الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الاحتراف والمسيار

14 نوفمبر 2012
الاحتراف والانحراف مصطلحان متقاربان في الأحرف، أشد اختلافاً في المعنى، الأول في مجال الحرفية المهنية، وفي الرياضة، يعني التفرغ الوظيفي، بجانب الإبداع والتميز، أما الانحراف، فيعني الخروج عن السلوك السوي بكل ما يحمله من مساوئ، وطالما احترافنا الكروي يدخل في إطار الأخير، لما يتمتع به السادة المحترفون من مزايا مادية لم تكن في الحسبان، حتى وإن وصلوا القمر وصنعوا الذرة. ولأننا احترفنا كرة القدم من جانبها المادي ولصالح الطرف الأول فقط، أصبح لمحترفينا الكثير من أوقات الفراغ، حيث لا تتعدى أوقات التدريب والمباريات لمحترفينا 25 ساعة في الأسبوع، بينما ساعات عمل الموظفين في القطاعين العام والخاص تتعدى ذلك بكثير، والمفارقة كبيرة، حيث يتقاضى محترفو مهنة كرة القدم الملايين . هذه الملايين أفسدت ضعاف المحترفين، وأصبحوا عرضة للاستغلال من الجميع، سواء من وكلائهم أو الطامعين في ثرائهم، وآخر هؤلاء الطامعين، “الخطابات” اللائي عرفن بجمع رأسين في الحلال، وهن أول من سال لعابهن في “شفط” ما لدى لاعبينا المحترفين تحت مسمى زواج المسيار، خاصة هذه الفئة الثرية منهم، فلماذا انتشرت هذه الظاهرة بين هذا الوسط تحديداً، دون غيره من شرائح المجتمع؟ والجواب بسيط جداً، لأن هذه الشريحة تملك المال ولديها الفراغ القاتل، ومحاطة بالطامعين الذين أصبح همهم الأول “التكسب” وبأي طريقة. وإن كانت “الخطابة” مهنة في مجتمعاتنا التقليدية، فهي في مجال الرياضة مسيئة لاحترافنا، أما إذا كانت تجارة، فهي أيضاً مدمرة لمحترفينا، لأن فيها تجاوز للأعراف الاحترافية وإساءة لقدسية الزواج ولبنت الإمارات، ففي هذه الطريقة استغلال لضعف اللاعب المقتدر، وحاجة الفتاة المتعسرة، أو نصب كمين للظفر بما يملكه المحترف من مال وشهرة، وما يقدم له من مزايا في مختلف المواقع، حيث يكون صعب المنال للبعض، وهناك معلومات عن بعض هذه الحالات تفيد بأن الفتاة تطلب راتباً شهرياً نظير هذه الزيجة. إنها ظاهرة سلبية جداً ومسيئة جداً للاحتراف الكروي ودمار للأسر والبيوت، حيث إن نسبة كبيرة من الذين يقعون في فخ “المسيار” متزوجون أصلاً ولديهم أسر، وكذلك البنات اللاتي يقعن ضحية “الحاجة” وطمع “الخطابة” الباحثة عن عمولتها المرتفعة. قد تكون للمحترف نزوة يفيق منها بعد ذلك، تدخله في دوامة تلك المشكلات التي تقلل تركيزه وتفقده تميزه وتنهي حياته الاحترافية سريعاً، وبذلك يكون قد وقع ضحية الثراء الفاحش والخبرة الحياتية المحدودة. لست مخالفاً لشرع الله في الزواج، وتحت أي مسمى، أو إن كان زواج المسيار صحيحاً أم يدخل تحت مسميات تمس كيان الأسرة، ولكنني استهجن استهداف هذه الشريحة تحديداً، ولماذا نشطت “الخطابات” معها على الرغم من أن هناك شرائح أخرى في المجتمع، لم نسمع أن طرق الخطابات بابها على الرغم من ثرائها ؟ مؤسسات كثيرة معنية بالتصدي لهذه الظاهرة وتوعية اللاعبين المحترفين، سواء عن طريق الاختصاصيين الاجتماعيين في الأندية أو وسائل الإعلام الأخرى، لأنها مسيئة جداً لديننا ومجتمعنا ورياضتنا والنعم التي أنعم الله بها علينا، فلنتكاتف سوياً لوأد هذه الظاهرة في مهدها حتى لا تتحول إلى زواج المتعة، ثم لتصنف بعد ذلك في إطار “الصاحبة” في المجتمعات الأوروبية، وفي خانة الرذيلة في مجتمعاتنا، فمسؤولية بناء كيان أركان الأسرة الصالحة، هدف يجب علينا جميعاً العمل لأجله، ولتتقِ “الخطابات” الله في سمعة بنات الوطن، وليتق اللاعبون الله في أنفسهم، فإن كنتم توصفون اليوم بالمحترفين، فأخشى أن تنعتون غداً بالمنحرفين. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©