بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي امسية موسيقية أحيتها أوركسترا هيرميتاج الروسية بحضور السفير الروسي والسفير السويدي في الدولة، والتي استهلتها هدى كانو عضوة مجلس ادارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بكلمة ترحيب قدمت فيها العرض السيمفوني·
أوركسترا هيرميتاج تأسست كفرقة لطلاب معهد بطرسبورغ الموسيقي من قبل قائد الاوركسترا البروفيسور سولوس سونيديكيس فنان الشعب في الاتحاد السوفييتي سابقا والحائز على الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في المسابقة التي عقدتها مؤسسة هبريرت فون كازاجان اس المايسترو سونيديكيس مؤسس اوركسترا موسيقى الحجر الليتوانية هذه الفرقة اعتمادا على كل تجربته الشاسعة والمهمة والغنية في القيادة والذوق الموسيقي الرفيع والجرأة الخلاقة والقدرة على التجريب، وفي الوقت نفسه احترام كل التقاليد الموسيقية واسلوب الأداء الساحر والحرفية رفيعة المستوى، حيث لم تستغرق الفرقة وقتا طويلا لتصبح أفضل فرقة موسيقية في روسيا·
حصلت الاوركسترا في عام 1994 على مكانة خاصة كونها أوركسترا هيرميتاج، ثم قامت بعدد من الجولات الناجحة في اوروبا واميركا واليابان وكوريا الجنوبية وشاركت في العديد من المهرجانات العالمية، يقود الفرقة الآن المايسترو ماتس ليخفوروس كونه قائدا لأوركسترا البلطيق الموسيقية وأوركسترا هيرميتاج واوركسترا الحجرة الملكية السويدية، كما انه المشرف الفني لمهرجان القصر الملكي الموسيقي ومهرجان البلطيق الدولية·
امس الأول عزفت اناستاسيا خيتروك على الكمان وتفننت في استنطاقه حتى وصلت الى مرحلة التماهي مع الآلة بشكل اثار اعجاب الجمهور الذي قابلها بعد انتهاء عزفها بالتصفيق الحار وقوفا تحية لما قدمته من براعة في هذا التعدد المتوالي واللامتناهي في توليف النغمات والانتقال من نغمة الى اخرى بسرعة هائلة وببراعة لا توصف·
كان جو من السكون يعم قاعة المجمع الثقافي وليس هناك سوى النغمات الاوركسترالية والتي سيطر عليها الكمان تعطر أجواء القاعة الصامتة·· مقاطع من العزف تتواصل لتنهي النص الموسيقي الذي بدا هادئا ثم انتقل صاعدا الى قمة الموجة التي بدت تتلاعب على خشبة المسرح، شيء من التوحد والغيبوبة والتماهي كلها تسيطر على جسد عازف الكمان الذي اخذ ينطق لغات موسيقية متعددة توزعت بين النغمات الطويلة والقصيرة جدا والتي من الصعب ان تضعها يد عازف إلا من خبر الحرفة وبرع فيها ليقدم أجمل ما انتجته البشرية بل ليقدم امكانية الانسان على التوحد مع ذاته أو مع آلته التي عرف كيف يستنطقها، كل ذلك اثار الاعجاب فبدت الدهشة واضحة المعالم على الجمهور الذي انبهر بما قدم من عزف في القسم الأول من الحفل·
ثم عزف عمل ''هايدين'' سيمفونية رقم ،83 أعقبها عزف سيمفونية كلاسيكية لبروكوفييف والتي قدمت بإطار متناسق وبدقة متناهية· ويبدو ان المايسترو ماتس ليخفوروس نفسه قد احس بروعة ما قدمته اناستاسيا فبدا غير مصدق لهذا الاداء العالي والمهارة المموسقة بين حركة العصا فوق أوتار الكمان وحركة يديها واصابعها فوق نهايات الأوتار، حتى ان المشاعر كانت بمجملها وعيون الحضور ترنو لهذا التألق والتناسق الهرموني الذي تلاعبت به اناستاسيا لتقدم ربما افضل واجمل ما لديها فاستحقت كل التقدير والاعجاب من أكف المشاهدين التي لم تسكت عن التصفيق·
عدد اليوم
