الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهاز يترجم أصوات «الأبكم» المشوهة ويحولها إلى لغة عربية سليمة

جهاز يترجم أصوات «الأبكم» المشوهة ويحولها إلى لغة عربية سليمة
24 نوفمبر 2013 23:30
محمد عبدالحميد (القاهرة) - شريف يحيى27 سنة مهندس مصري، نجح في ابتكار جهاز إلكتروني يترجم الأصوات المشوهة التي تصدر عن الأبكم، ويحولها إلى لغة عربية سليمة، مما يتيح للمعوق التواصل مع من حوله وإنهاء معاناته ومعاناة أسرته وأصدقائه في التعامل معه كما يمكن توفيره كتطبيق على الهاتف المحمول، حيث يسهل من عملية التدريب على الأصوات، وكذلك سهولة استخدامه في المواقف المختلفة ويتيح أيضا تغيير الصوت الصادر من الهاتف ليطابق الشخص، سواء كان امرأة أو رجلاً أو طفلاً، وكذلك يمكن استخدامه بالتعاون مع أخصائي التخاطب في التدرب على النطق الصحيح للكلمات. شريف يحيى تخرج في كلية الهندسة جامعة المنصورة بقسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات عام 2008 بتقدير عام جيد جدا، ونال درجة الدبلوم في تصميم الأنظمة المدمجة من معهد تكنولوجيا المعلومات ويعمل حالياً بإحدى شركات تطوير البرمجيات، وقد نال عن اختراعه هذا جائزة مالية قدرها 100 ألف دولار إثر فوزه بالمركز الثالث في مسابقة «نجوم العلوم»- النسخة العربية التي أقيمت أخيراً في قطر وفور عودته للقاهرة فوجئ بأن اختراعه تتنافس على شراء حق إنتاجه العديد من الشركات العالمية. «فأرة الكمبيوتر» ويقول إن اختراعه يحمل اسم «صوتي.. برنامج مترجِم لذوي الإعاقة في النطق» وهو صغير الحجم أقرب إلى «فأرة الكمبيوتر» حيث يمكن للمعوق الأبكم وضعه في جيبه ليسهل استخدامه ويحتوي الجهاز من الداخل على برنامج تطبيقي مزود بجهاز إلكتروني يتعرف على الأصوات المشوهة ويقوم بتحويلها فوراً إلى أصوات صحيحة يفهمها عموم الناس، كما يمكن تحويل هذا الحديث إلى نصٍ مكتوب على لوح رقمي صغير يمكن قراءته من قبل المستخدم لفحص ما تم قوله للجمهور المستهدف. وتتمثل الميزة الجديدة في آليةٍ تقوم بتحويل هذه الأصوات إلى حديث منتظم. ويشير شريف إلى أنه يعمل على فكرة هذا الاختراع منذ 7 سنوات عندما أصيب ابن عمه بمرض جعله لا يسمع ولا يتكلم وفقد التواصل مع من حوله وقد لاحظ شريف معاناته هو وغيره من الذين يواجهون مشكلات سمعية نظراً لعدم اهتمام أحد بتعلم لغة الإشارة للتواصل معهم، وهو ما جعلهم تلقائياً مهمشين في مجتمعهم، ولذلك فكر شريف في طريقة للتواصل مع هذا المعوق ودمجه مرة أخرى في الحياة الاجتماعية. ترجمة الأصوات وأوضح أن دراسته وحبه لبرامج الكمبيوتر المختلفة وتعمقه في فهم كيفية عمل الأجهزة الإلكترونية ساعده في العمل على جهاز يترجم الأصوات على مدار سبع سنوات قام خلالها بخوض تجارب عدة وتعرض في أوقات كثيرة لفشل التجربة، إلا أن هذا لم يزده إلا إصراراً على مواصلة المشوار وتلافي الأخطاء التي وقع فيها وزيادة تواصله مع نماذج شتى ممن يعانون مشاكل في النطق والكلام لفهم ما يبتغون فعله وحركة الصوت عندهم وذبذباته إلى أن منّ الله عليه أخيراً بالتوصل إلى صيغة إلكترونية مناسبة مكنته من ترجمة كافة الأصوات المشوهة وتحويلها إلى لغة عربية سليمة يسهل فهمها، كما يمكن للجهاز أن يعمل على