكهرباء بشكل مماثل لكيفية عمل السيارات، وفقاً لهيدجر. وأفاد، بأن رقائق أشباه الموصلات ستلعب في المستقبل دوراً ذا شقين: أحدهما يختص بالأجهزة الفعلية داخل الطائرات، حيث يتم استخدام الالكترونيات للسيطرة على الحالات المختلفة للمحركات وأما الشق الثاني فيتمحور حول قدرة الكمبيوتر بتصميم نماذج تدفق الهواء من خلال هياكل معقدة باستخدام تقنية الـ 3D. وقال «بات لزاماً على نموذج الأعمال في مجال الطيران، أن يشهد شيئاً من التغيير نتيجة للعديد من التأثيرات، أهمها ظهور موجة جديدة من التكنولوجيا المتقدمة، سواء داخل الطائرة أو في مجال المعلومات الرقمية المتنقلة والاتصالات». وأضاف، يمكن لهذه التكنولوجيا أن تنتقل بكافة قطاعات الطيران إلى مستويات جديدة من النمو وتوفير تجربة سفر فريدة للركاب، موضحاً أنه يتم تصميم كل جزء من أجزاء مكونات المحرك ليساهم في تعزيز الأداء الكلي للمحرك، في حين يبقى التحدي الدائم في تجميع كل هذه المكونات ودمجها في محرك استثنائي. وتعتبر التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع هذه المحركات من أكثر التكنولوجيات نجاحا في العالم، لما حققته من مستويات أداء فائقة. وتصل درجات الحرارة في قلب المحرك، إلى مستويات تقارب نصف درجة حرارة سطح الشمس، كما يصل مستوى الضغط إلى نفس مستوى الضغط على مسافة نصف كيلومتر في أعماق المحيط. ويعمل المحرك على تشغيل طائرة والارتفاع بها لمسافات تصل إلى 8 آلاف ميل وفي درجات حرارة خارجية تتراوح ما بين 60 درجة تحت الصفر وما يزيد عن الـ 40 درجة، فيما تصل سرعة مروحة المحرك لما يفوق سرعة الصوت. ومن أهم العوامل، التي تعزز من القدرة التنافسية في سوق صناعة الطيران، القدرة على إنتاج محرك خفيف الوزن ويحرق أقل كمية من الوقود ويُصدر أقل قدر من الانبعاثات، بالإضافة لطول فترة دورته الحياتية، ما يجعل الثمن المدفوع نظير امتلاكه أقل نسبيا. وقال هيدجز «إن عملية التصنيع عالية الجودة، نتيجة إدراج الكثير من التكنولوجيا المتقدمة في المواد الخام وتجميعها بشكل كامل، ما ينتج محركاً استثنائياً بكل المقاييس». وتأتي البرامج المشغلة بمثابة العقل المفكر للمحرك، حيث إن المحرك مطالب بالاستجابة للتغيرات الطارئة في أقل من أربعين جزءاً من الثانية وتعمل وحدة تحكم المحرك الالكترونية على الكشف عن التغيرات في ظروف التشغيل، مثل المطر أو الطلب من قمرة القيادة لمزيد من قوة الدفع، وتعديل سلوك محرك للرد على إشارات جديدة. وأكد هيدجز أنه يجب أن تكون الوحدة قادرة على الأداء في ظروف قاهرة مثل البرق والنار والأشعة الكونية وتصل دورة حياة المحرك الواحد إلى 30 عاما، وهي فترة معمرة للغاية إذا ما قورنت بدورة حياة جهاز كمبيوتر محمول التي تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات. وتابع هيدجز «اعتاد الركاب على حقيقة مفادها، قدرة الطائرات التي يستقلونها على التحليق بارتفاع 37 ألف قدم وبسرعة 567 ألف ميل في الساعة، فضلاً عن القناعة التامة بسلامة المحرك ودرجة الأمان التي يوفرها». واعتبر كل ذلك من الأمور المفروغ منها، لافتاً إلى أن وصول الركاب لهذه القناعة احتاج الكثير من الجهد المبذول في مرحلة التصنيع، حيث إن كل محرك يمر أثناء