الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الولادة الطبيعية ممكنة بعد «القيصرية»

الولادة الطبيعية ممكنة بعد «القيصرية»
16 نوفمبر 2012
كثيراً ما تتساءل المرأة الحامل التي تستعد لتجربة الأمومة للمرة الثانية والثالثة عما إذا كان سيُسعفها الحظ لتحظى بولادة طبيعية وتنجو من مبضع الجراح. صحيح أن احتمالات حصول ذلك تبقى ضعيفة، لكن عدداً من أطباء النساء والتوليد الأميركيين يقولون إن بإمكان المرأة أن تُضاعف فرص ولادتها الطبيعية حتى لو كانت قد خضعت لعملية قيصرية إجبارية أكثر من مرة، وأن هناك مؤشرات محددة تتيح لها التعرف إلى الإمكانات المتاحة لها، والسيناريوهات المحتملة لظروف حملها وولادتها، وما بعدهما، وحياتها الإنجابية بشكل عام. يقول الدكتور روجر هارمز، طبيب نساء وتوليد من عيادات «مايوكلينيك» في مدينة روتشيستر بولاية مينيسوتا ورئيس التحرير الطبي لموقع «MayoClinic.com» إن المخاطر المرتبطة بالولادة الطبيعية أقل من مخاطر الولادة القيصرية في معظم الحالات. فما دام بإمكان المرأة وضع مولودها داخل غرفة عيادة، أو مستشفى مجهزة بكل ما يلزم من معدات طبية وكوادر بشرية مؤهلة وقسم طوارئ فعال، فليس لديها أي مبرر للخشية من صعوبة الولادة الطبيعية أو الأعراض المرتبطة بها والناجمة عنها. وقد تكون المرأة التي سبق لها أن عانت بعض الآثار السلبية للعملية القيصرية أن تفكر في المرور بتجربة الولادة الطبيعية، لاسيما عندما تتناهى إلى أسماعها تجارب صديقات أو قريبات عانين أقل منها في فترة ما بعد الولادة، وتعافين على نحو أسرع على الرغم من وضعهن مواليدهن دون تدخل جراحي. قيصرية ثم طبيعية يؤكد الدكتور روجر أنه على كل امرأة أن تفكر بجدية في عدد الأطفال التي ترغب في الحصول عليهم، خلال مسيرة حياتها الزوجية. فإذا كانت ترغب في واحد أو اثنين لا أكثر، فلن تؤثر العمليات القيصرية كثيراً على صحتها وصلابة جسمها ومناعتها، أما إن كانت من النوع الذي يحب الأطفال، وتريد أن تشبع رغبة الأمومة لديها إلى الآخر وتحظى بما يجود رحمها من أطفال، فإن الخيار الأفضل لها هو الولادات الطبيعية. وإذا اختارت الحامل وضع مولودها الثاني أو الثالث بعملية قيصرية، وكانت مصممة على أن تتوقف عن الولادة بعدها، فإن الفرق بين مخاطر الولادة الطبيعية والولادة القيصرية يكون بسيطاً وضيق الهامش. أما إذا كانت تخطط للمرور بتجارب حمل ووضع أخرى في المستقبل، فإن خيار الولادة الطبيعية يظل الحل الأمثل والأنسب لها للياقتها البدنية والنفسية. ويحاول كثير من النساء اللاتي سبق لهن المرور بتجربة الخضوع لعمليات قيصرية أن يضعن مولودهن التالي بولادة طبيعية، لكن 25% من هؤلاء ينتهي بهن المطاف إلى الفشل وتسليم أجسادهن لمباضع الجراح بسبب خوفهن، أو ترددهن، أو بسبب عدم جاهزية أبدانهن لتحمل آلام المخاض والولادة، أو نتيجة وجود الجنين في وضع يستحيل معه وضعه عبر ولادة طبيعية، أو عند اضطرار المرأة إلى الولادة المبكرة بسبب وجود خطر على الحامل أو جنينها. وفي حال اضطرت المرأة إلى الخضوع لعملية جراحية جديدة، بعد أن يأتيها المخاض، فإنها قد تواجه مخاطر صحية أكبر من تلك التي تواجهها عند خضوعها الاختياري لعملية قيصرية منذ البداية، كالالتهاب الرحمي مثلاً، غير أن أطباء التوليد يعتبرون أن تهتك الرحم خلال الفترة التي يخترق فيها الجنين جدار الرحم ليصل إلى تجويف البطن هو أكثر المخاطر الصحية التي تتعرض لها النساء اللواتي يلجأن