القاهرة- ماجدة محيي الدين:
المسلسل بدأ تصويره بالقاهرة، ويتولى إخراجه السوري حاتم علي، وبطولة السوري تيم الحسن، ونبيل الحلفاوي، ووفاء عامر، ومنة فضالي، وعبدالرحمن أبوزهرة، وصلاح عبدالله، وعزت أبوعوف، ونبيل نورالدين، وهناء الشوربجي، وهادي الجيار، ومحمود الجندي، وعدد كبير من نجوم الدراما في العالم العربي ليصل عدد الفنانين المشاركين إلى 300 ممثل وممثلة· ورصدت قناة ''ام· بي· سي'' المنتجة للمسلسل ميزانية تصل إلى عشرين مليون جنيه، وتولت التنفيذ في مصر شركة ''فرح ميديا''·
وسألنا د· لميس جابر عن نتائج بحثها الطويل حول شخصية الملك فاروق وهل ظلمه المؤرخون؟ فقالت: فاروق جاء إلى العرش في ظروف صعبة وهو إنسان له سلبياته وله محاسنه، وبالتأكيد تعرض لظلم شديد من قبل بعض المؤرخين، لكن مرور الزمن كشف كذب كثير من الإدعاءات، وأصبح الحكم على فترة توليه عرش مصر أكثر وضوحاً من خلال الوثائق والمراجع التاريخية التي حملت كثيراً من التناقضات ومنها ظهرت الحقيقة·
وأضافت: في المسلسل لا يمكن أن نرى فاروق ملاكاً وهو ليس بشيطان، لكنني حاولت الإنصاف وإظهار ما له وما عليه، وفي رأيي الشخصي فإن كثيراً من المآخذ التي تؤخذ عليه أنه تولى الحكم وهو صغير جداً وعمره لم يكن قد تجاوز السادسة عشرة، وبالتالي حُرم من إكمال تعليمه ووجد نفسه في هذه السن الصغيرة ملكاً حوله عقول متأخرة وظروف سياسية صعبة وتركة مثقلة بالخلافات، إلى جانب شخصية الملكة نازلي والدته التي كانت أحد أسباب ضياعه وتمزقه النفسي·
أخطاء شائعة
وعن الأخطاء الشائعة عن فاروق والتي يصحهها المسلسل تقول المؤلفة: ألصقت بفاروق العديد من الاتهامات الباطلة، منها على سبيل المثال أنه كان سكيراً ومستهتراً في سلوكه وأقواله، وكلها ادعاءات باطلة· فقد كان هو وشقيقاته لا يتحدثون إلا همساً وبأسلوب راق جداً، ولم يقرب الخمر طوال حياته، وكان حريصاً على مظهره اللائق دائماً· ورغم ذلك فقد أخطأ فيما يخص صورته أمام الناس ولم يحاول أن يصحح بعض ما ألصق به من تهم· واستمر الادعاء عليه حتى بعد رحيله عن مصر· وهناك حادثة شهيرة تم الترويج لها تتعلق بالشيخ المراغي الذي قيل: إنه رفض إصدار فتوى بمنع ''فريدة'' من الزواج بعد الملك، وثبت بالمستندات أن الشيخ المراغي رحل عام ،1945 وطلاق فاروق وفريدة تم عام ·1948
وقالت د· لميس: المسلسل لا يدور حول فاروق الأول فقط، وإنما يتناول أيضاً فترة تاريخية بكل رموزها من خلال شخصية الملك فاروق، وهناك شخصيات لم يكن دورها الوطني معروفاً مثل احمد باشا ماهر، فهو رجل وطني جاء في حكومة أقلية ومستنداً على السراي، لكنه أخلص للوطن وللسراي، ويجسد دوره في المسلسل الفنان نبيل الحلفاوي·
المخرج السوري حاتم علي يرى أن أسلوب العمل في مصر يختلف عنه في سوريا، حيث اعتاد أن ينتهي من تحديد كافة التفاصيل المتعلقة بالعمل قبل بدء التصوير، ويتفرغ لتنفيذ العمل كمخرج فقط بمجرد أن يبدأ التصوير، لكنه وجد نفسه مضطراً للتدخل في بعض الأمور الفنية الأخرى أثناء التصوير، مما يؤدي الى تعطله كمخرج عن تنفيذ البرنامج اليومي الذي يلزم نفسه به·
فاروق سوري
وعن اختياره لفنان سوري لتجسيد شخصية الملك فاروق قال: كنت أتمنى أن يؤدي دور فاروق فنان مصري في البداية ورشحت اسماء عديدة منها احمد السقا، وكريم عبدالعزيز، وآخرون، لكن معظمهم اعتذر لارتباطه بتصوير أعمال، وترشيحي للفنان السوري تيم الحسن جاء بعد دراسة لأنه الأنسب من حيث السن وتم اجراء بروفات بالماكياج للتأكد من اقتراب الشبه وهو فنان موهوب وملتزم·
