الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نصف إنتاج مفدي زكريا ضائع

نصف إنتاج مفدي زكريا ضائع
27 نوفمبر 2015 21:21
مختار بوروينة (الجزائر) تعمل مختلف هياكل جمعية مفدي زكريا، وبشكل مكثف داخل الجزائر وخارجها على جمع كل أعمال شاعر الجزائر والمغرب العربي، والسعي إلى توثيقها كتراث أدبي مغاربي عربي لشاعر ملتزم تجاوز حدود بلده في التعبير عن قيم إنسانية مشتركة في أسمى معانيها. وقال جابر باعمارة، الأمين العام لمؤسسة مفدي زكريا، في حديثه لـ«الاتحاد» أن المؤسسة عرفت بعض الصعوبات في جمع أرشيف الشاعر مفدي زكريا بحكم تنقله بين عواصم المغرب العربي الذي آمن به من منطلق وحدة الدم والأخوة والمصير المشترك، وفي مرحلة تشهد رحيل أصدقاء الشاعر الذين عرفوه عن قرب ومنهم الذين كانوا يتلقون مراسلاته. واتخذت الجمعية من العمل التوثيقي للدكتور? ?محمد ناصر الذي يسرد بعض الأعمال للشاعر مفدي زكريا كقائمة مرجعية في البحث، وهي على يقين أن هناك أكثر من ذلك بالإشارة إلى الهوامش التي يثيرها عمله كإحالات مفتوحة على عناوين أخرى. وعلى غرار ما تقوم به عبر الملتقيات التي تحظى في السنوات الأخيرة باهتمام رسمي، جمعوي وأكاديمي، وعبر مراسلاتها ونداءاتها لكل من عرف «مفدي» أو لديه وثيقة أو صورة له أن يمدها بنسخة منها، فهي الآن بصدد الاتصال المباشر بأصدقاء الشاعر في الجزائر وتونس والمغرب، وتكثيف الاتصالات مع بعض الأساتذة والباحثين وببعض الصحف في هذه الأقطار مثلما حصل مؤخراً مع إحدى الصحف المغربية التي أفادت الجمعية بمقالاته وقصائده، والأمر يتواصل مع عائلة أحد أصدقائه المقربين في تونس التي لديها كم هائل من الرسائل والمقالات، في انتظار تحقيق ما أعلن عنه نجل الشاعر والوزير السابق، سليمان شيخ، من قيامه قريباً بنشر نصوص والده التي لم يسبق نشرها، ومن دون شك ستثير نقاشات ساخنة كالرسالة التي وجهها للرئيس أحمد بن بللا في السنوات الأخيرة من حكمه، ومواقفه من قضايا سياسية أثناء حكم هواري بومدين حيث أظهر معارضته للكثير من القرارات كتأميم الأراضي الفلاحية ونزعها من ملاكها. وسجل باعمارة أنه إثر نداء أرسل عبر أثير الإذاعة الوطنية مؤخراً تفاجأ باتصال من أحد المستمعين من جنوب صحراء الجزائر ليرسل له صوراً نادرة عن جنازة مفدي زكريا التي غابت عنها الصحافة، وكونه ضابطاً في الشرطة، فهو الوحيد الذي أخذ صوراً للمناسبة. واعتبر الرقم المصرح به من قبل أحد المؤرخين «تقريبي»، بالإشارة إلى المؤرخ محمد لحسن زغيدي الذي قال إن ما نشر إلى غاية اليوم من أعمال الشاعر مفدي زكريا «لا يفوق 50 بالمائة» من حجم مؤلفاته التي كللت 52 سنة من مساره الأدبي، والتي نشرت في مختلف الجرائد الجزائرية والمغاربية، وكذلك النصوص غير المنشورة بعد. وكان الدكتور زغيدي قد ذكر مؤخراً على هامش أحياء الذكرى الـ38 لرحيل الشاعر أن التراث الذي تركه مفدي زكريا يضم على غرار الأغاني الثورية بالعربية الفصحى، عدة نصوص باللغة العامية وأغانٍ وقصائد شعرية عن الحب، ونصوص مسرحية وأخرى تتناول مواضيع في السياسة إضافة إلى نصوص نقدية. ونشر مفدي زكريا الذي اشتهر بكتابة النشيد الوطني الجزائري «قسماً بالنازلات الماحقات»، ما بين 1962 و1972 أربع مجموعات شعرية، وكانت أول قصيدة شعرية تم نشرها قد أهداها إلى سكان الريف من أهل المنطقة الأمازيغية الواقعة في شمال المغرب والذين ثاروا في 1925 بقيادة عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار الفرنسي - الإسباني. وتوجهت الجمعية باقتراح إلى وزارة التربية لإدراج «إلياذة الجزائر» التي تتكون من ألف بيت وبيت تتغنى بأمجاد الجزائر في المنظومة التربوية، لأن فيها مقومات بناء شخصية فرد جزائري متزن، وكخلاصة لتاريخ الجزائر وإزالة ما علق به من شوائب وتزييفات.صاحب «اللهب المقدس» و«فداء الجزائر» مدفون في مسقط رأسه في «وادي ميزاب» بغرداية التي ولد بها في 12 يونيو 1908 ببني يزقن (غرداية) حيث تلقى تعليمه الابتدائي قبل أن يلتحق في 1920 بالبعثة العلمية لمنطقة الميزاب في تونس حيث واصل دراسته في جامعة الزيتونة التي تخرج فيها. وكان الشاعر مناضلاً في صفوف نجم شمال أفريقيا، ثم في حزب الشعب الجزائري، وقد سجن في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، والتحق غداة اندلاع ثورة التحرير الجزائرية بجبهة التحرير الوطني التي قادت الكفاح المسلح، ليعتقل مرة أخرى بين 1956 و1959، ثم يستقر في المغرب وبعده تونس حيث وافته المنية في 17 أغسطس 1977.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©