الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سريلانكا.. الدكتاتورية الناعمة !

6 ديسمبر 2014 22:49
قد لا يستمر الرئيس السريلانكي «ماهيندا راجاباكسه» في الحكم أكثر من العقد الذي قضاه حتى الآن بعد أن تحداه عضو بارز في حزبه بإعلان ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثامن من يناير المقبل. وكان «مايتريبالا سيريسينا» الأمين العام لحزب «الحرية» السريلانكي الذي ينتمي إليه «راجاباكسه» قد أفصح عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية مرشحاً عن تحالف للأحزاب المعارضة. ودعا «راجاباكسه» الذي يحكم سريلانكا منذ عام 2005 إلى إجراء انتخابات مبكرة، سعياً وراء الحصول على فترة ولاية ثالثة استحدثها بعد أن أدخل تعديلات على الدستور. ويوم الجمعة الماضي في العاصمة كولومبو، صرح سيريسينا للصحفيين أن هناك «أسرة واحدة تنشئ ديكتاتورية ناعمة.. هناك فساد وظلم وحكم القانون انهار. اتخذنا قرارا بأن نغير الأوضاع». وخصوم الرئيس يسعون إلى إقناع الناخبين بأن إجراءات الرئيس لتعزيز مكانة أفراد أسرته والتقارب الشديد مع الصين يمثل تهديدا لديمقراطية سريلانكا وأمنها. ويراهن راجاباكسه البالغ من العمر 69 عاماً، والذي أشرف على إنهاء حرب أهلية حصدت أرواح 40 ألفا من السريلانكيين على أن النمو الاقتصادي الكبير منذ نهاية الحرب سيدفع به إلى النصر. لكن «سيريسينا» يعتقد أنه رغم إنهاء «راجاباكسه» الحرب فإن البلاد تسير في اتجاه مختلف. وأضاف أن إلغاء بند تحديد فترات الولاية للرئيس بفترتي ولاية كان «خطأ فادحا يعصف بحرية الشعب وبحقوق البرلمان». وشارك «أرجونا راناتونجا» نائب حزب «الائتلاف الوطني» الديمقراطي وهو أحد أبرز ثلاث جماعات معارضة رئيسية في المؤتمر الصحفي الذي تكلم فيه «سيريسينا» بعد أن استقال من منصب وزير الصحة. والائتلاف الوطني الديمقراطي يشرف عليه «ساراث فونسيكا» قائد الجيش السابق الذي خسر أمام «راجاباكسه» في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2010. وشارك في المؤتمر الصحفي «راجيثا سيناراتني» وزير المصايد السريلانكي الذي ترك منصبه أيضاً. وذكر سيريسينا أن «رانيل ويكريميسينجي» رئيس الوزراء الذي تولى المنصب لفترتين وهو من «الحزب الوطني المتحد»، الذي يعد أكبر الجماعات المعارضة سيتولى المنصب مرة أخرى إذا فازت المعارضة. ويوم الخميس الماضي ذكرت تغريدة على الحساب الرسمي للرئيس السريلانكي في «تويتر» أن «راجاباكسه» وقع بياناً أعلن فيه نواياه عن إجراء انتخابات رئاسية. وذكر بيان على الموقع الرسمي للرئيس أن حزب الحرية الحاكم قد أعلن يوم 19 نوفمبر اختياره «راجاباكسه» ليكون مرشحه للرئاسة بعد أن أتم أربع سنوات من فترة ولايته التي مدتها ست سنوات. وانضم «سيريسينا» إلى حزب «الحرية» عام 1979 وظل عضواً في البرلمان لمدة 25 عاماً. ونجا من محاولة اغتيال من تدبير جماعة نمور التاميل المتمردة عام 2008 عندما تفادى موكبه تفجيراً انتحارياً. وحقق حزب «راجاباكسه» نتائج هزيلة في ثلاثة انتخابات تجديد هذا العام حتى بعد أن نما الاقتصاد الذي تقدر قيمته بنحو 67 مليار دولار بنسبة سبعة في المئة كل عام منذ انتهاء الحرب الأهلية ومع وصول التضخم الشهر الماضي إلى أبطأ معدل له منذ عام 2009. ولدعم شعبيته، خفض «راجاباكسه» أسعار الوقود والكهرباء بينما زاد المعاشات وعزز دعم بعض المحاصيل للفلاحين. واتهم الخصوم الرئيس بالمحسوبية والضغط على القضاء قائلين إن اتهام كبير القضاة السابق «شيراني باندارانياكي» العام الماضي كانت دوافعه سياسية. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في تقرير عام 2013 أن انتخابات سريلانكا «امتلأت بانتهاكات من كل الأحزاب الرئيسية خاصة استخدام الائتلاف الحاكم لمواد الدولة لصالحه الخاص». ويتولى «راجاباكسه» حقيبتي الدفاع والمالية في الوزارة، وأيضا حقيبة المواني والطرق السريعة والطيران. ويوم الخميس الماضي، قال «إيران ويكراماراتنه» أمين صندوق الحزب الوطني المتحد «نحن مصممون على الفوز وواثقون منه». وفي مقابلة عبر الهاتف يوم 18 نوفمبر أنكر «موهان سامارانياكي» المتحدث باسم الرئيس الاتهامات الموجهة للرئيس بارتكابه مخالفات. وأضاف أن الرئيس يريد «منع انقسام البلاد والمضي على درب السلام والاستقرار والمصالحة وتحقيق تنمية سريعة». أنوشا أوندآتي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©