الدوحة (وكالات)
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني أهمية القمة الـ35 للمجلس الأعلى غداً في الدوحة لاسيما في ظل الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة في ظل تصاعد خطر التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وحالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في بعض الدول الإقليمية، وتفاقم المعاناة الإنسانية للاجئين والمهجرين والمشردين في عدد من الدول العربية، وتزايد التدخلات الإقليمية في الشؤون العربية، بما يفرض على دول المجلس تدارس التداعيات والتأثيرات على الأمن والاستقرار.
وقال الزياني في حوار مع وكالة الأنباء القطرية (قنا) «إن دول المجلس تركز جهودها إزاء التصدي لظاهرة الإرهاب اعتماداً على ثوابت أساسية، من أهمها أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأنه عمل دخيل على المبادئ الإسلامية والتربة الخليجية، فضلاً على إعمال الحكمة والتروي في التعامل معه، باعتبار ذلك الوسيلة الأنسب للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، وهذا يقتضي، ألا يقتصر الأمر على الحل الأمني فقط، بل تكون الحرب على الإرهاب، متعددة الجوانب، ويجب مكافحته بجميع أشكاله ومظاهره والتصدي لكل من يدعمه أو يموله أو يبرره».
وأضاف «إن دول المجلس اتخذت سلسلة من الإجراءات الفعالة من أجل مكافحة الإرهاب على كافة الأصعدة والمستويات داخلياً عبر إصدار القوانين الخاصة والتشريعات الوطنية المتعلقة بمكافحة وتمويل هذه الظاهرة، وإقليميا ودوليا من خلال العديد من الاتفاقيات والصكوك القانونية الدولية التي انضمت إليها دول المجلس سعياً منها لدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب».
وشدد على موقف دول المجلس في الالتزام الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، ودعم الحوار والمسار السلمي القائم بعيداً عن العنف والفوضى، ومساندة الرئيس عبد ربه منصور هادي لاستكمال المرحلة الانتقالية طبقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وإدانة سيطرة «الحوثيين» على المؤسسات الحكومية العسكرية والمدنية وتخريب ونهب محتوياتها، ودعوة كافة الأطراف لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وكامل بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
وأكد الزياني حرص دول المجلس على إنجاز مشروع سكك حديد التعاون لما له من مردودات إيجابية مباشرة على تعزيز التواصل والترابط بين دول المجلس ومواطنيها، وتيسيراً لحركة التجارة، وحرية التنقل للمواطنين والمقيمين، إلى جانب دعم الاستثمارات المشتركة، موضحا أن دول المجلس دخلت الآن مرحلة الانتهاء من التصاميم الهندسية التفصيلية من أجل إنجاز المشروع في أسرع وقت، متوقعا أن يستكمل تنفيذه وتشغيله خلال عام 2018، وأشار إلى أن العمل جارٍ أيضا في مشروع دراسة الربط المائي من قبل اللجان المختصة بالشكل المطلوب تماماً لضمان توفر المياه في دول التعاون، على المدى الطويل ولأجيال عديدة.
وشدد على الحوارات الاستراتيجية الذي يجريها المجلس مع الدول والتكتلات العالمية. وقال عن اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي إنه تم إنجاز الكثير من الموضوعات، وبقيت بعض المسائل التي تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث، ومن بينها رسوم الصادرات، والتي تقوم لجنة مختصة بدراستها، ولذلك كان قرار دول المجلس التريث إلى حين الانتهاء من الدراسة المطلوبة.
وقال الزياني إن موضوع المواطنة الخليجية يحظى بمتابعة قادة دول المجلس من اجل التحسين ومتابعة مستوى التقدم في تنفيذ القرارات وانعكاسها على أرض الواقع بمستوى يحقق طموحات أبناء دول المجلس، لافتا إلى قرارات متواصلة لتحقيق المواطنة الاقتصادية وتفعيل متطلبات السوق الخليجي المشترك من خلال حل جميع العوائق، متوقعا أن تخرج القمة بقرارات بناءة وإنجازات مهمة في مسيرة العمل الخليجي.
والتقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس أمين عام مجلس التعاون حيث اطلع على أهم القضايا المطروحة على جدول أعمال قمة الدوحة، في وقت نقلت وكالة «فرانس برس» عن محللين ومصادر متطابقة أن موضوعي الأمن والعلاقات الخليجية، سيكونان في صلب القمة، إضافة إلى توقع إقرار قيادة عسكرية مشتركة.
عدد اليوم
