الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا وشبح الحروب الرقمية

6 ديسمبر 2014 22:49
مع الكشف عن تعرض مرافق بنية تحتية حيوية في الولايات المتحدة لهجمات رقمية متواصلة يرجح أن الروس هم مدبروها، فمن السهل أن نتجاهل فكرة أننا لسنا مجرد ضحية وسط موجات من الهجمات الرقمية المتكررة. ومع تطور عالم الإنترنت ليتضمن معلومات حساسة وقدرة على التحكم في كل شيء من شبكات الكهرباء إلى الطائرات، أصبحت الولايات المتحدة مشاركاً نشطاً في حرب رقمية كاملة النطاق مع بعض من أقوى حكومات العالم. والكشف مطلع هذا الأسبوع عن برنامج متقدم للتجسس الرقمي يحتمل أن الولايات المتحدة ضالعة فيه ليس إلا تذكير بالمدى الذي أصبحت عليه برامج التجسس الحكومية الموسعة ومدى أهميتها في الإنترنت وفي العالم الواقعي. وكشف باحثون في شركة «سيمانتك» لأمن المعلومات ومقرها ولاية كاليفورنيا عن اكتشاف برنامج على امتداد العالم اسمه «ريجن» يسمح للمتطفلين بالتجسس على أجهزة الكمبيوتر وشبكات الاتصال عن بعد. والبرنامج التجسسي الخبيث استهدف في غالب الأحوال الأفراد عبر مقدمي خدمات الإنترنت واستهدف أيضاً حركة الاتصالات عن بعد وشركات خدمات الضيافة. وبمجرد توافر برنامج «ريجن»، فإنه يسمح للمتطفلين بسرقة المعلومات ومراقبة حركة وسجل نشاط الاتصالات عن بعد. وبعبارة أخرى، فإن «ريجن» برنامج صمم ليستهدف الأشخاص وليس مجرد الأعمال الاقتصادية الكبيرة والوكالات الحكومية. وبهذه الطريقة، فإنه يذكرنا نوعاً ما ببرنامج جمع سجل المكالمات الهاتفية الذي طبقته وكالة الأمن الوطني في الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. وصرح باحث في شركة «سيمانتك» بأن البرنامج من تصميم دولة. واستخدم البرنامج للتجسس على أجهزة الكمبيوتر وبيانات المكالمات الهاتفية منذ عام 2008 في روسيا في بداية الأمر. ويعتقد باحثون آخرون أن هناك احتمال ضلوع أميركي وبريطاني في برنامج «ريجن»، مع الأخذ في الاعتبار الدول التي استهدفها البرنامج والتوقيت الإقليمي المتعلق بالهجمات وإشارات اللغة الإنجليزية في الشفرات. ويشير تقرير نشر على موقع «ذي انترسبت» التابع لمؤسسة «فيرست لوك ميديا» إلى علاقة أكثر قوة على ما يبدو بين الولايات المتحدة و«ريجن». وصرحت المصادر في التقرير أن «ريجن» تم العثور عليه في أنظمة لشركة بلجاكوم البلجيكية التي تقدم خدمات الإنترنت والهواتف والتي استهدفتها وكالة الأمن القومي الأميركية ووكالة «مقر الاتصالات الحكومية» البريطانية للتجسس. وعندما يتم الكشف عن برامج تجسس كبيرة مثل «ريجن»، فهذا يذكرنا بأن حرب التجسس الرقمي تدور على قدم وساق. وأشارت ليسا مايرز الباحثة الأمنية في شركة أمن تكنولوجيا المعلومات إيست (إ. إس. إ. تي.) إلى أن «كل دولة تقريباً في العالم متورطة في نوع ما من التجسس على الدول الأخرى وعلى مواطنيها من حين إلى آخر». وهذا يذكرنا بأن ما يقع في الفضاء الرقمي الافتراضي تكون له عواقب في الغالب في عالم الواقع. وهذا الشهر، أعلن «مايكل روجرز» مدير وكالة الأمن القومي الأميركية أمام الكونجرس أن حكومات أجنبية تسللت بالفعل إلى البنية التحتية الأميركية، بما في ذلك مرافق المياه والكهرباء وأنظمة الوقود. وفي كلمته أمام لجنة الاستخبارات في الكونجرس، أكد روجز أن الهجمات على شبكات الولايات المتحدة الإلكترونية «تكلفنا حرفياً مئات المليارات من الدولارات» وعاجلاً أو آجلاً سنشهد هجوماً يتسبب في ضرر مادي كبير. وفي نهاية المطاف، سواء راقكم الأمر أم لم يرقكم، فإن الواقع هو أن كل دولة ذات نفوذ على الكوكب تخوض بالفعل حرباً غير معلنة. وإذا وقع الهجوم الكبير الذي يتنبأ به مدير وكالة الأمن القومي الأميركية، فإنه سيكون ثمرة سنوات من التجسس وسرقة البيانات والمراقبة. كيتي بينر * * صحفية أميركية متخصصة في الكتابة عن التكنولوجيا والمعلومات. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج بلومبيرج نيوز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©