الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العراقيب» تجذب العائلات إلى جلسات السمر حول «شبة النار»

«العراقيب» تجذب العائلات إلى جلسات السمر حول «شبة النار»
23 نوفمبر 2013 20:42
هناء الحمادي (عجمان) - شارع الإمارات خلال عطلة نهاية الأسبوع يزدان ليلاً بتوافد الكثير من العائلات الإماراتية والمقيمين، خاصة في ظل ميل الجو إلى البرودة ونعومة الكثبان الرملية ذات اللون الذهبي، واللون الأزرق الذي يزين السماء، حيث يجتمع الجميع صغارا وكبارا مكونين حلقة مغلقة حول “شبة النار” التي تبعث الدفء في كل من يقترب منها أو يجلس حولها، ووسط ضحكات أفراد العائلة وشرب شاي الكرك الذي تفوح منه رائحة الهيل، يتبادل الجميع الحديث والسمر والنقاش حتى ساعات متأخرة من الليل. وسط تزحلق الأطفال على رمال شارع الإمارات، باتجاه الطريق من عجمان إلى رأس الخيمة، أو شارع المليحة الذي يستقطب الكثير من الشباب والعائلات، تتكرر زيارات عائلة عبدالله عبدالعزيز الحوسني، الذي يجد في هذا المكان، خاصة بعد غروب الشمس وميل الجو إلى البرودة، المتنفس لقضاء وقته مع أفراد أسرته على تلك الكثبان، ومع قيام الشباب بإشعال “النار” للتدفئة تنشغل النساء في إعداد القهوة المطعمة بالهيل وشاي الكرك بالحليب الذي يعدل المزاج بحسب الحوسني. وبالاقتراب منه والحديث معه، يؤكد الحوسنى، أن هذه المنطقة تشهد ازدحاما طوال الأسبوع، لكن في الإجازة الأسبوعية الوضع مختلف، فالجميع يختار له بقعة من الأرض ليجلس عليها، وتكون بعيدة قليلا عن الشارع، وذلك لسلامة الأطفال وأفراد الأسرة من سرعة السيارات أو انحرافها أثناء القيادة بسرعة. ويبين الحوسنى أن العراقيب في مثل هذا الموسم لها طعما آخر، فمع برودة الجو وبرودة الكثبان الرملية الناعمة، الجميع يتشجع لقضاء أوقات ممتعة على عراقيب شارع الإمارات. رواد العرقوب من جانبها، وبعد أن أوقفت شيخة السعدي سيارتها بمحاذاة شارع الإمارات، بعيداً عن الطريق العام، طلبت من أفراد عائلتها وخاصة الصغار أن يحمل كل واحد منهم أدوات رحلة الجلوس على العرقوب التي تتنوع ما بين “الحصير” ودلات الشاى والقهوة وحليب الكرك، بالإضافة إلى حزمة من الخشب لإشعال “الضو” شبة النار، مع مجموعة من المكسرات والفواكه لزوم الجلسة والسمر والأحاديث الجانبية مع بقية العائلة. ومع ترتيب المكان للجلوس، أكدت السعدي أن العراقيب في هذا الوقت هي المكان المفضل، والذي يصر عليه الأطفال لقضاء الوقت عليه، حيث برودة الجو، ونسمات الهواء العليلة، مع شرب شاي الكرك الذي يمد الجسم بالدفء، بالإضافة إلى التجمع حول النار، والجلوس على “رأس العرقوب”، هو أمر مختلف عن الجلوس بالمراكز التجارية أو مطاعمها، كما أن الأحاديث هنا لها طعم آخر تحت سماء صافية وفضاء فسيح. ومن جهتها، تفضل الطالبة الجامعية مريم حمدان جلسات العراقيب على شارع المليحة، باعتبارها هي الوجهة المفضلة للكثير من العائلات الإماراتية، وكذلك المقيمين والسياح الذي باتوا يفضلون الجلوس على العراقيب ليلاً، مبينة مريم أن قضاء الوقت على شارع المليحة هو نوع من الهروب من صخب الحياة اليومية ويعد متنفساً للراحة والهدوء ولقاءً حميمياً بين أفراد العائلة، خاصة مع اعتدال درجة الحرارة أو فترة ما بعد سقوط الأمطار. مؤكدة أن أفضل الحوارات والنقاشات هي التي تتم في هذه الجلسات، قائلة: إذا أردنا أن نتناقش أنا وأخوتي ووالدي حول أمر مهم أو كنا نخطط لأمر ما أو نستعد لاتخاذ قرار ما فإننا نجتمع على أحد العراقيب، مؤكدة أن درجة التركيز وحضور الذهن تكون عالية بسبب قلة الإزعاج. لعب الكيرم والورق أما الشاب سليمان أحمد (33عاما)، فقد اختار هو ومجموعة من أصدقائه مكاناً لنصب الخيمة الصغيرة على عرقوب بشارع الإمارات، بعد شعورهم بالبرد، موضحا أن هذا المكان يشهد إقبالا كبيرا من العائلات والشباب خاصة الذين يجدون في لعبة الكيرم، ولعبة الورق، مع شرب الشاي الأحمر وشاي الكرك وشوي الكستناء والذرة الصفراء على تلك العراقيب الباردة متعة جميلة . ويضيف: “العراقيب الرملية عند الشباب، حب من نوع آخر، إذ يتجه الجميع إليها من أجل جلسات الاستجمام والراحة، والحنين إلى تلالها وجوها الصافي بعيدا عن ضوضاء المدينة لراحة النفس، وعن ارتياده المستمر لجلسات العراقيب على شارع الإمارات، يلفت سليمان إلى أنه من النوع الذي يهوى ارتيادها دائما من خلال السهر مع الأصدقاء في ظل دفء النار. أحاديث حول ذكريات الطفولة حول الأحاديث التي تدور بين الأصدقاء في جلسات العراقيب، يشير أحمد خليفة الزرعوني إلى أن ‘’الرمسة’’ خاصة حول النار غالباً ما تكون أحاديث شبابية حول المواضيع التي تهم شريحتنا، وأحياناً ندخل في أحاديث مرحة، إذ نغوص في ذكريات الطفولة وأحياناً نكون شغوفين بالتخطيط لتأمين المستقبل أو مناقشة مواضيع عامة حول أهم الأحداث التي تحدث في حياتنا. ويرافق ذلك النقاش شرب الشاي الأحمر أو شرب شاي الكرك الحاضر دوماً في هذه الأجواء الجميلة. وطالب الزرعوني، في الوقت ذاته، وحفاظا على الأمن والسلامة لجميع من يجلس على العرقوب أن يختاروا مكانا بعيدا عن الشارع، وذلك تجنباً لوقوع أي مكروه أو حادث قد يتسبب في إلحاق الضرر بالجالسين على العرقوب، وخاصة الأطفال الذين يلعبون بالقرب من الشارع، مشددا على جميع الأهل وخاصة الأمهات بمراقبة أبنائهن أثناء انشغالهن بالأحاديث، خوفا من وقوع حادث مأساوي لأي فرد من العائلة، بسبب قيادة المركبة بسرعة جنونية لأحد مرتادي شارع الإمارات أو المليحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©