الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داعش» وخيار «الحظر الجوي» في سوريا

6 ديسمبر 2014 22:50
منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في مطلع 2011، كان أوباما يقاوم دعوات الكونجرس بإقامة منطقة حظر جوي في البلاد. وها قد علمنا الآن أن أحد كبار مبعوثي أوباما يتفاوض بشأن خطة كهذه مع تركيا. وسيطلق على العرض الجديد «منطقة صد جوية»، وهي منطقة عازلة بداخل سوريا على طول الحدود التركية، وستتم حراستها من قبل القوات التركية، تحت حماية القوات الجوية الأميركية. وذكر ثلاثة من كبار المسؤولين الأميركيين أن الهدف من إنشاء المنطقة هو توفير بعض الحماية لقوى المعارضة والمدنيين السوريين ضد هجمات «داعش» ونظام بشار الأسد، إلى جانب زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر هذه المنطقة. وسبق أن طرحت الحكومة الفرنسية الفكرة عام 2012، وقيل إن وزيرة الخارجية الأميركية في ذلك الوقت «هيلاري كلينتون» كانت تؤيدها. وقد ناقش «جون آلين»، منسق بارز في إدارة «أوباما» للتحالف الدولي ضد «داعش»، فكرة «منطقة الصد الجوي» مع كبار المسؤولين الأتراك خلال زيارته مؤخراً إلى أنقرة. وإذا وافق أوباما على الخطة، فإن ذلك سيعني تحولاً عن سياسته السابقة. فمنذ 2012، كان البيت الأبيض يقاوم دعوات من كلا الحزبين بإقامة مثل هذه المناطق المحمية في سوريا، لأنها ستشكل عبئاً كبيراً على القوات الجوية الأميركية وتعرض طياريها للخطر. كما كان البيت الأبيض يخشى أن منطقة حظر جوي ستجر الولايات المتحدة إلى حرب مع النظام السوري في الوقت الذي تحاول فيه شن حرب ضد «داعش» و«القاعدة»، وهما الجماعتان اللتان تقومان بمحاربة النظام. وحتى الآن، لم يتم ذكر هذه المنطقة بشكل رسمي على مستوى مجلس الأمن القومي، ولم يتخذ أوباما أية قرارات بشأنها. وقال مسؤول أميركي إن «المحادثات في تركيا تعد خطوة جيدة للأمام، حيث يأخذ كلا الطرفين منطقة حظر الطيران بجدية، ولكن في نهاية اليوم سيكون على الرئيس الموافقة عليها، وسيكون ذلك تحولًا كبيراً في السياسة». وذكر أحد النواب «الجمهوريين» أن «آلين» واجه معارضة لأفكاره حيال كيفية دفع المهمة ضد «داعش» من قبل القيادة السياسية للإدارة. وأشار بعض كبار المسؤولين إلى أن «آلين» ناقش العرض كجزء من اتفاق سيشمل أيضاً تصعيد تركيا لقتالها ضد «داعش» بوسائل أخرى، من بينها استخدام القوات التركية داخل سوريا للاستطلاع من أجل الضربات الجوية الأميركية والسماح للطائرات الأميركية بالقيام بمهمة ضد «داعش» من قاعدة «إنجريليك» الجوية التركية. وحتى الآن، لم تسمح تركيا سوى بإطلاق طائرات من دون طيار من هذه القاعدة. ويعد هذا الاتفاق نسخة مصغرة من عروض سابقة من الأتراك، حيث إنه لا يشمل غارات جوية استباقية للتخلص من أنظمة الدفاع الجوية التابعة لنظام «الأسد». وبدلاً من ذلك، سيتم الإعلان عن محيط المنطقة مقدما، ولن يتم التعامل مع القوات السورية إلا إذا انتهكت هذه المنطقة. ومن بين الأمور التي تحتاج إلى توضيح هو حجم المنطقة. ويعتقد بعض المسؤولين أنه إذا سعت الولايات المتحدة وتركيا لتحقيق نطاق العزل في أقل حجم ممكن، فإن المكاسب المترتبة على وجود هذه المنطقة لا تستحق المخاطرة. إن تحديد كيفية اتساق المنطقة الصادة ضمن السياق العام لاستراتيجية إدارة أوباما في سوريا قد يعتبر تحدياً. فإن أي تصعيد مسبق للتوتر مع الأسد سيعارض جهود الكثيرين في البيت الأبيض الساعية لإيجاد طرق «لتهدئة» الحرب السورية عبر تشجيع النظام السوري ومجموعات المعارضة المحلية على «تجميد» معاركهم المحلية. وإن مناطق التجميد هذه ستسمح بتهدئة التوتر، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية وربما قد تؤدي حتى إلى استئناف العملية السياسية. ويدعم هذه الاستراتيجية أيضاً المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا «ستيفان دي ميتسورا» الذي دعا علنا لإقامة مناطق تجميد كهذه. ومن ناحية أخرى، فإن التركيز على ما يسمى بالتهدئة هو أمر متنازع عليه بشدة داخل فريق «أوباما» للأمن القومي وفي الكونجرس. ويقال إن العاملين في مجلس الأمن القومي يفضلون الخطة، بينما يرى بعض المسؤولين في وزارة الخارجية والبعثة الأميركية لدى الأمم الأمم المتحدة أنها غير واقعية وغير مفيدة، لأن مثل هذه السياسة قد تفيد نظام «الأسد» وكذلك «داعش»، التي ليس من المتوقع أن توقف مسيرتها العدوانية في شمال سوريا ومحاولات أخذ مدينة حلب. جوشوا روجين - إيلي ليك * * محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©