إحياء ذكرى حملات الترحيل القسري السوفييتية

تحيي دول البلطيق الثلاث استونيا ولاتفيا وليتوانيا هذا الأسبوع ذكرى عمليات ترحيل عشرات الآلاف من مواطنيها القسرية والقاسية إلى سيبيريا في عهد النظام السوفييتي قبل ستين عاما· وبقيت مأساة الخامس والعشرين من مارس 1949 محفورة في الذاكرة الجماعية لسكان البلطيق بعدما كان الحديث عنها محظوراً في زمن السوفييت· وكانت موسكو اتفقت مع ألمانيا النازية في 1939 على احتلال دول البلطيق وتقاسم بولندا· واجتاح السوفييت بلدان البلطيق في يونيو ·1940 وبدأ قمع المعارضة الحقيقية والوهمية على حد السواء فورا· وصنفت عائلات بأكملها على أنها ''عدوة للشعب''· وفي 14 يونيو 1941 تم ترحيل عشرة آلاف استوني وأكثر من 15 ألف لاتفي وبين 16 ألفا و18 ألف ليتواني· وبعد الهجوم الألماني على الاتحاد السوفييتي في 1941 طرد الجيش السوفييتي من البلطيق· لكنه عاد بعد ثلاث سنوات من الاحتلال الألماني ليستأنف حملة القمع· واعتقل حوالى 21 ألف استوني في حملات 1949 وأكثر من 42 ألف شخص من لاتفيا· ولقي حوالى 29 ألف ليتواني المصير نفسه· وشهدت ليتوانيا حملات واسعة أخرى· ونقل 118 ألف ليتواني الى الشرق بين 1945 و ·1952 ويقول المؤرخ الليتواني أورناس بوبنيس إن الأمر كان يتعلق ''بفئتين من الأشخاص هما المزارعون الميسورون والقوميون''· وصادرت السلطات السوفييتية مزارع الذين تم تهجيرهم وبدأ فرض التعاونيات· وانتقلت المنازل الخالية إلى عائلات العسكريين أو المستوطنين السوفييت الذين انتقلوا إلى البلطيق لتغيير طابعها العرقي· ومات عدد كبير من الذين تم ترحيلهم على الطريق أو في المنفى· أما الذين بقوا على قيد الحياة فقد منعوا من العودة إلى بيوتهم حتى وفاة ستالين في 1953 لكن القمع لم يتوقف· وقالت وزيرة الخارجية السابقة للاتفيا ساندرا كالنيتي (56 عاما) التي ولدت في سيبيريا لأبوين تم ترحيلهما ''ليست هناك عائلة واحدة في لاتفيا لم تشملها حملات التهجير''· وأضافت أن ''هذه الجرائم لم تكشف إلا بعد سقوط جدار برلين والستار الحديدي''· وكان احتلال دول البلطيق انتهى مع انهيار الاتحاد السوفييتي في ·1991 ومنذ انفصالها عن موسكو، بقيت علاقات دول البلطيق مع الجارة الكبرى متوترة· وقد انضمت كلها الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي في ·2004 ويغذي الاختلاف في تفسير الماضي خلافات الماضي اذ ان موسكو ترفض حتى الآن الاعتراف بارتكاب جرائم ضد الانسانية·