الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

1,5 مليون زائر ينهلون من كنوز المعرفة في معرض الكتاب بالجزائر

1,5 مليون زائر ينهلون من كنوز المعرفة في معرض الكتاب بالجزائر
24 نوفمبر 2013 21:10
حسين محمد (الجزائر) - حققت الدورة الـ18 للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر نجاحاً كبيراً بعد أن تمكّنت من استقطاب 922 دار نشر تنتمي إلى 44 دولة، وهو رقمٌ لم يسبق تسجيلُه في أيٍّ من الدورات الـ17 السابقة. وشاركت الجزائر بـ266 دار نشر، كما سجلت أغلبُ الدول العربية حضورها، ولم تتخلف فرنسا والولايات المتحدة عن المشاركة كعادتهما إلى جانب دول أوروبية عديدة، في حين شاركت الصين في المعرض لأول مرة في تاريخه. وشهد المعرض الدولي للكتاب الذي انتهت فعالياته مؤخراً إقبالاً غير مسبوق من الجمهور الذي غصّت به مختلفُ أجنحة دور النشر، خاصة الدور المحلية والعربية والفرنسية المعروفة، التي تعوّدت على المشاركة في فعاليات المعرض كل سنة، وتزامن المعرضُ مع عطلة قصيرة للتلاميذ مدتها خمسة أيام، ما جعلهم يغتنمون الفرصة لزيارته واقتناء حاجياتهم من الكتب والأقراص المضغوطة التعليمية منه، وبخاصة الكتب شبه المدرسية التي تلقى رواجاً كبيراً في الجزائر، وتشكِّل العمود الفقري لأي دار نشر بالنظر لاتساع «سوقها» الذي يشمل نحو 8.4 مليون تلميذ. وأعربت سميرة قبلي، مسؤولة بـ»المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار» التي شاركت بعدد من الكتب التاريخية والأدبية الجديدة، عن سعادتها لهذا الإقبال الكبير من القراء واعتبرته دليلاً على تنامي عدد القراء في البلد: «ليس صحيحاً أن الجزائريين لا يقرأون، هذا العدد الكبير من الزوار كل يوم دليلٌ على مدى تعطشهم للكتاب والمطالعة، المسألة مسألة تقديم كتب ذات محتوى جيّد وبأسعار في المتناول». عددٌ هائل من جهته، أبدى مصطفى قرب ذبّيح، مدير دار الهدى للنشر، ارتياحه للعدد الكبير من زوار المعرض ووصفه بـ «العدد الهائل»، وقال إن العدد تزايد في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ليبلغ السقف هذا العام، واعتبر «حسن التوقيت والتنظيم الجيّد» من العوامل المساهمة في زيادة عدد الزوار «المعرض الدولي للكتاب بالجزائر الآن هو من أهمّ المعارض العربية من ناحية حرص دور النشر العربية على المشاركة فيه، وكذا من حيث كثافة إقبال القراء، وإذا تواصل حسن التنظيم بهذا الشكل فسيصبح قريباً معرضا دوليا مرموقاً ويحتل مكانة بارزة دولياً». ويُذكر بهذا الصدد، أن دورة العام الماضي من معرض الجزائر الدولي للكتاب قد استقطبت نحو 1.2 مليون زائر بحسب المنظمين، وتشير التقديرات إلى أن عدد الزوار هذه السنة سيصل إلى نحو 1.5 مليون زائر، وساهم قطارُ الأنفاق والترامواي في تيسير وصول القراء إلى المعرض. الإقبال المكثف بدوره، يؤكد نبيل مزّي، موظف بـ»دار الجيل اللبنانية» أن معرض الجزائر الدولي للكتاب قد أصبح فعلاً «من أحسن معارض الكتب العربية» بالنظر إلى «الإقبال المكثف» للزوار من سنة إلى أخرى: «دار الجيل اللبنانية معروفة وقد شاركت في كل دورات المعرض وتلاحظ أن عدد القراء يزيدون من عام إلى آخر»، إلا أن مزّي لاحظ أن «الرقابة تشتد بدورها من سنة إلى أخرى» حيث تعرضت مختلفُ دور النشر، ومنها