الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلسفة الجزرة والبيضة!

23 نوفمبر 2013 20:46
اشتكت فتاة متزوجة حديثاً لأبيها مصاعب الحياة، وعدم سعادتها، وقالت له إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها، وإنه أحياناً يعتريها الشعور باليأس والاستسلام لبعض الأفكار السلبية، عندما تفشل في التعامل والتوافق مع زوجها، فهي تعبت من الخلافات والقتال والمكابدة من جراء انعدام ثقتها به، وغيرتها وشكوكها المستمرة من جراء مغامراته وحماقاته، فما أن تحل مشكلة معه حتى تظهر مشكلة أخرى!. اصطحبها أبوها إلى المطبخ، وملأ 3 آوانٍ بالماء ووضع كلاً منها على موقد النار، وسرعان ما أخذ الماء يغلي في الأواني الثلاثة. وضع الأب في الإناء الأول جزراً، وفي الثاني بيضة، ووضع بعض حبات القهوة المحمصة والمطحونة في الإناء الثالث. أخذ الأب ينتظر أن تنضج وهو صامت تماماً، ونفد صبر الفتاة، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها! انتظر الأب بضع دقائق .. ثم أطفأ النار .. ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء.. وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان.. وأخذ القهوة المغلية ووضعها في وعاء ثالث، ثم نظر إلى ابنته وقال : يا عزيزتي، ماذا ترين؟. أجابت الابنة: جزر، وبيضة، وقهوة.. بعد ذلك، طلب الأب منها أن تتحسس الجزر ..! فلاحظت أنه صار ناضجاً وطرياً ورخواً!. ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة.. ! فلاحظت أن البيضة باتت صلبة..! ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة..! فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة لذيذة المذاق..! سألت الفتاة: «لكن ماذا يعني هذا يا أبي؟».. فقال: اعلمي يا ابنتي أن كلاً من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه، وهو المياه المغلية، لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف. أكمل: «لقد كان الجزر قوياً وصلباً ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف، بعد تعرضه للمياه المغلية. أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي، لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية، أما القهوة فقد كان رد فعلها مختلفاً، إذ إنها تمكنت من تغيير الماء نفسه، لكن ماذا عنكِ أنتِ؟. هل أنتِ الجزرة التي تبدو صلبة، ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة وتفقد قوتها؟ . أم أنكِ البيضة، ذات القلب الرخو اللين، لكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قوياً وصلباً؟. قد تبدو قشرتكِ لا تزال كما هي.. لكنكِ تغيرتِ من الداخل.. فبات قلبكِ قوياً ومفعماً بالتحدي! أم أنكِ مثل البن المطحون.. الذي يغيّر الماء الساخن «وهو مصدر للألم» بحيث يجعله ذا طعم أفضل؟!. فإذا كنتِ مثل البن المطحون، فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل، ولو بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء!. فكري يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب؟ فهل أنتِ جزرة؟ أم بيضة؟ أم حبة من القهوة؟. .. فلسفة قد نستفيد منها جميعاً. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©