الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خمس يكتبن عن الطعام والقهوة والروائح وتداخلها في حياتهن

خمس يكتبن عن الطعام والقهوة والروائح وتداخلها في حياتهن
26 نوفمبر 2011 00:39
شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب على مدى يومين ورشة كتابية أقامها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مكتب المستشار الثقافي بالتعاون مع إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب ضمن فعاليات برنامجه الثقافي الموازي تحت عنوان “تأليف كتاب أدبي جماعي خلال عشرة أيام”. وجاء ذلك بمشاركة الكاتبات الإماراتيات: أسماء الزرعوني وصالحة غابش وشيخة المطيري وفاطمة الهديدي وبشرى عبدالله، إضافة إلى الدكتورة نجاة مكي كرسامة والدكتورة أمينة حسين كمحررة للمؤَلف الذي ستقوم دائرة الثقافة والإعلام بطباعته ونشره مساء اليوم. وقد كانت هذه الورشة مسبوقة بعدد من اللقاءات التي جمعت الكاتبات معا حيث تمّت مناقشة العديد من الأفكار حول نقطة بداية الكتابة والأفكار التي تم التطرق إليها، فكانت الفكرة العامة تتمثل في أن تعدّ كل كاتبة وجبة من الطعام وفقا لذوقها الخاص وتتحدث عن مكوناتها والصلات التي تربط هذه المكونات بالنسيج الاجتماعي، لكن الاتفاق الذي توصلت إليه الكاتبات في اجتماعهن الأخير هو أن تقوم الكاتبات جميعا باختيار وجبة واحدة والحديث عن عنصر أو أكثرمن مكوناتها. فنجان قهوة مثلا، اختارت الروائية أسماء الزرعوني، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، فنجان القهوة فأكدت أنها اختارته “بسبب فقاعاته التي تخرج من مغليِّ القهوة أثناء إعدادها وكذلك رائحتها عندما تكون طازجة الأمر الذي يثير الخيال بالفعل”. وقالت “لي أجوائي الخاصة وجلستي الأثيرة مع فنجان القهوة، وقد كتبت نصا نثريا بالفعل فقد كنت أحادث فنجان قهوتي مثلما يحادثني واسأله مثلما يسألني، إلى حدّ أن ذلك قد أدخلني في عوالم جديدة من الكتابة بما يمثله ذلك من تجربة مختلفة بالنسبة لي”. كما أكدت أسماء الزرعوني “ان هذا النوع من الكتابة غير المعتادة مفيد لأي كاتب، أقلها عليه يخوض اختبارا وأن ينجز نصا أدبيا خلال يومين، وهكذا بسرعة فإن على المرء ان يعيش حالة الكتابة لمدة يومين بكل هواجسها وانشغالاتها، وذلك رغم أن التجربة أنظر إليها الآن على إنها تجربة سريعة جدا”. المشروبات الباردة والساخنة أما الشاعرة شيخة المطيري فلم يكن عائقا بالنسبة لها نوع الكتابة وتقول “نحن متاح لنا أن نكتب ما نشاء في سياق الفكرة العامة ولا قيود علينا في ما لو كان النوع الأدبي شعرا أم نثرا”. وقالت “لقد اخترت الكتابة عن المشروبات الباردة والساخنة على مائدة العائلة دون أن أشترط على ذاتي أفكارا مسبقة بل هي بعض الخيالات التي أوحت لي بها بعض الذكريات غير المترابطة، غير أنني قمت بربطها بمواقف اجتماعية يجمعها خيط رفيع يتمثل برائحة المشروبات بتعددها وتنوعها”. وأضافت “تفاجئنا الكتابة إذ تأخذنا إلى مناطق ومطارح لم نكن نتخيل أن سنعود إليها” مؤكدة أن “خصوصية هذه التجربة بالنسبة لها تتمثل في انتقالها من الكتابة بالشعر إلى الكتابة بالنثر، فالمرء هنا يتحدى نفسه بما لديه من إمكانيات وقدرات فضلا عن أنه يدخل إلى الكتابة بكل حواسه، وذلك بالطبع يتجاور مع الاستفادة من زميلاتي الكاتبات الأخريات ومن كتابتهن في فن السرد”. وقالت أيضا “إن الجامع الأكبر بين الفنون هو الخيال وليس الشكل أو النوع الأدبي، وهذه التجربة جعلتني أكثر جرأة في المغامرة على الكتابة بالنثر، حيث النثر هو امتحان الشاعر، إذ يجعلنا هذا النوع من الكتابة نلمس إلى أي حدّ هو النثر صعب وعظيم وجديد وممكن أيضا”. فردية الكتابة أما الروائية صالحة غابش فردّت على سؤال يتعلق عن أن الإبداع عموما حالة فردية بالقول “بالتأكيد الإبداع حالة فردية، لكننا هنا حتى لو اتفقنا على فكرة جماعية للكتابة عنها فهل سيبقى الإبداع فرديا؟ هذا السؤال طرحناه على أنفسنا أيضا، خاصة أن الكاتبات المشارِكات هن من الكاتبات المحترفات ويمكن لكل واحدة منهن أن تجيب بطريقتها عن هذه التساؤلات”. وأضافت “أضف إلى ذلك أن جملة الأفكار والرؤى أساسها الخيال الذي ينتقل بنا ليعيدنا إلى ذواتنا حيث ينبغي على كل ذات أن تبلور نصا يتأقلم مع فكرة الكتابة الجماعية، وهكذا يضعنا مجموع ما نكتب ثم يصدر في كتاب أمام القارئ: كيف سيكون رد فعله على هذا الكتاب؟ أليس هذا هو السؤال الأصعب؟”. وقالت “لقد بدأت الكتابة من الروائح التي تخاتل والتي أرى أنها وحدها جديرة بكتاب عنها، فنخن نحب روائح أشياء ونكون محايدين تجاه روائح أخرى في حياتنا العادية، لكننا نتساءل عن ذلك في الكتابة فنكتشف عبرها جوانب كانت فاعلة في حياتنا دون أن نعي ذلك تماما”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©