دار «الجيل» لزيارات فجائية للاطلاع على مضمون الكتب المعروضة مع أنه لم يُسحب أيُّ كتاب عرضته الدار، في حين تمّت مصادرة نحو 150 كتاباً من مختلف دور النشر العربية بحجج مختلفة ومنها «التشجيع على العنف والتطرف والكراهية»، كما منعت الرقابة «مذكرات شارون» من العرض في جناح إحدى الدور اللبنانية مترجَمة إلى العربية، بالنظر إلى حساسية الجزائريين الشديدة من كل ما هو صهيوني. كتبٌ للجميع من خلال جولات عديدة في المعرض وزيارة مختلف الأجنحة المحلية والعربية والأجنبية، لم يكن من الصعب ملاحظة عدم حدوث تغيُّرات في «تقاليد» القراء الجزائريين مع معرض الكتاب؛ ففي هذا الموعد من كل سنة، يزور مئاتُ الآلاف منهم شتى دور النشر، أو دوراً محدّدة، ويقومون باقتناء أصناف معينة من الكتب. وتأتي الكتب شبه المدرسية في المقدمة بالنظر إلى اتساع دائرة قراءتها كما أسلفنا، إذ ينظر التلاميذ إلى هذه الكتب على أنها دعامة كبيرة لتحصيلهم العلمي في ظل محدودية النظام التعليمي العام بالبلد، ويُضاف إليهم آلافُ الطلبة الجامعيين ومئات طلبة ما بعد التدرّج الذين يجدون ضالتهم في ما تعرّضه دورُ النشر العربية من كتب علمية ومتخصصة في مختلف المجالات المعرفية. يقول أسامة شتات، مدير «دار الكتب القانونية» بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة «كتب الدار تشكل منهلاً للطلبة الباحثين في العلوم القانونية والذين يجدون فيها كل سنة ما يبحثون عنه لإنجاز بحوثهم وأطروحاتهم»، إلا أن أسامة يستدرك أن الكتب القانونية تستقطب في الجزائر «القراء العاديين أيضاً» ما جعله يصفهم بـ»القراء المتميزين المتعطشين إلى المعرفة». وتأتي الكتبُ الدينية، التقليدية والحديثة، في المرتبة الثانية من حيث الإقبال الشعبي؛ إذ شهدت مختلفُ أجنحة دور النشر المهتمّة بالكتاب الديني رواجاً كبيراً لكتبها، إلى ذلك، يقول كمال عبدالهادي، مدير «دار البشير» بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة «عرضنا نحو 400 عنوان في مختلف المجالات المعرفية ولكن الجمهور يميل أكثر إلى الكتاب الإسلامي». وأضاف «نشارك في هذا المعرض، وكذا بمعرض قسنطينة منذ 10 سنوات، الشعب الجزائري نهِمٌ إلى القراءة ويحبُّ الكتب». «الطبخ يتفوق على الأدب» استقطبت كتبُ الطبخ والحلويات الكثير من الفتيات وربّات البيوت كما يحدث في هذا الموعد الثقافي كل سنة، في حين لا يزال الكتابُ الأدبي في الجزائر يعاني من ضعف المقروئية، سواء تعلق الأمرُ بالروايات أو المجموعات القصصية أو الشعرية، والتي لا تبيع منها دورُ النشر سوى عدد محدود. إلا أن الاستثناء حدث مع رواية «الأسود يليق بك» للأديبة الجزائرية المقيمة بلبنان أحلام مستغانمي ورواية «الملائكة تموت بجراحنا» للأديب الجزائري المقيم بفرنسا محمد مولسهول الذي أطلق على نفسه اسم زوجته «ياسمينة خضراء»، حيث تهافت عددٌ كبير من القراء عليهما لاقتناء نسخة من روايتيهما بتوقيعيهما. ونفدت 400 نسخة من رواية مولسهول المكتوبة بالفرنسية في ظرف أقل من ساعتين، وحدث الأمرُ نفسه مع رواية مستغانمي، ما يؤكد أن الجزائريين لم يعزفوا عن قراءة الروايات والكتب الأدبية عامّة، بل يريدون فقط أدباً غير تقليدي، مميزاً ولافتاً للانتباه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©