تجميعه بسلسلة من الإجراءات الصارمة الدقيقة، ويلعب التوقيت الدقيق دوراً هاماً، حيث يجب تجميع الجزء الصحيح في المكان المناسب وفي الوقت اللازم. وقال «يتكون محرك Trent 1000 من 18 ألف مكون يتم تجميعها بكفاءة متناهية وفي تناغم وتزامن فائق»، مشيراً إلى أن عددا قليلا من الشركات في العالم لديها القدرة على فعل ذلك، ما يؤكد أن تكامل النظم المعقدة هي إحدى الخصائص المميزة التي تتمتع بها رولز رويس. وتضع رولز رويس البحوث والدراسات على قمة سلم أولوياتها، حيث إن فريق العمل يعمل بشكل يومي على ابتكار تكنولوجيات جديدة يجعل من الأمور غير الممكنة قديما، قابلة للتطبيق. وفي سبيل السعي نحو التميز، تسعى رولز رويس على كسب حقوق حماية نتائج هذا الجهد من البحث والتطوير، حيث تصل طلبات الحصول على براءة الاختراع إلى 450 طلباً في العام. وتلتزم رولز رويس بتصميم وتصنيع أي محرك جديد قبل خمس سنوات من تاريخ تسليمه، كما تحرص على إدماج تقنية وتكنولوجيا جديدة في تصميم كل محرك. وتتبع عملية تصميم كل مكون من مكونات المحرك أعلى درجات ضمان سلامة الأداء، بالإضافة إلى تنمية وتطوير كافة مراحل التجميع والتصنيع من أجل خلق بيئة إنتاج استثنائية. التزام بوينج وفي سياق متصل، أعلنت شركة بوينج خلال معرض دبي للطيران 2013، عن عدة شراكات رئيسية، تؤكد مجدداً التزامها القوي لدعم صناعة الطيران في الإمارات، حيث تؤسس بوينج وبالتعاون مع شركة توازن لأصول الصناعات الدقيقة عبر منشأة المعالجة الفضائية في الدولة، لتصبح مركزاً للتميز في الطائرات التجارية لبوينغ. ومن المقرر أن يتم تنفيذ المشروع في عام 2016 في مجمع توازن الصناعي في أبوظبي. كما أعلنت بوينج عن اتفاقية استراتيجية جديدة لرفع مستوى التطوير التي تقوم بها شركة مبادلة، المورد الرئيسي للشركة. ومن خلال هذه الاتفاقية، سيصل مستوى التوريد من مبادلة الى 2,5 مليار دولار في المواد المركبة المتطورة والمعادن للبرامج التجارية لبوينغ، بما في ذلك طراز 787 و 777x. وستقوم الشركتان بتطوير قدرات تصنيع ألياف الكربون في أبوظبي. وقال جيف جونسون، نائب رئيس بوينغ الدولية، رئيس شركة بوينغ في منطقة الشرق الأوسط «ستصبح الإمارات مركزاً للتميز للطائرات التجارية التابعة لبوينغ، حيث نسعى وبالتعاون مع شركائنا في الإمارات إلى إنشاء مركز إنتاج لـ 777x، الطراز الذي حقق طلبات شراء وصلت إلى مليار دولار وأكثر من 2,5 مليار دولار من المنطقة، ما يعكس مدى التزام الشركة تجاه دولة الإمارات». وتابع «منذ ما يقارب الخمس سنوات، رأت مجموعة من خبراء بوينج أن الإمارات ستكون مركزاً لصناعة الطيران في العالم، كما توقعوا باستمرار عمل بوينغ في المنطقة لمدة 60 سنة أخرى». وأضاف، لقد عدلنا من استراتيجيتنا وعقدنا العزم على بناء شراكة طويلة الأمد مع حكومة الإمارات العربية المتحدة كجزء أساسي من رؤيتنا للمستقبل. وقال جونسون «نحن الآن نقوم بتصنيع عشر طائرات من طراز 787 شهرياً ونظراً لأهمية التكنولوجيا في صناعة المستقبل، فنحن نحرص على الاستثمار في رأس المال البشري عبر تمويل الجامعات لتخريج مجموعة من العقول الهندسية القادرة على الابتكار والتطوير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©