الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سعادة المواطن نتاج معطيات حقيقية ومبادرات حكومية

19 مارس 2016 01:10
أبوظبي (وام) يشارك شعب الإمارات غداً شعوب العالم في احتفالاتها بـ«يوم السعادة العالمي» الذي يصادف يوم 20 من شهر مارس من كل عام. وتحرص قيادة دولة الإمارات على جعل المواطن محوراً أساسياً في سياساتها وخططها، والعمل على إسعاده وتحقيق استقراره ورفاهيته بمختلف الطرق، وعندما تؤكد المؤسسات الدولية المعنية بالتنمية البشرية ورصد مؤشرات الرضا والسعادة بين شعوب العالم أن مواطني دولة الإمارات هم «أسعد شعب»، فإن هذا لا يأتي من فراغ، وإنما من معطيات حقيقية تتصل بحياة المواطن الإماراتي وتستهدف تحقيق الاستقرار والرفاهية له، وذلك من خلال سلسلة لا تتوقف من المبادرات والخطط والاستراتيجيات التي تجعل المواطن محوراً أساسياً لها. وقد تصدرت دولة الإمارات في تقرير السعادة العالمي الأخير العالم العربي في ترتيب السعادة فيما احتلت المركز الـ28 عالمياً. البرنامج الوطني ويهدف «البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية» إلى مواءمة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها وتشريعاتها لتحقيق السعادة والإيجابية في المجتمع، إضافة إلى تحفيز الجهات الحكومية والخاصة لإطلاق وتبني المبادرات والمشاريع والسياسات لتحقيق السعادة والإيجابية في المجتمع بجانب تطوير مؤشرات قياس مستوى السعادة في الجهات الحكومية. ويتضمن البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية مجموعة من المبادرات الرئيسية لتحقيق الأهداف مثل تطوير واعتماد نماذج مؤسسية للسعادة وتطوير أدلة لسعادة المتعاملين ومؤشرات أداء مؤسسية لمواءمة خطط الجهات وبرامجها مع البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية. كما تضمنت المبادرات تطوير أدوات جديدة لتقييم مدى مواءمة السياسات والتشريعات لسعادة المجتمع، إضافة إلى تحويل مراكز الخدمة الحكومية لمراكز سعادة للمتعاملين وتخصيص موظفين حكوميين لتحقيق سعادة المتعاملين. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تصريحات سابقة لسموه، أن «السعادة في دولتنا ليست أمنية، بل ستكون هناك خطط ومشاريع وبرامج ومؤشرات، وستكون جزءاً من عمل كل وزاراتنا، وجزءاً من أسلوب حياتنا». وأضاف: «هدفنا أن تكون السعادة أسلوب حياة في مجتمع الإمارات والهدف الأسمى والغاية العليا للعمل الحكومي فيها». شمولية فيما أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة، أن تقرير السعادة العالمي الأخير أظهر أن الإماراتيين في المرتبة الـ15 عالمياً في السعادة، مشيرة إلى أن برنامج السعادة الوطني الذي اعتمده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سيشمل جميع المواطنين والمقيمين وحتى الزوار. ولفتت معالي الرومي في تعليق لها على تقرير السعادة الدولي إلى أنه تم التواصل مع المؤسسة الدولية المختصة بإجراء المسوحات التي يقوم عليها تقرير السعادة الدولي، وذلك لتطوير التقرير بشكل أكبر بما يعكس شمولية في النتائج ومؤشرات أكثر تفصيلاً يمكن أن تعتمد عليها الحكومات في اتخاذ القرارات ورسم السياسات. وقالت: «سنعمل خلال الفترة القادمة مع الشبكة الإنمائية الدولية التابعة للأمم المتحدة ومؤسسة «جالوب» ومعهد الأرض في جامعة كولومبيا لتطوير تقرير السعادة العالمي وإطلاق تقارير دولية داعمة أكثر شمولية. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد اعتمد مؤخراً البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية في دولة الإمارات، والذي عرضته معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وتضمن مجموعة من المبادرات في ثلاثة مجالات رئيسية. ومع أول يوم عالمي للسعادة حافظت الإمارات على موقعها في المركز الأول عربياً في نتائج المسح الثاني للأمم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضا بين شعوب العالم للعام 2013، متقدمة ثلاثة مراكز عالمياً لتحل في المرتبة الـ14 في مؤشرات السعادة والرضا بين شعوب العالم، وكانت قد تبوأت المركز الأول عربياً والمرتبة الـ17 عالمياً في المسح الأول الذي أجرته الأمم المتحدة خلال عام 2012. رفاه مادي ومعنوي وتثبت الإمارات - بهذا المركز المتقدم جداً في مؤشر الرضا والسعادة بين شعوب العالم وللمرة الثانية على التوالي- أنها ليست فقط دولة رفاه مادي، بل رفاه معنوي حيث توفر مفردات الرفاه المعنوي لقاطنيها من أمن وأمان واستقرار نفسي.. فضلاً عن الرفاه المادي، الأمر الذي يؤدي في المحصلة إلى شعورهم بالرضا والسعادة عن مجمل حياتهم الاجتماعية والمهنية. وفي تعليق له على نتائج المسح، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اهتمام وحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) برفاهية المواطن واستمرار نهج الدولة في تقديم أرقى الخدمات وتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي للمواطن والمقيم على أرضها. ويأتي هذا الإنجاز في إطار مسيرة تنموية طموحة متواصلة على مدى (44) عاماً استهدفت تقدم الوطن وإعلاء شأنه وسعادته وتحقيق أفضل مستوى من الرخاء والحياة له ولأبنائه في المستقبل، وحققت الدولة خلالها إنجازات كبيرة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية والتعليمية والصحية والثقافية والسياحية والبيئية، وغيرها من المجالات. وأوضح تقرير الأمم المتحدة حول الشعوب الأكثر سعادة في العالم - والذي يتضمن 156 دولة حول العالم - أن أكثر الشعوب سعادة حول العالم تعيش معظم دولهم استقراراً سياسياً واجتماعياً، فضلاً عن أن الدخل الفردي في الدول الأكثر سعادة مرتفع جداً والتعليم والصحة شبه مجانية. وفي رسالته بمناسبة اليوم الدولي للسعادة للعام 2015، أكد بان كي مون أن تحقيق السعادة للأسرة البشرية بأسرها يعد أحد أهداف الأمم المتحدة الرئيسية وتوفير السلام والازدهار والحياة الكريمة للجميع هو ما تسعى إليه. وقال إن الأمم المتحدة تريد أن يتمتع الجميع بحقوقهم الإنسانية كافة وتعريف جميع البلدان ببهجة السلام، وأن تظلل الناس والكوكب معاً نعمة التنمية المستدامة، وأن يكونوا في مأمن من الآثار الكارثية لتغير المناخ، داعياً إلى تكريس الجهود لملء العالم بالسعادة. وتعكس مؤشرات الرضا والسعادة مدى التقدم الذي أحرزته الدولة، وهي نتاج مجموعة متداخلة من المقومات منها القيادة الرشيدة وتحسين نوعية الخدمات العامة والصحة والضمان الاجتماعي وغيرها من المقومات التي تبعث على الاطمئنان وتحقق الرضا للفرد. ورغم أن الإمارات تضم مختلف الجنسيات والأعراق، الأمر الذي قد يبدو عائقاً أمام الاندماج وتحقيق الرضا والسعادة للجميع فإنها أثبتت قدرتها على تجاوز أي عقبة اجتماعية وتحويلها لصالحها، وهذا التناغم البشري في الإمارات وقدرة قيادتها على تجاوز العقبات دعوا العديد من الهيئات والمؤسسات العالمية إلى دراسة سر هذا التعايش السلمي والاجتماعي الذي تتميز به الدولة للوصول إلى قناعات تشرح لهم أسباب الرضا والسعادة التي يشعر بها قاطنوها. وزير الدولة للسعادة في إطار جهودها المتواصلة لإسعاد كل من يعيش على أرضها ويستظل بسمائها، استحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في التشكيل الوزاري الجديد الذي اعتمده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، خلال شهر فبراير العام 2016.. منصباً جديداً، تحت مسمى «وزير الدولة للسعادة» مهمته الأساسية مواءمة كل خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع، وإيجاد بيئة يتمكن فيها الناس من تحقيق سعادتهم والاستمتاع بها. وبهذا التشكيل بدأت الإمارات مرحلة جديدة عنوانها المستقبل والشباب والسعادة وتطوير التعليم والتعامل مع التغير المناخي لحماية بيئتنا. وخلال إعلانه التشكيل الوزاري الجديد، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن معيار نجاح الحكومة هو في تحقيق تغييرات حقيقية تسهم في سعادة الإنسان، مشددا على أن المستقبل والسعادة والتسامح والشباب والتغير المناخي هي عناوين المرحلة المقبلة. وتستمر قيادة الدولة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في التطوير والتغيير بهدف تحقيق سعادة المجتمع..من خلال إطلاق العديد من الخطوات والمبادرات.. ففي/‏‏ 11/‏‏ أكتوبر العام 2014 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «مؤشر السعادة» لقياس سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم، وذلك بشكل يومي عبر توزيع أجهزة إلكترونية في جميع الدوائر الحكومية تكون مرتبطة بشبكة مركزية ترصد المؤشر وترسل تقارير يومية لمتخذي القرار لرصد المناطق الجغرافية والحكومية الأكثر سعادة ورضا عن الخدمات الحكومية بهدف تطوير الخدمات، وتحسين سعادة الجمهور عن الخدمات المقدمة. ويشمل المؤشر بجانب المواطنين والمقيمين أكثر من 12 مليون زائر سنويا لمدينة دبي بهدف تقييم تجربة زيارتهم بشكل فوري.. وبذلك أصبحت دبي المدينة الأولى عالمياً التي تطبق قياسياً يومياً حقيقياً بالنسبة لسعادة الجمهور من الخدمات المقدمة لهم عبر كل مراكزها. الحياة الكريمة قال صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان في تصريحات سابقة: «سنوات طويلة والإنسان على هذه الأرض يبحث عن السعادة، ولسنوات طويلة اقترن تعريف السعادة بمعدل الدخل القومي للفرد، ثم ثبت أن السعادة لا تقترن بالمال وحده.. وقبل أكثر من أربعين عاماً قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، إن حجم الدول لا يقاس بالثروة والمال، وإن المال ما هو إلا وسيلة لتوفير الحياة الكريمة والآمنة لأبنائها، مؤكداً أن هذا هو الفكر الذي تأسس عليه مشروع السعادة في دولة الإمارات.. مشروع السعادة الذي تتحقق إنجازاته بهمة القيادة وعزيمة الشعب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©