الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعلانات مخلة تزعج متصفحي الإنترنت بالدولة .. لماذا تنتشر؟!

إعلانات مخلة تزعج متصفحي الإنترنت بالدولة .. لماذا تنتشر؟!
20 مارس 2016 15:26
استغل عدد من المواقع الإلكترونية الغامضة، مؤخراً، اسم دولة الإمارات للترويج لأنشطتها الخارجة عن تقاليد المجتمع الإماراتي، وباتت تفرض نفسها على متصفحي الإنترنت بشكل تطفلي، بحيث يضطر المتصفح لزيارتها مرغماً عند الدخول لأي موقع أو تطبيق يرغب في الولوج إليه أو استخدامه. واختارت تلك المواقع المشبوهة مسميات نُسبت إلى دولة الإمارات وهي منها براء، مثل «تعارف الإمارات» أو «صداقات الإمارات» أو «بنات الإمارات» أو «uae singles» وغيرها من الأسماء، التي تروج لأهداف وسلوكيات غير أخلاقية مبهمة تتخفى وراء قناع الصداقات البريئة، مستغلة سمعة وشهرة دولة الإمارات لزيادة عدد زوارها. وتتنافس تلك المواقع الغريبة على نشر صور لفتيات يرتدين ملابس غير محتشمة وبوضعيات مخلة، فيما تقدم كل فتاة نبذة تعريفية عن نفسها زاعمة أنها من بنات الإمارات، بغرض استقطاب الذكور لأهداف غير معلن عنها أو مروج لها. ويجد المستخدم العادي لشبكة الإنترنت، وبكل أسف، نفسه مجبراً على مشاهدة إعلانات تلك المواقع، التي لا تتوقف عن الظهور له في كل موقع يدخل إليه بغض النظر عن مجاله أو تخصصه أو تصنيفه، حيث إن ظهور تلك الإعلانات بهذه الكثافة والاستمرارية سياسة مقصودة ويتم وفق نظام منسق يدخل فيه الجانب الترويجي الرسمي بالاتفاق مع شركات المتصفحات أو محركات البحث أو شركات التطبيقات الإلكترونية للأجهزة الذكية. وتفشل مواقع أو خدمات أو تطبيقات حجب الإعلانات غير المرغوب فيها، في منع إعلانات تلك المواقع من الظهور في أكثر الأوقات، نظراً لأن خاصية الحجب تحرم المتسخدم من الكثير من الخدمات التي تقدمها المواقع التي قصدها المستخدم، فيضطر ملزماً لوقف خاصية حجب الإعلانات ليتمكن من الولوج للموقع المختار، وحينها سيكون عرضة للإعلانات المزعجة التي تروج للمواقع غير الأخلاقية. وقال المهندس سامر قحمان، المختص في البرمجة وأمن المعلومات، في حديث مع «الاتحاد»، إن هذه الإعلانات تنقسم إلى نوعين، الأول «فايروسي» ويستغل الثغرات الأمنية التي يكتشفها في متصفحات الإنترنت غير المؤمنة، ويمكن التخلص منه باستخدام مضادات الفايروسيات القوية الموثوقة والتي أثبتت نجاعتها في سد الثغرات الأمنية. وأوضح أن النوع الثاني من تلك الإعلانات هو «ترويجي» أي يتم بالاتفاق مع الشركات والمواقع الأخرى، لحجز مساحات إعلانية على صفحاتها الرئيسية أو الداخلية لنشر تلك المواقع غير المرغوبة، وفرضها على مستخدمي الإنترنت رغماً عنهم، وفي هذه الحالة لا يمكن التخلص من تلك الإعلانات إلا عند انتهاء فترة الترويج المدفوعة وحلول إعلانات أخرى. وأوضح قحمان أن الإشكالية تكمن في أن تلك المواقع تنشر إعلاناتها في الكثير من المواقع الشهيرة واسعة الانتشار رغبة منها في كسب أكبر قدر من الزوار، مستفيدة من القاعدة الجماهيرية العريضة المحترمة لتلك المواقع الشهيرة، والتي تغريها إعلانات المواقع المشبوهة بصور الفتيات المخلة والعبارات المسمومة بمزيج الصداقة والتعارف في الإمارات. وبحثت «الاتحاد» في سياسة الإعلانات والترويج في موقع شركة جوجل، فوجدت أن سياسة «الإعلانات غير المرغوب فيها»، والتي أوردتها الشركة في موقعها الإلكتروني، تنص على أن تلك الإعلانات تتضمن الإعلانات الخادعة التي تعد المستخدم بمنحه قيمة ولا تفي بذلك، والإعلانات التي لا تخبر المستخدم بكافة وظائفها الأساسية والجوهرية، والإعلانات التي من الصعب إزالتها، وتلك الإعلانات التي تجمع المعلومات الخاصة أو تنقلها من دون علم المستخدم، إلى جانب الإعلانات التي يتم تضمينها في حزمة مع برنامج آخر ولا يتم الكشف عن وجودها. من جهتها، أوضحت هيئة تنظيم الاتصالات في ردها على استفسارات «الاتحاد» حول الموضوع، أنها تتبع سياسة واضحة فيما يتعلق بالوصول إلى شبكة الإنترنت، والتي تتضمن قائمة معتمدة من فئات المحتوى المحظور، مشددة على أن تلك المواقع تقع ضمن فئة «المواعدة» وعليه يتم اتخاذ إجراءات الحجب اللازمة تجاهها. وأكدت الهيئة أن مثل هذه المواقع مخالفة لقوانين الدولة ومنافية ومتناقضة مع عاداتنا وتقاليدنا، وعليه تقوم الهيئة والجهات المرخص لها بالإجراءات اللازمة للتصدي لها والحد من انتشارها. وأشارت إلى أنه يتم تطبيق هذه السياسة من قبل الجهات المرخص لها في الدولة وهي شركتا «اتصالات» و«دو»، حيث يتم منع الوصول إلى المواقع والصفحات التي تحتوي على المواد التي تقع ضمن هذه الفئات المحظورة. وأكدت أن ذلك المنع يتم عن طريق أنظمة فلترة تسهم في تصنيف مثل هذه المواقع أوتوماتيكياً، وبناءً على بلاغات الجهات الحكومية فيما يقع ضمن اختصاصها، بالإضافة إلى بلاغات الجمهور الواردة إلى الجهات المرخصة.    
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©