الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرزاي يؤخر توقيع الاتفاق الأمني

24 نوفمبر 2013 23:09
أشار المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية إلى أن الرئيس حامد كرزاي يواصل تحديه لتهديد الولايات المتحدة بأنها قد تنسحب من الاتفاق الأمني بين البلدين، ويعتزم أن يؤكد في كلمة أمام مجلس «اللويا جيرغا» يوم الأحد أنه لن يوقع على الاتفاق قبل فصل الربيع. وقال إيمال فيضي يوم السبت إن الأميركيين «انتظروا طويلاً، ويمكنهم بالتأكيد أن ينتظروا خمسة أشهر أخرى». ووصفت إدارة أوباما الاتفاق الذي وافق كرزاي على بنوده الأسبوع الماضي بأنه «عرض نهائي» يجب إتمامه مع نهاية هذا العام. وكرزاي متأكد فيما يبدو من أن الإدارة تراوغ، وقال من خلال المتحدث إنه يعتقد أن الولايات المتحدة لن تلجأ إلى «الخيار صفر» بإلغاء خطط ترك بعض القوات في أفعانستان لتدريب الجيش الأفغاني ومواصلة عمليات مكافحة الإرهاب بعد انسحاب قواتها المقاتلة بحلول ديسمبر 2014. ولكن الإدارة من جانبها اعتقدت أيضاً أنه بعد بدء جلسات المجلس الذي يضم أكثر من 2500 عضو من شيوخ القبائل وغيرهم من الزعماء يوم الخميس الماضي، سيغير كرزاي لهجته في كلمة يتعهد فيها بأن يؤجل إنهاء الاتفاق إلى حين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية الأفغانية في شهر أبريل. وزادت التوترات من حالة الحرج بين الزعيمين اللذين يقولان إنهما يريدان نفس الشيء، وهو أن تقدم القوات الأميركية تدريباً على المدى الطويل ودعماً للجيش الأفغاني لكنهما يجدان نفسيهما على حافة فض هذه الشراكة. وقال فيضي إن لب القضية يتمثل في الافتقار إلى الثقة بين الحكومتين. وفي بلوغ اللعبة الدبلوماسية المدروسة ذروتها، صمتت الإدارة الأميركية علناً يوم السبت بينما استمرت المحادثات سراً. ويرى مسؤول كبير من الإدارة الأميركية اشترط عدم نشر اسمه أن المسؤولين الأميركيين في واشنطن أسعدتهم تصريحات صدرت عن مجلس «اللويا جيرغا» وقالوا إنه هناك فيما يبدو أعضاء «يتفهمون أهمية التوقيع عاجلاً وليس آجلاً». وأشار المسؤولون بشكل خاص إلى تصريح صدر يوم السبت عن صبغة الله مجددي رئيس «اللويا جيرغا» الذي قال لتلفزيون «طلوع نيوز» الأفغاني إنه يأمل أن يتجنب كرزاي تصادماً مع الأميركيين بشأن الجدول الزمني مؤكداً أن هذا سيضر بأفغانستان. وقال «مجددي»: «إذا قبلت الولايات المتحدة شروطنا فعلينا ألا نتأخر». ولكن بعض أعضاء المجلس أيضاً عارضوا بعض بنود الاتفاق بما في ذلك منح حصانة للقوات الأميركية من المحاكمة أمام القضاء الأفغاني. وفي الأيام القليلة الماضية، أشار وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل إلى أن الإدارة ينفذ صبرها بسبب استمرار التأجيل أو أي تغييرات جوهرية في الوثيقة. ومن جانبه وصف فيضي اتصالاً هاتفياً جرى بين كرزاي وكيري بأنه كان «ودياً لكن متوتراً»، وإن كيري هدد بانسحاب كامل من الاتفاق. ويعتبر مسؤولو الإدارة الأميركية أن موعد التوقيع غير قابل للتفاوض وأشاروا إلى الحاجة إلى عام على الأقل للتخطيط لنشر القوات في المستقبل، والسماح للشركاء في التحالف، ومنهم ألمانيا وإيطاليا، أن يخططوا لوجود قوات تبقى في البلاد. وبعد عام من المفاوضات، لم تحقق فيها الإدارة شيئاً تقريباً وتتردد كثيراً في أن تتعرض مرة أخرى لأجراح دبلوماسي مثل الذي حدث بعد اتفاق مشابه مع العراق اكتمل قبل أن ينتهي بانسحاب كامل للقوات العسكرية الأميركية بحلول نهاية عام 2011. وبينما يؤكد مسؤولون أميركيون علناً أن مسودة الاتفاق الحالية نهائية، فهم يشيرون أيضاً إلى أن الإدارة الأميركية مستعدة للنظر في تعديلات بسيطة بناء على ما يراه مجلس «اللويا جيركا» إذا كان هذا سيحرك المجلس كي يضغط على كرزاي ليوقع. وقال فيضي إن كرزاي يسعى إلى الحصول على ضمانات إضافية بأن الإدارة الأميركية لن تتدخل في الانتخابات المقبلة التي ستساعد في تعزيز الأمن في أفغانستان، وأن القوات الأميركية المتبقية لن تسيء استعمال السلطة لتدخل منازل الأفغان. وأضاف فيضي أنه يجب أن يتحلى الجانبان بالمرونة. وفي نفس الوقت، خارج خيمة «اللويا جيرغا» تتصاعد توترات جديدة بين الحكومتين بشأن مقتل اثنين من الأفغان الأسبوع الماضي. فقد اتهم كرزاي، يوم الجمعة الماضي، القوات الأميركية بقتل رجلين قال إنهما مدنيان في عملية بإقليم ننكرهار في شرق البلاد. ورد قادة التحالف العسكري بغضب قائلين إن الرجلين «متمردان مسلحان». وصرح مسؤول كبير من قوات التحالف اشترط عدم نشر اسمه: «إنه لمن المؤسف حقاً أن يستخدم بعض الناس مزاعم وقوع ضحايا من المدنيين لأغراض سياسية». وأشار المسؤول إلى أن العملية المذكورة قادها 100 جندي أفغاني ولكنها تضمنت 17 مستشاراً من قوات التحالف، وقال إن تعليقات كرزاي «تعقد» جهود الإبقاء على قوات دعم أميركية ضمن الاتفاق الأمني. ومن جهة أخرى أكد فيضي أن كرزاي متمسك بتصريحه الأولي بشأن الحادث وأضاف أن حاكم وسكان إقليم ننكرهار غاضبون. وأضاف: «لقد وقع سلوك سيئ». وتوفر الحادثة لكرزاي مناسبة يعبر فيها عن تظلماته الكثيرة والقائمة منذ فترة طويلة ضد الولايات المتحدة، وأبرزها الشكوك التي ترددت بأنها دعمت خصمه في حملة إعادة انتخابه عام 2009. وأكد فيضي على أن كرزاي يريد تأجيل إصدار قرار نهائي بشأن الاتفاق الأمني كوسيلة يضغط بها على الولايات المتحدة كي تبتعد عن الانتخابات الأفغانية المقبلة وتساعد في تأمينها. وفي هذا السياق قال فيضي «تستطيع الولايات المتحدة أن تؤكد على عدم وقوع تدخل في الانتخابات الأفغانية كما وقع» في السباق الرئاسي السابق. ‎تيم كريج وكارين دي يونج كابول ينشر بترتيب خاصة مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©