الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشرعية لـ «الانقلابيين»:«فرحتكم لن تدوم وغـــيابنا لن يطول عن صنعاء»

الشرعية لـ «الانقلابيين»:«فرحتكم لن تدوم وغـــيابنا لن يطول عن صنعاء»
19 مارس 2016 21:18
أحمد نفادي (أبوظبي) دخلت عملية إعادة الأمل واستعادة الشرعية في اليمن هذا الأسبوع مرحلة جديدة بعد الإعلان عن انتهاء مرحلة العمليات العسكرية الكبرى في أعقاب الانتصار الكبير للجيش اليمني والمقاومة الوطنية في مناطق عدة وفك حصار تعز وإحكام سيطرة قوات التحالف وفرض الهدوء على المناطق الحدودية مع السعودية وتحقيق مكاسب ميدانية جديدة على الأرض بعد دحر فلول المخلوع صالح وميليشيات الحوثي والتي منيت بهزائم متوالية في مختلف الجبهات. ومع عودة الحياة والاستقرار إلى المناطق المحررة في تعز بعد الحصار الذي فرضه الحوثيون لمدة ستة أشهر بات الانتقال يتم بحرية كاملة، إلى جانب انتظام العمل في المكاتب الحكومية والمدارس والهيئات الإدارية لتعود الحياة إلى طبيعتها. نجحت وحدات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي، في إحكام السيطرة على معظم مناطق تعز خاصة الغربية الجنوبية منها، وتسلم الجيش اليمني من المقاومة مقر اللواء 35 مدرع والمطار القديم والعديد من المنشآت الحكومية والموقع الاستراتيجي للدفاع الجوي والذي يشرف على عدة طرق حيوية وكذلك مناطق تعز المحررة أخيرا، في حين انتشرت وحدات من اللواء 22 مدرع التي تم تدريبها مؤخراً في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج، في شوارع المدينة لفرض الأمن والاستقرار، ومواصلة تطهير كامل مناطق وبلدات المحافظة التي تقع بين صنعاء وعدن، في غضون أيام قليلة. مسلسل الهزائم يتواصل كما شهدت مناطق محافظة الجوف أيضاً انكسارات وهزائم صادمة للمليشيات، حيث خسرت خلال المواجهات التي شهدتها الأسابيع الماضية، مواقع استراتيجية، فضلاً عن خسارتها مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، إلى جانب هزائم كبيرة ومتلاحقة في مأرب، وشبوة والبيضاء، والضالع، الأمر الذي دفع نحو عشرين طقماً للمسلحين الحوثيين من الفرار باتجاه معقلهم الأخير في محافظة صعدة (أقصى شمال اليمن)، قادمة من محافظة الجوف المجاورة لصعدة (شمال شرق). فيما واصلت طائرات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، القصف على معاقل للمتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح في مدن يمنية عدة، حيث شنت طائرات التحالف غارات على معسكر العرقوب في خولان بمحافظة صنعاء، ويأتي هذا التطور غداة يوم قصفت فيه طائرات التحالف العربي معسكر الصمع في أرحب شمال صنعاء، إضافة إلى مواقع أخرى في قاع القيضي جنوبي العاصمة، كما شن طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع المليشيات الانقلابية في عمران، وصنعاء ومواقع أخرى، مستهدفاً تجمعات للمليشيات ومستودعات الأسلحة، في وقت قالت المصادر، وفقاً لموقع «يمن برس» إن «مسؤول وحدة الصواريخ بحزب الله اللبناني باليمن، ومدرب الحوثيين، قتل في قصف لطيران التحالف استهدف تحركاته على طريق عمران صنعاء. وأثبتت المعارك الأخيرة سعي الانقلابيين إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة، حيث خلفوا مئات الألغام في المناطق والأحياء السكنية التي انسحبوا منها، تجسيداً لعقيدتهم في القتل والتصفية والاختطاف والحرق ونشر الخراب والتدمير كلما انهارت الأرض من تحت أقدامهم. حالة خوف ورعب وواكب تلك التطورات التقدم الذي حققه الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية شرق العاصمة صنعاء، حيث تمكنت خلاله من اختراق الحزام القبلي للعاصمة صنعاء، وباتت على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة. وتوقعت قيادات عسكرية انشقاقات قريبة في صفوف الميليشيات الانقلابية في العاصمة اليمنية صنعاء بعد التقدم الكبير للمقاومة والجيش الوطني في الجبهات الشرقية. ويؤكد عدد من القادة الميدانيين أن: «الوضع اختلف كثيراً وهناك حالة خوف ورعب أصيب به الانقلابيون بعد تقدم الجيش الوطني والمقاومة إلى مواقع قريبة وكثافة القصف على مواقعهم وخاصة تلك التي تقع على الخط الرابط بين مديرية نهم وعمق العاصمة مما استشعرهم