الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"توام": وفاة الرضيع حمد عبدالله بسبب ضائقة تنفسية

21 ابريل 2007 01:56
تحقيق ـ حمد الكعبي: أرجعت مصادر طبية مسؤولة في مستشفى توام بالعين وفاة الطفل الرضيع حمد عبدالله إلى ''ضائقة تنفسية'' ظهرت بوادرها عليه فور ولادته وبقي يعاني من نقص الأوكسجين في الدم إلى أن فارق الحياة في اليوم الثالث لولادته، وقال أليك نابير مدير شؤون المرضى والعلاقات العامة بالإنابة في مستشفى توام بعد فتح الملف الطبي للطفل استجابة لطلب ''الاتحاد'' بالتحقيق في وفاة الطفل، إن الطفل حمد عبدالله ولد بعد فترة حمل 37 أسبوعا ووضعته أمه في أحد مستشفيات العين في أول مارس 2007 ولادة طبيعية، وبلغ وزنه 2,9 كلجم، ولوحظ أنه يعاني من بوادر ضائقة تنفسية فتم نقله إلى الحضانة الخاصة بالأطفال في ذلك المستشفى، وذلك في غضون 30 دقيقة من ولادته وتم تزويده بالأوكسجين، وكان جسمه عند ولادته ملوثا بـ ''براز الجنين''، وأضاف نابير أنه لم تتوفر لدينا في مستشفى توام أي معلومات فيما يتعلق بمجريات حدوث الضائقة التنفسية لديه، وتم في المستشفى الذي ولد فيه الجنين شفط مجرى التنفس عند المولود مع انبيته ''وضع انبوب تنفسي''، وبسبب نقص الأوكسجين الكبير وتدني نسبة تشبع الجنين بالأوكسجين والتي لم تتعد 60% تقرر نقله إلى مستشفى آخر، ولفت بابير إلى ان مستشفيين آخرين رفضا استقباله قبل أن يتم نقله في آخر المطاف إلى مستشفى توام وكان عمره تقريبا 4 ساعات فقط، ولم تتوفر لمستشفى توام أي معلومات حول طريقة نقله وحالته اثناء نقله ومجريات الأحداث الخاصة بولادته في المستشفى الذي تمت فيه الولادة· العناية المركزة وقال أليك نابير مدير شؤون المرضى إنه بعد ادخاله إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى توام تمت معالجته وفق المعايير المعتمدة عالميا، إلا انه استمر يعاني من نقص الأوكسجين مع تدني نسبة التشبع بالأوكسجين إلى دون 70% بالرغم من كافة الإجراءات العلاجية لتزويده بالأوكسجين ولرفع نسبة التشبع بالأوكسجين لديه، وأشارت نتائج التحاليل الاشعاعية التي اجريت له الى ما يدل على حدوث ارتشاف الجنين للعقي ''دخول غائط الجنين الى مجراه التنفسي'' كما أظهر تحليل الدم الخاص بتعداد كريات الدم وجود عدد كبير من خلايا الدم الحمراء المنواة مما يدل على وجود نقص الأوكسجين في الدم، كما اظهر تخطيط صدى القلب الذي أجري له في اليوم التالي لإدخاله المستشفى وجود ضغط شرياني رئوي فوق جهازي مع تكوين طبيعي للقلب الداخلي وهذا ما يتوافق مع ارتفاع الضغط الرئوي الشديد المستديم'' PPHN'' وتدهورت حالة الطفل السريرية مع استمرار نقص الأوكسجين رغم كافة الإجراءات العلاجية والإنعاشية التي أجريت له وتوفي في اليوم الثالث من ولادته· الغائط الجنيني أوضح نابيرعادة ما تكون حالة ارتفاع الضغط الرئوي الشديد المستديم ناجمة عن دخول الغائط الجنيني إلى مجرى التنفس، وعموما مع ارتفاع الضغط الرئوي الشديد المستديم نشاهد عند الأجنة الذين يتأخرون عن موعد ولادتهم أنهم يتعرضون لنقص الأوكسجين المطول اثناء وجودهم داخل الرحم، وحيث ان هذا الطفل مولود في الأسبوع 37 من الحمل فإن حالته ناجمة على الأرجح إلى سوء تشكل وتنسج المادة المبطنة للاسناخ الرئوية، وهذه الحالة يتم تشخيصها بواسطة دراسة خزعة من الرئة أو اثناء تشريح الجثة، وحيث انه لم يجر تشريح للجثة فمن الصعب جدا تحديد ما إذا كان المولود مصابا بشواذات أخرى في نسيج الرئة، لذا لا يمكن استبعاد اصابته بسوء تنسج البطانة الشعيرية للاسناخ الرئوية· والد الطفل قال والد الطفل عبدالله عبدالرحمن إن إبنه توفي بعد ولادته بأربعة أيام مباشرة، بعد مسلسل من الأحداث التي تعرضوا لها، والتي سرعان ما حولت فرحتهم إلى حزن وجنازة، بسبب الإهمال وعدم الإحساس بالمسؤولية لبعض الأطباء في مستشفياتنا، وأضاف في اليوم الأول من مارس الماضي ولد الطفل في مستشفى ''الواحة'' في مدينة العين، وكان إهمال بعض الأطباء المختصين في الولادة والنساء السبب المباشر فيما تعرض له إبنه، فقد أدركت الطبيبة التي قامت بعملية الولادة بعض الإجراءات التي ينبغي أن تقوم بها للطفل وهي متعارف عليها حتى عند الدايات اللاتي يقمن بتوليد النساء بالخبرة وليس بالعلم والطب الحديث، فقد تركت الطبيبة الطفل دون أن يتم الفحص المبدئي له، ما أدى إلى نقص شديد في الأوكسجين نتيجة دخول الماء إلى الرئتين· وحينما رأت أنها وقعت في خطأ جسيم قامت الطبيبة بالإتصال بالمستشفيات المجاورة الحكومية والخاصة رغبة في تحويل الطفل لوجود جهاز خاص بسحب الماء من الرئتين، ورفضت جميع المستشفيات في مدينة العين استقبال الحالة وكانت المبررات أن بعض المستشفيات لا يوجد بها سرير شاغر، وأحد المستشفيات الخاصة المنافسة للواحة رفض استقبال الحالة بسبب عدم رغبته في التعاون مع المستشفى الأول، واضاف والد الطفل أنه اضطر الى أن يتكلم مع مستشفى توام وإقناعه بعد مناقشة طويلة مع إدارة المستشفى وموظفة تسمى خديجة، حتى وافقوا بعد مرور نصف يوم من ولادة الطفل على ادخاله· ووافق المستشفى على استقبال المولود دون أن يقبل الأم التي لم يلبث على وضعها سوى ساعات، ويتساءل والد الطفل أليس من المفروض أن تدخل الأم المستشفى مع ابنها لاستكمالها العلاج بعد الولادة؟ وأشار عبدالله الى أن رفض المستشفى استقبال الأم أثر كثيرا على صحتها، وبعد كل ذلك انتكست حالة الطفل وفي اليوم الرابع توفي وكان سبب الوفاة انخفاض ضغط الدم وتجمع الماء في الرئتين· وأعرب عن امله في وضع حد لاهمال بعض الاطباء في مستشفياتنا، وهل يرضى أي طبيب أن يتعرض لذلك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©