الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«المخدرات الرقمية» انفصال وهمي عن الواقع

«المخدرات الرقمية» انفصال وهمي عن الواقع
8 ديسمبر 2014 23:15
خورشيد حرفوش (أبوظبي) روجت بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة لما يعرف بـ «المخدرات الرقمية»، التي يتم الحصول عليها بواسطة مقاطع موسيقية «MP3» عبر الإنترنت، وقيل عنها ـ حسب مروجيها الذين يبيعون الوهم للمراهقين والشباب ـ أنها «تعطي المستمع نشوة ما»، بعد الانتهاء من سماعها. لكن اللجنة العليا للأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية في الإمارات، توصلت بعد البحث العلمي والتواصل مع الهيئات الدولية على مدار عامين، إلى عدم وجود ما يعرف بـ«المخدرات الرقمية»، ولا أي دراسة، ولم يثبت وجود دلائل علمية تؤكد تأثير المؤثرات الصوتية تلك على عقل أو جسم الإنسان، وأن الأمر لا يتعدى الأثر النفسي على مستخدم مثل هذه المؤثرات والهوس بها، مشيرة الى أن ذلك يدخل ضمن الملوثات السمعية كغيرها من ملوثات البيئة. ما حقيقة هذه الحالة؟ وهل يمكن اعتبارها إدماناً بالمفهوم العلمي للإدمان؟ وما هي تداعياتها السلبية على صحة الفرد وحالته النفسية؟ «النقر بالأذنين» الدكتور عبدالحميد النشار، استشاري جراحة الأذن والحنجرة في مستشفى يونيفرسال في أبوظبي، يوضح أن المخدرات الرقمية التي تعرف بـ«Digital Drugs» عبارة عن مقاطع نغمات «ذبذبات صوت من نوع دلتا وثيتا وألفا وبيتا»، ويتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، لكنها قد تصل إلى حد المبالغة في بعض الأحيان بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى على سبيل المثال، وترددات أقل إلى الأذن اليسرى، وبالتالي يحاول الدماغ جاهداً أن يوحد الترددين للحصول على مستوى واحد للصوتين، الأمر الذي يترك الدماغ في حالة غير مستقرة على مستوى الإشارات الكهربائية التي يرسلها، ومن ثم يعاني الشخص من آلام في الرأس والأذنين، وقد تسبب فقدان السمع في بعض الحيان. الإدمان الدكتور محمد الجارحي، استشاري الطب النفسي في جناح العلوم السلوكية في مستشفى خليفة الطبية في أبوظبي، يرى أنه لا يوجد حتى الآن أية دراسات علمية أو طبية دقيقة عن التأثيرات السلبية لمثل هذا النوع من الموسيقى التي تعمل على موجات المخ، حتى يمكن الجزم والتعميم. فالإدمان وفق التصنيفات الطبية العالمية له معايير ومحددات أخرى، ويقترن بتعاطي المخدرات أو المسكرات أو العقاقير المخدرة، أو غير ذلك من مواد كيميائية معينة تحقق نفس النتيجة، مما يسبب اعتماداً جسدياً ونفسياً بدرجة أو بأخرى، ودرجات للتحمل ترتبط بنوعية المخدر وتاريخ التعاطي، مما يسبب ما يعرف بآلام الانقطاع، أو الأعراض الانسحابية عند الوقف عن التعاطي. أما الذينيعتبرون هذه الحالة نوعاً من الإدمان، فربما يكون ذلك من خلال بعض المفاهيم التي تنطبق على السلوكيات الإدمانية، كإدمان عادات معينة كالقمار، أو شراهة الأكل، أو الدردشة الإلكترونية، أو غير ذلك. أما إذا أصبحت عائقاً يعطل الشخص عن عمله أو دراسته، أو أداء واجباته أو التزاماته ومسؤولياته، أو سببت له تدهوراً أو متاعب أو تأثيرات صحية سلبية، أو خللاً واضطراباً في علاقاته الأسرية والاجتماعية، ونظام حياته اليومي المعتاد، فإنها تندرج في هذه الحالة تحت تصنيف إدمان العادات السلوكية السلبية، ويصبح في مقدمة أضرارها انفصال الفرد عن الواقع وابتعاده عن كل الأنشطة الإيجابية، وانعزاله عن أداء أدواره الاجتماعية، ممايترتب عليه انخفاض درجة تقديره لذاته. أما اعتياد سماع هذا النوع من الموسيقى، فقد يقتصر التأثير على مجرد الإحساس بالنشوة والمتعة، شريطة ألا تؤثر سلبياً على المخ أو السمع أو التواصل الاجتماعي الطبيعي. كادر البُعد الوهمي «النقر بالأذنين»، تقنية قديمة اكتشفها العالم الألماني هنري دوف عام 1839، واستخدمت للمرة الأولى عام 1970 في علاج بعض حالات الأمراض النفسية كالأرق والتوتر، وذلك بالتحكم فى مسارات الموسيقى، لتحقق عدة استجابات بشرية مختلفة، إلى أن وصلت هذه التقنية لعزف الموسيقى بترددات مختلفة من خلال استعمال سماعات الأذن بتقنية عالية «بيتس»، بحيث تكون قوة الصوت ما بين 1000 و 1500 هيرتز، ومن ثم فإن الدماغ هنا يدرك بعداً موسيقياً وهمياً ثالثاً، ليتبدل الإحساس والاستجابات، وحتى تتم عملية استرخاء للحواس، والعقل، والاعتياد عليها لابد من تداخل النغمات، لتصل إلى الدماغ وتؤثر على ذبذباته الطبيعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©