بأن النهاية تبدو قريبة لمشروعهم الدموي، كما أن صنعاء بطبيعتها - بحسب المحللين - تخضع لصاحب المواقف الصادقة في الوصول إلى زعماء القبائل ومخاطبة عقولهم وقلوبهم وهذا أصبح متاحاً للشرعية بعكس الحوثيين الذين لا يجيدون إلا لغة القتل وتفجير المنازل لإخضاع وتخويف القبائل». وللتغطية على تلك الهزائم أمام أتباع تحالف الحوثي وصالح، لجأت المليشيات إلى سلاح الشائعات بهدف التشويش على أنصار الشرعية والمقاومة الشعبية، وكذلك بهدف الحفاظ على معنويات أنصار الحوثي وأنصار صالح، حيث تخشى المليشيات من انهيار مفاجئ قد يحدث في صفوف الجماعة، خصوصا في صفوف المقاتلين، في مختلف الجبهات، فيما لو تنامت إلى مسامعهم أخبار الانتصارات المتلاحقة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية. تزييف وعي الناس ولعل من أبرز تلك الشائعات التي استخدمها تحالف الحوثي وصالح خلال الأسابيع الماضية، حكاية «الصاروخ البالستي»، حيث روجت وسائل إعلام مليشيا الحوثي، وكذلك الوسائل الإعلامية التابعة لمصلحة، أخباراً عديدة عن إطلاق صواريخ بالستية، باتجاه مواقع الجيش والتحالف في مأرب، والجوف، ومناطق أخرى. وبرعت وسائل إعلام الحوثي وصالح في التضليل على أتباع الجماعة، خصوصاً عبر موجات الإذاعة المحلية التي أتقن الحوثيون وحليفهم صالح استغلالها لتزييف وعي الناس. ومن تلك الشائعات أيضاً، مزاعم سقوط مواقع استراتيجية كانت مليشيا الحوثي وصالح قد خسرتها مؤخراً، مثل فرضة نهم، وميدي، وأيضاً، شائعة وصول المليشيات والجيش الموالي لها إلى مشارف مأرب. وتزامنت تلك الشائعات مع أخرى مماثلة، تتعلق بجبهات القتال الحدودية، حيث لم يتوقف إعلام مليشيا الحوثي وصالح عن ترويج مزاعم تحقيق قواتهم انتصارات. ويرى مراقبون أن اعتماد الحوثيين على تلك الشائعات، هو من أجل الحفاظ على الجبهة الداخلية لتحالف الحوثي وصالح، خوفاً من الاندحار على وقع الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني والمقاومة، ومن ورائهما التحالف العربي لدعم الشرعية. المبعوث الأممي وبينما يجري المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ تحركات مكثفة لترتيب عقد جولة مشاورات جديدة برعاية الأمم المتحدة نهاية مارس الجاري يرى بعض المحللين أن تجارب الأمم المتحدة في مباحثات السلام لا تبعث في أحيان كثيرة على الاطمئنان، في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية للمبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خاصة وأن الحكومة الشرعية والشعب اليمني يتذكرون جيداً كيف دفع المدنيون في تعز وغيرها ثمن الحرب، فيما العالم يتفرج غير آبه بمأساة اليمنيين، الذين وقعوا ضحية الموت والتشريد والفساد وتدمير مؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وصالح والذين يصرون على مواصلة القتال. وفي ظل المكاسب التي تحققها القوات الموالية للشرعية في اليمن، تشكل مفاوضات جنيف التي أعلن عنها مبعوث الأمم المتحدة بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين، المتوقعة نهاية الشهر الحالي، الفرصة الأخيرة للحوثي وجماعته لإلقاء السلاح والانسحاب من كافة المدن. الأحمر بالزي العسكري من هنا تناول عدد من المراقبين دلالات زيارة نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن الأحمر إلى مأرب قبل أيام ورافقه فيها قائد العمليات الخاصة المشتركة لدول التحالف العربي صاحب السمو الملكي اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود في الاطلاع عن كثب على الأوضاع الميدانية وأحوال المقاتلين وزيارة الوحدات العسكرية. وظهر الفريق علي محسن لأول مرة بالبزة العسكرية في مأرب خلال زيارة للوحدات العسكرية هناك وهي المرة الأولى التي يلبس فيها الفريق محسن الزي العسكري منذ خروجه من صنعاء قبيل انقلاب الحوثيين في سبتمبر الماضي. وبحسب ما ذكرته بعض المصادر فإن ظهور الفريق محسن بالبزة العسكرية ولبسه للرتب يدل على إشارات ودلالات أهمها هو بدأت المعركة الفعلية في تطهير محافظة مأرب بالكامل والزحف باتجاه صنعاء، فقد كانت أخر مقولات الفريق محسن بعد خروجه من صنعاء «لن تدوم فرحتكم ولن يطول غيابنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©