للولادة الطبيعية بعد العملية القيصرية. وعندما يتمزق الرحم، فإن الأطباء يُسارعون بإخضاع الحامل إلى عملية قيصرية طارئة لحمايتها ووقاية جنينها من المضاعفات التي تهدد حياتهما، مثل التعرض لنزيف دموي شديد والتقاط الأم لعدوى وتعرض أحد أجزاء دماغ المولود للتلف. وفي بعض الحالات التي يحدث فيها نزيف شديد، يضطر الأطباء إلى استئصال الرحم من أجل وقف النزيف. وطبعاً تتوقف الحياة الإنجابية للمرأة بعد استئصال رحمها. ونادراً ما تتعرض المرأة لتهتك في الرحم في الوقت الحاضر. إذ تشير آخر الإحصاءات الخاصة بالمجتمع الأميركي أن عدد المصابات بتهتك الرحم يقل عن 1% من النساء اللاتي يخضعن لعمليات جراحية على مستوى الرحم في أثناء إجراء العملية القيصرية. غير أن الأطباء ينبهون إلى ضرورة اتخاذ ما يلزم لتفادي حدوث حالات التهتك، حتى لو كانت احتمالات حدوثها ضعيفة بفضل تطور المقاربات العلاجية الاستباقية التي يتبعها الأطباء في مختلف العيادات والمستشفيات، وأيضاً بفضل تقدم المعدات الطبية. وينصح الأطباء المرأة التي تقرر الولادة الطبيعية بعد القيصرية بأن تحرص على التحقق من توافر جميع المعدات الطبية المطلوبة والكوادر المؤهلة في التوليد والتخدير والجراحة والتدخل الطارئ، إضافة إلى التأكد من وجود بنك دم يحوي جميع عينات الدم لاستخدامه في حال الحاجة إليه، وحتى تطمئن الحامل من إمكانية التعاطي مع أية مضاعفات محتملة قد تتعرض لها خلال الوضع، سواءً بطريقة الولادة الطبيعية أو العملية القيصرية. مؤهَلات الولادة الطبيعية يقول أطباء النساء والتوليد إن مدى أهلية الحوامل للولادة الطبيعية بعد القيصرية يتوقف على عوامل عديدة. ويفيدون أنه يمكن لكل حامل موشكة على الوضع أن تقوم باختبار ذاتي لمعرفة ما إذا كانت مؤهلة لوضع مولودها بطريقة طبيعية، وذلك عبر الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، من قبيل: ? هل سبق لك أن ولدت بطريقة طبيعية؟ فإذا كانت المرأة قد مرت بتجربة ولادة طبيعية عقبتها ولادات قيصرية يرفع فرص إمكانية نجاحها في وضع مولودها دون تدخل جراحي. ? أي نوع من الشق الرحمي استُخدم قبيل العملية القيصرية؟ فإذا كانت للمرأة آثار ندوب ناتجة عن أي نوع من شقوق جراحات سابقة، فإن ذلك يرفع مخاطر تمزق مواضع تلك الندوب بسبب تمدد البشرة خلال فترة المخاض والوضع ? ما الذي دفعك إلى اللجوء إلى العملية القيصرية سابقاً؟ فإذا كانت الأسباب التي دفعتك في السابق إلى الخضوع لعملية جراحية كوجود الجنين في وضعية صعبة داخل الرحم غير موجودة في الوقت الحاضر، فإنك تُعدين مرشحة بقوة للنجاح في الوضع عن طريق ولادة طبيعية. ? ما هو عدد العمليات القيصرية التي خضعت لها؟ فإذا كنت قد خضعت لعمليات قيصرية متعددة في السابق، فإن فرص نجاحك في الولادة بشكل طبيعي تُصبح متدنية، ولو أنها تبقى موجودة. ? متى كانت آخر مرة خضعت فيها للعملية القيصرية؟ ترتفع مخاطر إصابة الحامل بتهتك الرحم في حال حاولت أن تلد بشكل طبيعي بعد وقت قصير من الخضوع لعملية قيصرية، وخصوصاً إذا كانت الفترة الفاصلة لا تتعدى ما بين 18 إلى 24 شهراً. - هل سبق لك وضع توائم؟ قد تكون الولادة الطبيعية ممكنة بعد الخضوع لعملية قيصرية في حال كان التوأم الأدنى في وضع طبيعي مناسب، أن يكون رأسه متجهاً جهة المهبل. لكن فرص نجاح الولادة الطبيعية تقل إذا كان الرحم يحوي 3 توائم أو أكثر. ? هل تعانين أية مشاكل صحية قد تؤثر على ولادتك بشكل طبيعي؟ على الرغم من أن البحوث والدراسات العلمية لم تحسم هذا الأمر بشكل نهائي، فإن بعضها يفيد أن معاناة الحامل من أمراض مزمنة، كالسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم يمكنها أن تُقلل فرص نجاح الولادة الطبيعية مع وجود سجل عمليات قيصرية. وإذا كنت تعانين عدوى يمكن أن تنتقل إلى المولود خلال الولادة الطبيعية، فإن الجراحة القيصرية تصبح خياراً أفضل من الولادة الطبيعية. ? هل قررت الولادة في مستشفى مجهز بكافة المعدات الطبية اللازمة للتعامل مع أية تدخل جراحي طارئ؟ من الأمور المتفق عليها أن المنزل يُعد مكاناً غير مناسب بالمرة لولادة طبيعية بالنسبة للنساء اللاتي سبق لهن الخضوع لعمليات قيصرية. وفي حال سبق للمرأة أن تعرضت لتهتك رحمي خلال ولادة سابقة، فإنها لا تُنصح بالولادة الطبيعية لما قد يترتب عنها من مخاطر قد تُفاقم حالتها الصحية. ويرى أطباء التوليد أنه يجب التعامل بمنتهى الحيطة والحذر إذا كانت الحامل تحتاج إلى أدوية لتحفيز المخاض. ? ما هو وجه الاختلاف بين المخاض والوضع خلال الولادة الطبيعية التالية لعملية قيصرية، والمخاض والوضع خلال الولادة الطبيعية الروتينية؟ لا يوجد اختلاف حقيقي بين الاثنين على مستوى فيزيولوجية المخاض والولادة، لكن التدابير الاحتياطية المتخذة خلال المخاض تكون مختلفة. فالأطباء يراقبون الحامل ومولودها عن كثب، ويكون الفريق الطبي أقل تساهلاً مع ظهور أية أنماط مخاض غير طبيعية. وفي حال حصول مضاعفات غير متوقعة خلال فترة المخاض السابق لولادة طبيعية، فإن الأطباء يميلون إلى إجراء عملية قيصرية لتفادي استفحال المضاعفات والحفاظ على صحة الأم ومولودهما وحياتهما. هشام أحناش عن موقع «mayoclinic.com» ظروف المخاض بالرغم من صدور دراسات عديدة تقارن بين إيجابيات وسلبيات الولادات الطبيعية والقيصرية، لا يزال الجدل دائراً حول أيهما أفضل. ونجد أن غالبية الآراء تتكون من قصص فردية تمر بها النساء وتؤدي إلى تكوين آراء وأحكام قيمة حول الطريقتين، لكنها تكون قائمة على تجارب فردية لا يمكن تعميمها، خصوصاً مع اتجاه الطب الحديث إلى عدم تعميم المقاربات العلاجية والوقائية، والاستعاضة عنها بمقاربات العلاج حالة بحالة. فقد تكون الولادة الطبيعية مناسبة جداً لامرأة سبق لها إجراء عمليات قيصرية، لكنها قد تعرض حياة امرأة تتمتع بصحة جيدة ولياقة عالية إلى الخطر لسبب أو لآخر. ولذلك ينصح أطباء التوليد الحوامل اللواتي يخترن الولادة الطبيعية، علماً أنه سبق لهن الخضوع لجراحات قيصرية أن تكون قراراتهن قائمة على وقائعهن الشخصية وقناعاتهن وحالاتهن الخاصة، وليس على تجارب النساء الأخريات. وينصح أطباء عيادات «مايوكلينيك» النساء بمناقشة سيناريوهات الولادة الطبيعية بعد الجراحات القيصرية في وقت مبكر من الحمل، وليس في اللحظات الأخيرة التي تسبق المخاض، حتى يكون القرار مدروساً ويستحضر جميع المنافع والمساوئ. وتُنصح الحامل بأن تطلع على سياسة التعامل مع الحوامل خلال فترة متابعة الحمل ثم الوضع وما بعده، وتناقشها مع الشخص المعني في المستشفى حتى لا يُهضم أي حق من حقوقها. ويشير الأطباء إلى أنه يصعب في حالات عديدة الجزم، حول ما إذا كان من الأكثر أماناً إخضاع المرأة لولادة طبيعية أم جراحة حتى يبدأ المخاض. فظروف المخاض تقود الأطباء بوضوح إلى معرفة مدى أهلية الحامل للولادة بطريقة طبيعية أم الاضطرار إلى القيصرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©