الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نهارات علول».. كوميديا تحكي أحلام الحرافيش وتدين التسلط

«نهارات علول».. كوميديا تحكي أحلام الحرافيش وتدين التسلط
25 نوفمبر 2013 20:51
أبوظبي (الاتحاد) - اختتم مسرح أبوظبي التابع لنادي تراث الإمارات مساء أمس الأول الأحد، عروضه المسرحية التي قدمها للجمهور ضمن برنامج احتفالاته باليوم الوطني الثاني والأربعين، وذلك بعرضه مسرحية «نهارات علول» على مسرح الشارقة الوطني، من تأليف الكاتب مرعي الحليان، وإخراج الفنان حسن رجب، وتمثيل نخبة من نجوم المسرح الإماراتي. الحرية لقمة العيش وتدور أحداث المسرحية حول الشاب “علول” الذي ينتمي إلى فئة الحرافيش، وهم من الفقراء البؤساء المهمشين، الذين يبدأون مع بزوغ كل فجر بجمع العبوات الفارغة من الحاويات والشوارع وأزقة مدينتهم بحثاً عن لقمة العيش، حيث اعتادوا على هذا العمل اليومي دون توقف. ويرفض علول هذا الواقع، ويسعى لتحفيز هؤلاء للتطلع نحو الحرية، كما يحاول إنقاذ حبيبته “علاية” من براثن حارس القصر الذي أتعبها تماديه، فيصاب علول برصاصة الحارس التي لم تتمكن من قتله، بل استقرت في خاصرته. ولأنها رصاصة استثنائية فقد تحولت إلى قطعة حديدية تدور في جسد علول، وتنتقل من مكان إلى مكان من أعضاء جسمه، فتدفعه تارة للضحك وتارة إلى التفكير وتارة إلى العشق، وتارة أخرى تكون في ذراعيه وتارة في ساقيه، فلم يتوقف علول معها عن الحركة الزائدة، وفي أحيان كثيرة يعيش التألم لدرجة الشعور باقتراب ساعة موته، فقد ضاعفت الرصاصة معاناته، فهي لم تقتله ليرتاح من بطش وقمع المتنفذين، ولم تخرج من جسده فيرتاح من تقلب الحال والمزاج. حراك مسرحي يذكر أن نادي تراث الإمارات كان قد قدم للجمهور خلال الأيام القليلة الماضية عرضين آخرين، هما مسرحية “أنت لست كارا” لمسرح الشارقة الوطني، ومسرحية “سنة أولى” لمسرح أبوظبي، وذلك ضمن خطط النادي الرامية إلى تنظيم مثل هذه العروض المسرحية المحلية المميزة، بغية تنشيط الحراك المسرحي، وبغية خلق نوع من التوازن والتنوع في الفعاليات الثقافية والتراثية والرياضية التي اعتاد النادي تقديمها لمختلف شرائح واهتمامات الجمهور من مواطنين ومقيمين وضيوف ووفود سياحية، ضمن احتفائه باليوم الوطني، وكذلك ضمن برامجه وأنشطته الممتدة على مدار العام. كرامات علول فوجئ سكان المدينة بوضع علول، إذ بات يعتقد الحرافيش بأن لدى علول كرامة وهو من المباركين، فصاروا يتقربون منه علهم ينالون شيئاً من بركاته، وغدا علول في المسرحية رمزاً، وتحول الى أسطورة شعبية، واستفاد علول من تلك الخرافة في حربه ضد المتسلطين، إذ لم تفارقه هواجس الوضع الذي يعيشه وسكان المدينة في ظل ذلك القمع والبطش، فصار يدعو الحرافيش إلى أن يستيقظوا من غفلتهم، والتطلع نحو الحرية والكرامة، فتنتهي الأحداث بالتخلص من علول بالحكم عليه بالإعدام خلال محاكمة مفبركة. تميزت “نهارات علول”، بجرعة كبيرة من الكوميديا، وسط احتجاجات وإدانة للتسلط بمختلف أشكاله، وبأسلوب رمزي ساخر وواضح ومبسط، بعيداً عن التكلف والتعقيد. وقد أتى العرض متكاملا من خلال ما حواه من أفكار وطروحات وإخراج متميز وأداء تمثيلي عالٍ. وقد أبدع في تجسيد دور علول الفنان الشاب جاسم الخراز، وشاركه أدوار البطولة فيه كل من بدور الساعي، مرعي الحليان، وآخرين، حيث عكس أداؤهم جميعاً المستوى العالي من الإتقان، بلغتهم العربية الفصحى والتحكم بمخارج الحروف وطبقة الصوت، وكذلك بلغة أجسادهم وأدائهم الحركي التعبيري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©