أي من لغات العالم المختلفة بعد برمجته، مما ينهي معاناة معوقي النطق في كافة أنحاء العالم خلال فترة قصيرة. حيث يحتاج الجهاز والبرنامج إلى تدريب المستخدم عليه لعدة أيام تختلف حسب نوع الحالة ومدى قدرة المستخدم على استيعاب التدريب على استخدام تقنيات الجهاز، لاسيما وأن اختراعه يعتمد على البرمجة، سواء كانت برمجة ال Hardware أو برمجة التطبيق على الهاتف الذكي. عالم الكمبيوتر ويشير شريف إلى أنه ولد في الأول من يناير عام 1986 بمركز ميت سلسيل التابع لمحافظة الدقهلية وتخرج في مدرسة اللواء رفعت عاشور الثانوية المشتركة، وفي تلك المرحلة العمرية تعرف على عالم الكمبيوتر والإنترنت وأحب هذا العالم فنال عدة دورات متخصصة في مجال البرمجة قبل أن يلتحق بكلية الهندسة جامعة المنصورة قسم هندسة الإلكترونيات والاتصالات ليتخصص في مجال أحبه مما ساعده على الابتكار والنجاح. ويقول: مهم أن تدرس ما تحب لتفهم محتوى هذا العلم، ومن ثم تلم بمبادئه لتكون قادراً على الانطلاق وتحقيق ذاتك، وهو ما ساعدني على نيل عدة جوائز وتقديرات وأثناء الدراسة الجامعية نلت جائزة المركز الثالث على مستوى محافظة الدقهلية عام 1999 في مسابقة تكنولوجيا المعلومات وعقب التخرج نلت جائزة أفضل فكرة عام 2007 في مسابقة «روبوكون» في مصر، وتم اختياري ضمن أبرز 10 مشاركين في مسابقة «تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من أجل التغيير. ويشير شريف إلى أنه متزوج وأب لطفلة تدعى «ليلى» ولدت في شهر ابريل الماضي، مؤكداً أن قدومها كان فأل خير فقد منّ الله عليه بنقلة نوعية في طريقة برمجة اختراعه والتوصل إلى الصيغة التي حظى من خلالها بإشادة الخبراء والمهتمين بمجال البرمجيات. تحويل الفكرة إلى منتج حقيقي عن مشاركته الأخيرة في برنامج «نجوم العلوم» التي أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لدعم الجيل الجديد من المبتكرين العرب، أوضح شريف يحيى أنه بدأ العمل على الاختراع قبل قبوله في برنامج «نجوم العلوم» بشكل مبدئي لكي يثبت أنه قادر على إثبات فكرته فقط، ولكن من خلال البرنامج استطاع تحويل الفكرة بشكل فعلي إلى منتج حقيقي حظي بإشادة القائمين على المسابقة، وفي مقدمتهم العالم المصري الشهير الدكتور فاروق الباز، مما مكنه من نيل المركز الثالث في المسابقة التي يلعب فيها تصويت الجمهور في كافة الدول العربية دوراً كبيراً في ترتيب المتسابقين. وأشار المخترع المصري إلى أنه لم يحصل على أي اهتمام من قبل المسؤولين في مصر، في حين حصل على اهتمام مؤسسات عالمية عدة، لافتاً إلى أنه منذ عودته للقاهرة تلقى عدة اتصالات من شركات ومؤسسات مصرية ودولية ترغب في إنتاج الجهاز، ولكنه لم يبت حتى الآن في أنسب العروض بالنسبة له، وإن كان يرغب في أن تتولى شركة مصرية أو عربية إنتاجه ليستفيد منه نحو 10 ملايين أصم وأبكم عربي منهم 3 ملايين في مصر، مؤكداً أن الجدوى الاقتصادية لهذا الاختراع كبيرة جداً لمصر، حيث يمكن من خلالها دمج هؤلاء المعوقين في المجتمع والاستفادة منهم في مجالات العمل المختلفة بدلاً من أنهم عبء على أسرهم، لأن الغالبية منهم عاطلون عن العمل لعدم توفر أعمال مناسبة لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©