وحول تعامله مع الفنانين المصريين قال: وجدت روحاً جميلة، وأنا لست غريباً عليهم، وبعضهم سبق أن تعاون معي في أعمال سابقة واتفقنا من البداية على اسلوب محدد للعمل نلتزم به جميعاً، وأكد أن المشكلة الوحيدة التي واجهته هي الحصول على تصاريح لتصوير بعض المشاهد في القصور الملكية، مما ضاعف الجهد والتكلفة الانتاجية، حيث اضطر مهندس الديكور عادل المغربي لتنفيذ بعض الديكورات الخاصة بالقصور في الاستديو·
وقال الفنان السوري تيم الحسن: إن جزءاً كبيراً من نجاحه يعتمد على السيناريو الجيد الذي كتبته د· لميس جابر، وكذلك أسلوب المخرج المتميز حاتم علي الذي قدم أنجح المسلسلات التاريخية على مدى مشواره الفني، وأضاف: شعرت في البداية بقدر من القلق، وبعد أن ارتديت ملابس الملك فاروق ووضعت المكياج تعايشت تماماً مع الشخصية، حيث أجسد مرحلة الشباب في حياة فاروق منذ تولى حكم مصر وعمره 16 عاماً وحتى مغادرته البلاد وتمت الاستعانة باحد الاطفال لتجسيد مرحلة الطفولة والصبا في حياة الملك·
وعن مشاعره تجاه الشخصية قال: الممثل لابد أن يتعاطف مع الشخصية ويبحث في أغوارها وأعماقها حتى يتفاعل بها ويقدمها وهو يدرك طبيعتها وأسباب ردود فعلها في كل موقف، وأضاف: وجدت كل تقدير وتعاون من أسرة المسلسل والفنانين المصريين وأشعر بمسؤولية كبيرة خاصة أنها تجربتي الاولى في الدراما المصرية، واتمنى أن ينجح المسلسل بكل أبطاله، لأن كل شخصية لها تأثير كبير في العمل، وسبق أن صورت بعض اجزاء من مسلسلي السابق ''نزار قباني'' في مصر ولا أشعر بغربة فيها، رغم أن العمل كله باللهجة المصرية التي أتقنها، فقد تدربت على طريقة الحديث وعملت بروفات خاصة بي قبل التصوير·
الملكة نازلي
وقالت الفنانة وفاء عامر أوالملكة نازلي: استمتعت جداً بالعمل مع المخرج السوري حاتم علي وكانت لدي فكرة سلبية عن الملكة نازلي، لكني وجدت نفسي اتعاطف معها عندما قرأت السيناريو واكتشفت أنها تعرضت لظروف قاسية وتحولات كبيرة في حياتها، وهي شخصية مليئة بالدراما وذاقت طعم الظلم والقهر مما جعلها تحاول الانتقام لنفسها في مراحل اخرى من حياتها· وقد أثرت سلوكياتها وافكارها في نفسية ابنها الملك فاروق الذي كان متعلقاً بها جداً في صباه·
واضافت: قرأت كثيراً عن حياة الأسرة الملكية وأمدتني الدكتورة لميس ببعض الكتب والصور التي توضح طريقة الملابس والاكسسوارات حتى تكتمل مصداقية الشخصية·
وقالت منة فضالي: اختياري لتجسيد شخصية الملكة فريدة الزوجة الأولى للملك فاروق كان مفاجأة، فقد أحببت الملكة فريدة وتعاطفت معها مثل غالبية الشعب المصري، واعتبرت فريدة فرصة عمري التي انتظرتها لأنها شخصية ثرية درامياً وتمر بثلاث مراحل عمرية: الاولى زواجها من الملك فاروق وأنجابها ثلاث بنات فريال وفادية وفوزية، ثم طلاقها، والمرحلة الثانية غربتها في باريس التي سافرت اليها بعد قيام ثورة يوليو واضطرت الى بيع لوحاتها الفنية حتى تنفق على نفسها وأسرتها، والمرحلة الاخيرة هي عودتها الى مصر ووفاتها في شقة صغيرة منحتها لها الدولة·
وعن الجديد الذي نعرفه عن فريدة من خلال المسلسل تقول: أعتقد أن سر جمال فريدة الحقيقي هو أنها جمعت بين الارستقراطية من خلال انتمائها لأسرة عريقة والتواضع، كما أنها كانت نموذجاً للفتاة المصرية في زمانها ونموذجا للوفاء سواء بالنسبة للملك أولحبها لمصر حتى آخر لحظة في حياتها· والمسلسل يلقي الضوء على موهبتها كفنانة تشكيلية حقيقية تعلمت على يد خالها الرسام الكبير محمود سعيد تذوق وحب الفن كما كانت تهوى الموسيقى وتجيد العزف على البيانو·
عدد اليوم
