ديل بييرو: الكرة الإماراتية ترتفع مثل «ناطحات السحاب»

وليد فاروق (دبي) عندما قرر الرحيل عن صفوف يوفنتوس عام 2012، وخلع القميص الذي ظل يرتديه لمدة 19 عاماً، وصفت الجماهير الإيطالية هذا الحدث الكبير بأنه نزول الملك عن عرشه، ولم لا فهو «أسطورة اليوفي»، المتوج بحب جماهير ناديه قبل أن يكون متوجاً بالعديد من الألقاب والبطولات، والتي جعلته واحداً من أعظم 10 هدافين في تاريخ الدوري الإيطالي، وأهم هدافي يوفنتوس على الإطلاق، ورابع أهم هداف في تاريخ المنتخب الإيطالي. وبالتأكيد.. الحوار مع أحد أعظم نجوم كرة القدم الإيطالية وأسطورة فريق يوفنتوس أليساندرو ديل بييرو (41 عاما ) له متعة مميزة لأي صحفي، خاصة إذا كان حواراً غير مقيد الاتجاهات، وإذا كان الطابع المحلي حاضراً في حديثه، مع الوضع في الاعتبار أن اللاعب ورغم شهرته ونجوميته تبدو عليه ملامح الشفافية والبراءة. في البداية عبر ديل بييرو عن سعادته بتواجده في الإمارات وفي دبي تحديداً، مؤكداً أنه من كثرة زياراته إلى الإمارات لم يعد يعرف عدد الزيارات لهذا البلد الجميل والطيب أهله، مؤكداً أنه لولا تنقله للإقامة بين إيطاليا ونيوجيرسي لظروف عمله لكان اختار الإقامة في دبي تحديداً نظراً للتطور الرهيب الذي طرأ على المدينة، علاوة على قربها من كل المواقع الكروية الحيوية التي تجذب اهتمامه، سواء في أوروبا أو آسيا. واعترف ديل بييرو بأن التطور الكبير الذي يلحظه في كل زيارة يؤكد له أن هذا الازدهار الهائل مرتبط بأسلوب حياة مطبق في مختلف أوجه النشاط لدولة الإمارات، وهو ما ينعكس على كرة القدم أيضاً. وأضاف: «لا يمكن إنكار أو تجاهل التطور الكبير الذي وصلت إليه كرة القدم الإماراتية، خاصة على مدار آخر عامين، وهي ترتفع كارتفاع ناطحات السحاب، وهو الأمر الذي جعل منتخب الإمارات الأول يحصل على المركز الثالث في بطولة كأس أمم آسيا الأخيرة التي استضافتها أستراليا مطلع العام الحالي، وباعتباري كنت سفيراً لهذه البطولة، فقد تابعت معظم مبارياتها، ولاحظت التطور الكبير الذي كان عليه منتخب الإمارات والذي يؤهله ليكون أحد القوى الكروية في القارة الآسيوية، خاصة أن معظم لاعبيه من صغار السن، والقادرين على العطاء بنفس القوة وبخبرة أكبر في السنوات المقبلة». متابعة آسيوية وفي ظل علاقته بكرة القدم الآسيوية، عبر «أسطورة يوفنتوس» عن إعجابه الشديد بالمستوى المتميز الذي قدمه فريق الأهلي في مشواره بطولة دوري أبطال آسيا إجمالاً وصولاً إلى المباراة النهائية التي خسرها بصعوبة أمام جوانزو الصيني بهدف وحيد. وقال: «تابعت مباريات البطولة اعتباراً من دور الثمانية، وأعجبني جداً مستوى الأهلي، خاصة أنه أقل الفرق المشاركة أعماراً وخبرة بين لاعبيه، ومع ذلك قدم مباريات فنية عالية المستوى، ونجح في التأهل إلى المباراة النهائية بجدارة، والتي أعتبرها إنجازا في حد ذاته لفريق يصل للمرة الأولى إلى نهائي هذه البطولة ويقدم هذا المستوى المتميز». وأضاف: «أكاد أجزم أن الأهلي قادر على تقديم مستويات أفضل في مشاركته المقبلة، بعدما اكتسب الخبرة التي كانت تنقصه في هذه البطولة». وأضاف ضاحكاً أن ثقته هذه ليس لها علاقة بعلاقة الصداقة التي تربطه بصديقه عبد الله النابودة رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي. وكشف ديل بييرو أن علاقته بكرة القدم الإماراتية ليست وليدة اليوم، وأنها قديمة ومنذ فترة استناداً على وجود العديد من أصدقائه الرياضيين والكرويين في الإمارات، سواء كانوا لاعبين أو مدربين يتابع من خلالهم آخر التطورات على الساحة الكروية. وأوضح ديل بييرو أنه حرص على خوض تجربتين احترافيتين في قارة آسيا بعد الرحيل عن صفوف «اليوفي» أحدهما مع نادي سيدني الأسترالي والأخرى مع نادي دلهي ديناموز الهندي، لذا كان رده «الضاحك» على سؤال حول سبب عدم خوض مثل هذه التجربة في الملاعب الإماراتية، بأنه سيفكر فعلاً في خوض هذه التجربة الموسم المقبل.. بشرط ألا يذاع الخبر أو يعلم به أحد من الصحفيين الآن. الخطوة المقبلة اعترف ديل بييرو «بصراحة» بأنه لم يحسم بعد خطوته المقبلة ومكانها، مشيراً إلى أنه لا يريد التعجل في هذا القرار، خاصة أنه سيكون بمثابة المستقبل بالنسبة له، ومثلما كانت انطلاقته مع يوفنتوس لمدة