أبوظبي (وام)
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أن دولة الإمارات ترتبط بعلاقات تاريخية متميزة وودية بجمهورية روسيا، تتسم بالاستقرار، ومبنية على روح التفاهم والاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها.
جاء ذلك، خلال ترؤس سموه أمس أعمال الاجتماع الخامس للجنة المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية في ديوان عام الوزارة والتي تم خلالها بحث سبل توطيد علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين.
وترأس الجانب الروسي معالي دينس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة، بحضور معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة، وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين من مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات في البلدين.
ورحب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في بداية الاجتماع بوزير الصناعة والتجارة الروسي، وأعضاء وفد بلاده في الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في أعمال اجتماع الدورة الخامسة للجنة المشتركة بين البلدين.
وقال سموه «في الإمارات نثمن بشكل كبير العلاقة بين البلدين ومدى تطورها في السنوات الماضية، ونعتقد أن في اجتماعنا الخامس للجنة المشتركة، هناك فرص عديدة ومتنوعة لمراجعة هذه العلاقة، والبحث في فرص إنجاحها أكثر، وأيضاً لتذليل الصعوبات كافة إنْ حصلت لتطوير هذه العلاقة، إنْ كانت في الجانب الحكومي أو بين القطاع الخاص في البلدين».
وأضاف سموه «لا شك أن العلاقة التي تعززت في السنوات الماضية بين قيادتي البلدين أثرت بشكل إيجابي في تطوير هذه العلاقة، وهناك زيارات واتصالات مستمرة، وتبادل لوجهات النظر حول العديد من التحديات والقضايا في المنطقة»، منوهاً سموه بالاتصال الأخير الذي جرى بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى القوات المسلحة وفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وما تم فيه من توجيه واضح للدفع بالعلاقة بين البلدين، وتوجيه لنا في اللجنة المشتركة لتطوير هذه العلاقات.
وقال سموه إن الزيارة الأخيرة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أكتوبر الماضي، شهدت الكثير من التعاون وتبادل وجهات النظر حول قضايا المنطقة، وشهدت اهتماماً من قيادتي البلدين، وحرصهم على تطوير العلاقات، خاصة الاقتصادية، مضيفاً سموه «إن العلاقات بين البلدين مهمة، ونعتقد أنه لا بد من الاستمرار في تطويرها، وبحث إمكانية تعزيزها، وتنفيذ الاتفاقيات الموجودة أو بحث بعض الاتفاقيات التي ما زالت قيد الدراسة».
ورحب سموه بالدعم المستمر بين البلدين، خاصة في المنظمات الدولية والمشاورات بين وزارتي الخارجية في البلدين، وفي الإطار الدولي.
وقال سموه «لا شك أن حجم الوفد الإماراتي والروسي في اجتماعات اللجنة، يعكس مدى اهتمام البلدين بتطوير هذه العلاقة، وتنوع الوفدين من مختلف القطاعات نعتقد أنه يعكس الرغبة الحقيقة ليس فقط في الجانب الحكومي، ولكن في جانب القطاع الخاص كذلك»، معرباً سموه عن اهتمامه بزيادة الرحلات الجوية بين البلدين وتنوعها، وتعزيز التعاون في المجال السياحي والنقل والاستثمار فيهما.
وقال سموه إن أعمال اللجنة شهدت الكثير من الحوارات البناءة، وتقدم بالشكر لأعضاء اللجنة التحضيرية ورئيسي اللجنة، مشيداً بعملهم الدؤوب لتقديم توصياتهم للجنة الوزارية.
من جهته، قدم وزير الصناعة والتجارة الروسي الشكر لسمو الشيخ عبدالله بن زايد على حسن الضيافة والاستقبال، ونوه بالعلاقات المتميزة بين البلدين.
وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير الصناعة والتجارة الروسي في نهاية الاجتماع، بالتوقيع على المحضر النهائي للدورة الخامسة لاجتماع اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا.
كما شهد سموه ووزير الصناعة والتجارة الروسي، مراسم التوقيع على مذكرتي تفاهم، الأولى في مجال التعاون الرياضي، وقعها عن جانب الدولة إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وإلكسندر إيفموف سفير روسيا لدى الدولة، والثانية مذكرة تفاهم في مجال الملكية الفكرية، وقعها عن جانب الدولة محمد أحمد الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، وإلكسندر إيفموف سفير روسيا لدى الدولة.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في بيان صحفي عقب توقيع الوثائق القانونية «يسعدني أن أعبر عن بالغ التقدير والامتنان بأن اجتماعات اللجنة المشتركة الإماراتية الروسية كانت في غاية النجاح، فالعلاقات الثنائية بين البلدين استراتيجية، فروسيا الاتحادية شريك مهم للإمارات، ونتطلع أن تتنوع مجالات التعاون فيما بيننا».
