الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة للكتاب يختتم بندوة عن «تجربة الكتابة»

البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة للكتاب يختتم بندوة عن «تجربة الكتابة»
26 نوفمبر 2011 22:35
اختتمت مساء أمس الأول فعاليات البرنامج الثقافي الموازي للدورة الثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي اشتمل على قرابة الثلاثمائة فعالية إماراتية وعربية وأجنبية توزعت على حقول الأدب والقراءات الشعرية والقصصية والبحث النقدي الأدبي والفكري والأمسيات الشعرية والقضايا الثقافيـة وما ارتبط بها من حفلات توقيع الكتب وكذلك أدب الطفل فضلا عن فعاليات أخرى ذات طابع مؤسساتي مرتبط بشكل أو بآخر بإدارة المعرض، حيـث جـرت جميـع هذه الفعاليــات في أرض المعارض الكبرى (إكسبو الشارقة) في الموقع نفسه الذي أقيم فيه المعرض. أيضا، ولمناسبة دورته الثلاثين، استحدثت إدارة المعرض ولأول مرة في تاريخه، فعالية “ضيف شرف المعرض” فكانت المملكة العربية السعودية هي الضيف الأول التي شاركت ببرنامج ثقافي خاص بها ضمن فعاليات البرنامج الثقافي الخاص بالمعرض ككل، وكذلك استحدثت فعالية “الاحتفالية بثقافة مجاورة” فكانت الثقافة الهندية هي أول ثقافات الجوار العربي المحتفى بها. ومساء أمس الأول وفي قاعة الملتقى رقم (1) التي شهدت أبرز فعاليات البرنامج الثقافي، أقيمت الندوة الأخيرة من سلسلة الندوات التي استضافت خلالها إدارة المعرض طيفا واسعا من الروائيين المحليين والعرب من الذين برزت أعمالهم عبر نيْلها جوائز معينة أو ترشحها ضمن قائمتي الجائزة العالمية للرواية العربية، فكانت ندوة “الكتابة: تجارب وأسرار.. روايتا صائد اليرقات ومرتفعات بروكلين نموذجا”، وشارك فيها الروائيان أمير تاج السر من السودان وميرال الطحاوي من مصر، وأدارها القاص ابراهيم مبارك. “صائد اليرقات” تحدث أولا الدكتور أمير تاج السر، صاحب رواية “صائد اليرقات” التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لدورتها العام الماضي، فأشار إلى أنه يكتب في الاتجاهين (التاريخي والمعاصر) مؤكدا أنه يكتب التاريخ كما يتخيله لا كما يعرفه وذلك في سياق حديثه عن المصادر التي استلهم منها بعضا من أعماله الروائية ومحاذير الكتابة في هذا الاتجاه. وعن الاتجاه الآخر ممثلا برواية “صائد اليرقات” قال الروائي أمير تاج السر الذي يعمل طبيبا جرّاحا “في أحد الأيام وكنا في أسبوع مناوبة، جيء بثلاث ضحايا لعربة أمنية كانت في مهمة تلصص على مزرعة في الضواحي وانقلبت في عملية مطاردة. سائق العربة توفي والثاني أصيب بارتجاج في المخ أفقده الذاكرة والثالث قمنا ببتر ساقه، وانتهى الأمر بالنسبة للعمل الطبي، لكنه لم ينته روائيا. ووجدت نفسي في العام الماضي أجلس بلا سبب معين، أسترجع ذلك الحادث القديم، أربطه بحوادث أخرى، وطرائف مرّت بي في موضوع الكتابة، وأنتج صائد اليرقات”. وأضافك “كنت منتشيا حقيقة وأنا أكتب تلك الرواية وأستمتع بها بشكل غريب، وأنهيتها في أقل من شهر، كأنها كانت تكتب نفسها بنفسها، وقلت في نفسي مرارا: تكفي هذه المتعة حتى لو لم تنجح الرواية، لكنها فاجأتني ونجحت، وكان يمكن أن تنجح أكثر، والآن تُذكر كلما ذكر اسمي ولا ألتقي بأحد إلا سألني عنها وعن طقوس كتابتها لدرجة أنني بتّ أشفق على أعمال أهم منها، لم تنل مثل هذا الحظ”. وفي صدد طقوس الكتابة لديه قال أمير تاج السر “أميل إلى الكتابة في الأماكن العامة بالرغم من أنني رتبت مكانا جيدا للكتابة في بيتي ولم أستخدمه مطلقا. أميل إلى الجلوس في مكان ضاجٍّ، يتحرك فيه الناس جيئة وذهابا وأنفصل بسهولة عن ذلك العالم عندما تتدفق عندي الكتابة” مضيفا “تعتبر أيام الكتابة عندي أكثر الأيام كآبة ذلك أنها تأتي لترجَّني وتبعدني عن الاسترخاء وتحولني إلى مرجل يغلي ووالد مهزوم أمام أبنائه، لا يسأل عنهم ولا يهتم بدراستهم، لذلك أتمنى ألا تأتي الكتابة أبدا لكنها تأتي”. «مرتفعات بروكلين» أما الروائية ميرال الطحاوي فتحدثت عن تلك الخبرة الإنسانية التي اكتسبتها من خلال عملها أستاذة جامعية في أميركا بين العديد من التناقضات الإثنية والثقافية والدينية معتبرة إياها تفاصيل تخص روايتها “مرتفعات بروكلين” التي وصلت بدورها إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية العام الماضي أيضا. غير أن الطحاوي بدأت من بعض المؤثرات التي جعلت منها كاتبة منذ مطلع حياتها ونشأتها في بيئة محافظة في شرق مصر، ثم انتقالها إلى أميركا وإلى بروكلين تحديدا التي هي مركز هجرة لليهود والعرب معا، فأشارت إلى أنه قد تعرفت إلى البعض من عرب أميركا الذين لديهم توصيفات مختلفة لكونهم عربا تختلف عن ما نعهده هنا في المنطقة العربية، وذلك في سياق تعرضها للعديد من المواقف والصراعات والقصص المحزنة خصوصا مع الجالية السودانية المنقسمة على نفسها هناك إلى شمال وجنوب. وأشارت الطحاوي إلى اكتشافها معنى آخر للحرية يتمثل في أن يمشي المرء في شوارع لا يعرفه فيها أحد، كما أشارت أيضا إلى أن الذين يغادرون بلادهم لا يحملون معهم أديانا وأفكارا مسبقة وثقافات بل أوطانهم ذاتها في حين أن أميركا لم تعد تلك البوتقة التي ينصهر فيها كل ذلك التنوع بين البشر خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وأنهت حديثها بأنْ قاربت بين أولئك المهاجرين وكلاب البحر التي تولد على شاطئ كاليفورنيا الدافئ لتغادره ثم تعود إلى المكان ذاته الذي انطلقت منه بهدف التكاثر ثم تغادره ثانية لتعود إليه مرة ثالثة لتموت وقد انقضت دورة العمر التي لا تتجاوز السنوات الخمس.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©