الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين .. «طريق الحرير»

6 ديسمبر 2014 22:48
لدى الرئيس الصيني «شي جين بينج» خطة لجعل الصين مركزاً للعالم مرة أخرى بإحياء طريق الحرير للتجارة. وتكافح الصين كي تجد ترحيباً مهماً في المشروع في كازاخستان التي يتطلع يهفا «شي» إلى مد خطوط أنابيب وسكك حديدية تُنشط حزاماً اقتصادياً يمتد عبر نصف الكرة الأرضية ليصل إلى فينيسيا (البندقية) في إيطاليا. وفشلت مساعي الصين في إبرام اتفاق تجارة مع كازاخستان، كانت قد أجريت مناقشات بشأنه قبل 22 عاماً. وفي عام 2009، اضطر رئيس كازاخستان إلى رفض مشروع لتأجير أرض زراعية للصين بعد احتجاجات غاضبة من شعبه المتوجس خيفة من القوة المتصاعدة للبلد المجاور. لكن الأهم من هذا أن تفاصيل تصور «شي» لتكتل يضم 60 دولة على الأقل غير واضحة عند مسؤولي حكومات، مثل كازاخستان والهند. وبينما عبر زعماء كازاخستان عن دعمهم للمشروع، يحفزهم في ذلك مليارات الدولارات لتمويل البنية التحتية، يرى محللون أن الاستراتيجية تنطوي على نفوذ صيني أكبر، من الصعب إقناع شعب كازاخستان به. وفي وقت مبكر من هذا العام، تعهد الرئيس الصيني بـ 40 مليار دولار لإنشاء «صندوق طريق الحرير» لتمويل البنية التحتية للمشروع. وقد تحتاج الصين لأكثر من المال للنجاح في مناطق مثل كازاخستان الدولة السوفييتية السابقة التي تقع على حدود الصين الغربية، التي يسرها المشاركة في نشاط اقتصادي مع الصين، لكنها لا تريد إقامة صداقة وثيقة معها. وأشارت بيانات لوزارة التجارة الصينية إلى أن الصين حلت محل روسيا، باعتبارها أكبر شريك اقتصادي لكازاخستان عام 2010، وتجارة الصين مع الجمهوريات السوفييتية السابقة في وسط آسيا قفزت إلى أكثر من عشرين ضعفاً لتصل إلى 46 مليار دولار عام 2012 من أصل 1?8 مليار دولار عام 2000. ووقعت كازاخستان التي تسبح على واحدة من أكبر مخزونات النفط والغاز في العالم تعاقدات واتفاقات للتعاون مع الصين بقيمة 30 مليار دولار العام الماضي لتساعد في إطفاء تعطش جارتها للطاقة. وعندما زار «شي» كازاخستان في سبتمبر الماضي، قدم تصوراً عن علاقة أكثر شمولاً بكثير. فأغرى بسوق لا مثيل له يضم نحو ثلاثة مليارات نسمة على امتداد الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد إلى أوروبا وحث كل الدول المشاركة على دعم بعضها البعض في قضايا السيادة وسلامة الأراضي والأمن ومحاربة «قوى الشر» الخاصة بالإرهاب والتطرف والحركات الانفصالية. وخلال قمة أمنية بشنغهاي في مايو الماضي، وصف رئيس كازاخستان الخطة بأنها «تصور رائع». لكن لم تنجح الصين في التوصل إلى اتفاق تجارة حرة مع كازاخستان منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 22 عاما. وبعد أكثر من عقد، توصل الرئيس الصيني السابق هوجنتاو مع نزار باييف إلى اتفاق من حيث المبدأ لم يتمخض عن صفقات بينما دخلت كازاخستان في اتحاد جمركي مع بيلاروسيا وروسيا عام 2010. ويؤكد محللون أن الصين لم تكسب أيضاً ود وسط آسيا مما يفسد تصورها الاستراتيجي مع عجزها عن التشاور مع الشركاء المفترضين. وذكر مسؤولون في بلدان مثل الهند أنهم لم يجروا أي محادثات مع الصين بشأن «طريق الحرير». ويحشد الزعيم الصيني الدعم السياسي لطريق الحرير الذي بدأ من مقاطعته الأم «شانشي»، ومثل السنوات الذهبية لحضارة الصين. وخلال عهد أسرة «هان» التي حكمت أربعة قرون بدءاً من عام 200 قبل الميلاد تقريباً، وأسرة «تانج» بدءاً من القرن السابع الميلادي جعل الطريق براعة الصين الاقتصادية والتجارية محط حسد العالم. والطريق يمثل جزءاً من «الحلم الصيني» المتمثل في إعادة إحياء «المملكة الوسطى» وتوسيع مجال نفوذها فيما يتجاوز الاقتصاد إلى السياسة والثقافة في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إعادة تأكيد حضورها في المنطقة. وكشف الرئيس الصيني خلال الآونة الأخيرة عن طريق حرير بحري ثان يمر عبر القرن الأفريقي وصولاً إلى أوروبا. ويرى «جين كانرونج» مساعد عميد مدرسة الدراسات الدولية في جامعة «رينمين» في بكين أن طريق الحرير الجديد قد يساعد الصين في بناء حصن ضد الولايات المتحدة التي تعزز روابطها الاقتصادية مع حلفائها وتسعى إلى إبرام اتفاق تجارة عبر الهادي. وأضاف أنه إذا طبقت الخطة جيدا وحققت المقصود، فإن التاريخ سيذكر شي بأنه «الزعيم العظيم الذي أعاد مجد المملكة الوسطى». تينج شي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©