وجدد سموه استهجان الإمارات واستنكارها للأعمال الإرهابية التي شهدتها الكثير من الدول في الآونة الأخيرة، خاصة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء بجمهورية مصر العربية، والحادثة الأخيرة التي وقعت للطائرة الروسية العسكرية في سوريا.
وقال سموه «يرتبط البلدان بشراكة وثيقة نمت في السنوات الماضية، ونحن نعتقد أن هذه العلاقة تستحق المزيد من العمل لتطويرها والاستمرار في تنوعها».
وأضاف سموه «هناك اهتمام كبير بزيادة تدفق الاستثمارات بين البلدين، ونعتقد أن ما تقوم به حالياً شركة مبادلة والصندوق الروسي للاستثمار، دليل آخر على ما وصلت إليه العلاقة من ثقة وتعاون، ولا شك أن توقيع مذكرات تفاهم في جوانب تتعلق بالملكية الفكرية والتعاون الرياضي، يعكس مدى تنوع هذه العلاقة ليس فقط في الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية، بل وحتى في الجوانب الرياضية، وفي الجوانب الاقتصادية المعنية بحماية الملكية الفكرية». وقال سموه «نعتقد أن هذه الجوانب ستتعزز أكثر، ليس فقط بيئة الاستثمار وبيئة التعاون الاقتصادي والتبادل الاقتصادي بين البلدين، ولكن ستتعزز بيئة التعاون والترابط بين الشعبين البلدين». وتقدم سموه لوزير الصناعة والتجارة الروسي بالشكر على دوره في تعزيز العلاقة بين البلدين، وقال «إن دوركم وحرصكم على لعب دور كبير وقوي لتمتين هذه العلاقة، ولا شك أن توجيه قيادتي البلدين يهدف إلى التعاون في المجالات كافة».
من جانبه، وجه معالي دينز مانتروف وزير الصناعة والتجارة الروسي الشكر لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على استضافة أعمال اللجنة، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين تأسست خلال السنوات الأخيرة على التعاون المباشر بين قيادتي البلدين.
ووجه الشكر كذلك للقائمين على أعمال اللجنة والتي ساهمت في تعزيز التعاون بين البلدين في المجال الاستثماري والاقتصادي والتجاري والتعاون ما بين رجال الأعمال.
وقال «وبالإضافة إلى اهتمامنا بالعلاقات الثنائية، فإننا نحرص على التعاون الثلاثي مع دول أخرى، ومن المعروف أن لدينا بعض المشاريع المشتركة في دول أفريقيا وأميركا اللاتينية، وفي الشرق الأوسط، ومن ضمنها كوبا وموزمبيق وزيمبابوي وباكستان ومصر، ونأمل في أن يعطي هذا التعاون إمكانات وفرص لتعزير علاقتنا، بالإضافة إلى تعزيز تدفق الاستثمارات وازدياد التبادل التجاري بين بلدينا». وأعرب عن أمله في الحفاظ على الديناميكية الحالية لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، بما فيها مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة والثقافة، منوهاً بتوقيع مذكرتي تفاهم بين روسيا والإمارات في مجال الملكية الفكرية والرياضة، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال التعاون الفضائي التي تم التوقيع عليها سابقاً.
ووجه وزير الصناعة والتجارة الروسي الشكر لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على جهوده في تطوير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وعلى جهوده وحرصه على تطوير العلاقات الاقتصادية، متمنياً كل النجاح والتوفيق في تطوير المشاريع ومجالات التعاون المشتركة التي تم بحثها في أعمال اللجنة المشتركة.
علاقات ثنائية
التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في وقت سابق أمس، معالي دينس مانتروف وزير الصناعة والتجارة الروسي. وتم خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، خاصة في المجالات الصناعية والتجارية والاقتصادية، كما تم تبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع في المنطقة. حضر اجتماعات اللجنة واللقاء، خالد غانم الغيث مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتعاون الدولي، وعمر سيف غباش سفير دولة الإمارات لدى روسيا.
عدد اليوم
