.... وينسلخ عام من عمر الزمان ليطل آخر.. وما بين هذا وذاك ، وفي هذا الحيز الزمني المنقضي للتو، سالت كثير من الدماء بسبب ظلم بني البشر لبعضهم أو لارتكابهم أخطاء مميتة أو جراء غضب الطبيعة... ومن بين الأحداث المختلفة في أنحاء المعمورة، خطف العالم العربي الأضواء بالمشهد القاتم الذي تسيد في أغلب دوله وخصوصا في البلدان التي شهدت قبل أقل من عامين أحداثا نجمت عنها تغيير نظم الحكم فيها ..
- فهذه مصر تغرق في «متاهة» حكم «الإخوان المسلمين» وتسقط في إتون انقسام غير مسبوق في صفوف الشعب، ناهيك عن الصراع المكشوف بين الرئيس الجديد والهيئة القضائية ناهيك عن نذر لانهيار الاقتصاد .. وتلك تونس أيضا يتفرج أهلها بحسرة على «ياسمين الثورة» التي دفعوا ثمنها دما، وعلقوا عليها الآمال العراض، وهو يذبل بفعل لفحة رياح سموم «سلفية»..
- وهنا ليبيا، هي الأخرى تسقط في قبضة الميليشيات التي أسقطت حكم معمر القذافي..
- وهناك اليمن الذي لا يزال يترنح بعد أن طوى صفحة الحكم السابق ويبقى مصيره معلقا على ما سيؤول إليه «الحوار الوطني» الذي طال الجدل حوله والذي طرحته المبادرة الخليجية ..
.. وبعيدا عن بلدان ما يسمى بـ«الربيع العربي» الذي يبدو أنه انقلب إلى خريف عاصف .. أمامك العراق الذي يلعق جراحه ويتقلب على جمر الفوضى انهيارا في العملية السياسية ، وإليك حال السودان الذي دخل اقتصاده، رغم كل خيراته ، غرفة الإنعاش بفعل الجلطة التي أصابت قلبه إثر الانشطار الذي وقع العام الماضي عندما انفصل شطره الجنوبي ففقد ثلث مساحته و90% من موارده النفطية. وما بين هذا وذاك ..وقفنا مطولا أما الأوضاع في سوريا التي لم تتشكل نهاياتها بعد وإن لاح في الأفق ما يشير إلى انبلاج فجر جديد يتيح لهذا الشعب العظيم أن يقتلع هذا النظام القميء الذي ولغ عميقا في دماء الأبرياء..ووسط هذه الأجواء القاتمة تطل بعض الإشراقات، خصوصا في دول الخليج، نستعرض تفاصيلها في الصفحات التاليات.
قسم الشؤون العربية والدولية
عدد اليوم
