الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطائرات بدون طيار: طلعات تتناقص

23 نوفمبر 2013 23:31
بعد ستة أشهر من إعلان أوباما عزمه على تغيير خطة إدارته فيما يتعلق بالضربات الجوية القاتلة للطائرات من دون طيار، تراجع عدد تلك الهجمات بشكل كبير بفضل أنظمة التوجيه الأكثر دقة للصواريخ التي تحملها تلك الطائرات. وكان أوباما قد وعد أيضاً بجعل مهمات تلك الطائرات أكثر شفافية، إلا أن ستاراً سميكاً من السرّية ما زال يغلف تفاصيلها ونتائجها. ويوم 5 نوفمبر الماضي، صوّتت لجنة الاستخبارات التابعة للكونجرس الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، على مشروع قرار يلزم إدارة البيت الأبيض بالكشف عن عدد المدنيين والعسكريين الذين يلقون حتفهم بسبب الغارات التي تقوم بها الطائرات من دون طيار. وصوّت أعضاء اللجنة أيضاً لصالح مشروع قرار آخر يطالب بإنجاز المزيد من التحقيقات والاستطلاعات الاستخباراتية قبل إقدام البيت الأبيض على التصريح للطائرات من دون طيار بضرب المواطنين من أصل أميركي أو الحلفاء المقيمين في مناطق التوتر. وسبق لتلك الطائرات أن قتلت 5 أميركيين منذ عام 2002 رغم أحدهم ينتسب لتنظيم «القاعدة» هو أنور العولقي (اليمني الأصل) الذي تم الإعلان عن مصرعه في 30 سبتمبر 2011. وقال الديموقراطي «رون وايدن»، النائب عن ولاية أوريجون وعضو لجنة الاستخبارات خلال جلسات المناقشة: «يجب أن يعلم الأميركيون بالحقائق الأساسية حول الأخطاء التي يتم ارتكابها فور حدوثها عند تخطيط طلعات الطائرات من دون طيار، ولابد أن يكونوا على دراية بالطريقة التي ستتصرف بموجبها الحكومة الأميركية عندما يُقتل أميركي متورط في النشاطات الإرهابية بسبب تلك الطلعات». وهذه القيود الجديدة التي تعدّ جزءاً من قانون استخباراتي أكثر شمولا، ربما لن تُكتب لها فرصة التنفيذ. ورغم أن الجمهوريين في اللجنة الاستخباراتية صوتوا لصالحها، فإن أغلبهم عارضوا التعديلات المقترحة عليها. ولم يتخذ البيت الأبيض موقفاً من هذه القضية حتى الآن. وقالت كيتلين هايدن، الناطقة باسم «مجلس الأمن القومي» إن إدارة البيت الأبيض كانت دائماً تتوخى جانب الشفافية فيما يتعلق بمهمات هذه الطائرات. وأضافت: «لقد حرص الرئيس على الالتزام بالتعامل مع هذه المهمات بأقصى درجات الشفافية، وسوف نواصل مشاركة الشعب الأميركي والكونجرس والمجتمع الدولي المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع قدر الإمكان». وخلال خطاب ألقاه في شهر مايو الماضي في «الجامعة القومية للدفاع»، قال أوباما إنه وقّع على الخطوط العريضة لسياسة موجهة ترسي معايير استقصائية جديدة تسبق أوامر البيت الأبيض بتنفيذ الهجمات القاتلة إلى الطائرات من دون طيار. وقال إن على وكالة الاستخبارات المركزية أن تقرر ما إذا كان الهدف المقصود الذي يُراد تدميره يمثل «خطراً كامناً» أم أنه «خطر كبير». وأضاف إلى ذلك قوله إن الإدارة لن تتخذ قراراً بشأن هذه الطلعات ما لم تتأكد «بشكل شبه تام» من أن المدنيين لن يصابوا بأذى. وانخفض عدد هجمات الطائرات من دون طيار بالفعل قبل حلول شهر مايو الماضي، لكن التوصيات الجديدة سوف تخفض هذا العدد أكثر فأكثر. وتمكنت دوريّة «ذي لونج وور جورنال» التي تتكفل بمراقبة هجمات الطائرات من دون طيار عبر تقارير إخبارية متتابعة، من إحصاء 22 ضربة خلال هذا العام في اليمن، هبوطاً من 42 ضربة خلال العام الماضي. وأحصت 25 هجمة في باكستان هذا العام، هبوطاً من 46 هجمة العام الماضي بعد أن كان العدد قد بلغ الذروة عام 2010 بواقع 117 هجمة. ولم تُسجل في الصومال هذا العام إلا هجمة واحدة لطائرة من دون طيار. وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن هجمات الطائرات من دون طيار قتلت عدداً قليلا نسبياً من المدنيين، إلا أنهم رفضوا الحديث عن أرقام محددة. وقالت الدوريّة المذكورة إن 11 مدنياً قتلوا في باكستان هذا العام، واثنان في اليمن، إلا أن بعض التقديرات الأخرى ترفع هذه الأعداد إلى أكثر من ذلك بكثير. وفي شهر يونيو الماضي، أُطلق صاروخ موجّه من طائرة بدون طيار نحو سيارة دفع رباعي يستقلها قائد تنظيم «القاعدة» في اليمن، دون أن ينتبه ضباط وكالة المخابرات المركزية إلى وجود شقيقه الأصغر ضمن السيارة. وما لبثت الوكالة أن أعلنت عن أن عمْرَ الشقيق يتراوح بين 6 و13 عاماً. وعمدت الوكالة إلى تقديم تقرير ملخص عن هذه العملية أمام الكونجرس، لكنها رفضت الكشف عنه للرأي العام، كما رفضت وكالة الأمن الوطني من جهتها التعليق على هذه القضية. وقالت السيناتورة ديان فاينشتاين، رئيسة لجنة الاستخبارات في الكونجرس، إن عدد القتلى من المدنيين بسبب هجمات الطائرات من دون طيار، أقل بكثير مما يتم تداوله في أوساط المنتقدين. وأشارت إلى أنها هي التي أوعزت للبيت الأبيض بالكشف عن البيانات المتعلقة بهذا الموضوع «حتى يعلم الأميركيون مدى الدقة العالية التي يتم الاحتكام إليها في مثل هذه الحالات». ويعود انخفاض عدد طلعات الطائرات من دون طيار بشكل جزئي لانخفاض عدد القادة الإرهابيين المعروفين الذين يتعين اغتيالهم. وفي باكستان، انحسرت نشاطات تنظيم «القاعدة» بشكل كبير رغم وجود بقايا مشتتة منه ما زالت تمارس أعمالها الإرهابية في أماكن قليلة. ومع ذلك، قال خبراء إن الضربة التي نفذتها طائرة من دون طيار في الأول من نوفمبر الجاري وأدت إلى مصرع قائد تنظيم «طالبان» باكستان، حكيم الله مسعود، وهو مُخطِّطُ التفجير الانتحاري الذي أدى إلى مصرع سبعة من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأميركية في ديسمبر 2009 شرق أفغانستان، تثبت أن الطائرات من دون طيار لا تزال تمثل سلاحاً فعالا ضد الإرهاب. كين ديلانيان واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي.تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©