تقترب من الـ20 عاماً، فهو أيضاً يريد لخطوته المقبلة الاستمرارية والنجاح. يذكر أن أسطورة يوفنتوس سبق واعترف بأنه يتشوق لخوض تجربة التدريب في مجال كرة القدم، مؤكداً أنه أصبح يمتلك خبرة جيدة في الوقت الحالي، وأنه بعد 20 عاماً في الملاعب الإيطالية، أصبح لديه رؤية واحدة تتمثل في كرة القدم فقط، ولكنه ذكر أيضاً أنه يحتاج الوقت الكافي لاختيار الطريق الصحيح له. وحول حظوظ يوفنتوس في الفوز بلقب «الكالشيو» الإيطالي هذا العام رغم التراجع الكبيرة على مستوى نتائج الفريق، أكد ديل بييرو عن ثقته الكاملة في قدرة «السيدة العجوز» على استعادة رونقها والعودة إلى صدارة المشهد عن قريب، خاصة أن المشوار المتبقي على نهاية المسابقة طويل (25 مباراة كاملة) والفارق بين اليوفي وإنتر ميلان المتصدر 9 نقاط فقط. وقال: «على مدار 4 مواسم سابقة لم يخيب يوفنتوس آمال ولا طموحات جماهيره في حصد اللقب عن جدارة، وقبل نهاية الموسم بعدة مباريات في بعض الأحيان، الآن وبعد رحيل عدد من نجوم الفريق مثل صانع اللعب أندريا بيرلو ولاعب الوسط أرتورو فيدال والهداف كارلوس تيفيز، فإن الفريق قد يواجه صعوبات أكبر هذا الموسم، لكن قدرات اللاعبين الموجودين حالياً تبشر بالخير بدليل التأهل إلى دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا». المعروف أن صاحب القميص «الأبيض والأسود» يحتل - قبل مواجهات الجولة الـ14 أمس - المركز السابع برصيد 21 نقطة من 13 مباراة، فاز خلالهم في 6 مباريات وتعادل في 3 وخسر في 4 مباريات. واعترف ديل بييرو بأن المنافسة على لقب «الشامبيونزليج» هذا الموسم قد تكون صعبة على اليوفي في ظل مرحلة إعادة البناء التي يمر بها الفريق حالياً، ولكنه يأمل أن يكون لدى الفريق الحالي الحافز للمنافسة على اللقب الغائب منذ أكثر من 20 عاماً. أما السؤال، الذي لم يستطع بابتسامته «المعهودة» أن يخفي بها ملامح توتره وغضبه، فكان يتعلق بالمقارنة بينه كأسطورة يوفنتوس، وبين مواطنه فرانشيسكو توتي «أسطورة روما»، الذي ما زال يرتدي حتى الآن قميص «الذئاب» بعد نحو 22 عاماً، وقال: «توتي كان زميلاً لي في منتخب إيطاليا ومرت علينا أوقات مشتركة جميلة، تزاملنا كثيراً وتنافسنا في مواجهة بعض مع فرقنا كثيراً، ورحيلي عن يوفنتوس لا يقلل من انتمائي وحبي ووفائي لفريقي، بل أنا أول من يسعى لتحقيق مصلحته، سواء كنت في صفوفه أو خارجه، وليست المعضلة في عدد سنوات استمراري، لكن المهم هل وجودي يحقق فائدة فعلية أم لا». 10 أهداف بين «الأسطورتين» دبي (الاتحاد) سجل أليساندرو ديل بييرو 290 هدفاً خلال 705 مباريات بقميص نادي يوفنتوس، حقق خلالها لقب دوري إيطالي 8 مرات ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، وشارك منتخب إيطاليا في الفوز بكأس العالم 2006 بألمانيا. فيما سجل توتي 300 هدف خلال 745 مباراة بقميص ذئاب روما، حقق لقب الدوري الإيطالي مرة واحدة عام 2001، وكأس إيطاليا مرتين، وشارك أيضاً مع المنتخب الإيطالي في الفوز بكأس العالم 2006. ثاني أكبر هداف في تاريخ إيطاليا دبي (الاتحاد) يعد ديل بييرو ثاني أكبر هداف في تاريخ إيطاليا برصيد 342 هدفاً بعد سيلفيو بيولا، ولعب ديل بييرو لنادي يوفنتوس طوال 19 عاماً، ومنها 11 عاماً كان قائداً للفريق، ويحمل الرقم القياسي كهداف للفريق برصيد 290 هدفاً وعدد مشاركاته 705 مباريات. ويعتبر ديل بييرو من أعظم اللاعبين في إيطاليا على مر العصور، حيث استطاع أن يحرز في جميع البطولات التي لعب فيها، وهو واحد ضمن قائمة أفضل 125 لاعب كرة قدم حي، والتي تم اختيارها في احتفالات الفيفا بعيدها المئوي، والتي قام باختيارها الأسطورة البرازيلي بيليه، وأيضاً تم اختياره في أفضل لاعبي كرة القدم الأوروبية بمناسبة اليوبيل الذهبي. وعلى مستوى المنتخب الإيطالي لعب ديل بييرو 3 بطولات كأس عالم و4 بطولات قارية، واستطاع أن يصل إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية عام 2000 قبل أن يخسر النهائي بالهدف الذهبي أمام فرنسا، واستطاع مع المنتخب الإيطالي التتويج بكأس العالم لكرة القدم عام 2006 عقب فوزه علي فرنسا بضربات الجزاء الترجيحية، ويعتبر ديل بييرو هو رابع هدافي المنتخب في تاريخه برصيد 27 هدفاً بالمشاركة مع روبرتو باجيو.