الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات في 17 مدينة يمنية تطالب بمحاكمة صالح

تظاهرات في 17 مدينة يمنية تطالب بمحاكمة صالح
26 نوفمبر 2011 11:44
تظاهر مئات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الجمعة، للأسبوع الـ41 على التوالي، للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي احتفى أنصاره، في تجمع حاشد لهم، بالقرب من القصر الرئاسي، جنوب صنعاء، بتوقيع المبادرة الخليجية، التي اعتبرتها منظمة العفو الدولية، "صفعة قوية" لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، المضطرب، منذ يناير، على وقع احتجاجات مناهضة ومؤيدة لصالح. وتجمع مئات الآلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم، في نحو 17 مدينة يمنية، تحت شعار "ثورتنا مستمرة حتى تحقيق أهدافها"، في حين احتشد عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس صالح، في ميدان السبعين، القريب من دار الرئاسة، جنوب العاصمة، رافعين شعار "وأوفوا بالعهد.. إن العهد كان مسؤولا"، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الحرس الرئاسي. وقد دعت "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية"، التي تقود هذه الاحتجاجات، أنصارها إلى الخروج في مسيرات يومية "تأكيداً لاستمرار الثورة"، وتحقيق "أهداف وأحلام الشهداء" في بناء دولة يمنية مدنية حديثة. وأدى ما يزيد على مائة ألف محتج صلاة الجمعة، في شارع الستين الشمالي، شمال غرب صنعاء، تحت حماية قوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة، بقيادة اللواء علي محسن الأحمر. وتوعد المتظاهرون بمحاكمة الرئيس صالح ورموز نظامه، وهتفوا:"عهدا منا يا شهيد.. محاكمة المجرم أكيد"، "لا حصانة لا ضمانة يتحاكم صالح وأعوانه"، و"الشعب يريد محاكمة السفاح". وقال خطيب صلاة الجمعة، الداعية الإسلامي فؤاد الحميري، إن صالح، خلال سنوات حكمه للبلاد، جعل من اليمن "زائدة لتجميع السموم"، داعيا كافة مؤيدي النظام الحاكم، عسكريين ومدنيين، إلى الانضمام إلى "الثورة"، معللا ذلك بأن "صالح لم يعد راعيا أو حاكما". كما احتشد عشرات الآلاف في مدينة تعز (وسط) للمطالبة بمحاكمة صالح، وإسقاط نظامه، وهتفوا "بالروح بالدم.. نفديك يا يمن"، وهتافات أخرى، داعين إلى "مسيرة مليونية" اليوم السبت، تحت شعار "الوحدة الثورية". وشدد عشرات آلاف المتظاهرين، الذين تجمعوا في مدينة إب، القريبة من تعز، على ضرورة استمرار "الثورة" وصولا لاعتقال ومحاكمة الرئيس اليمني. وشهدت مدن يمنية أخرى، من بينها الحديدة، الضالع، مأرب، البيضاء، شبوة، وصعدة، تظاهرات مماثلة طالبت بمحاكمة صالح، بتهم قتل المئات من المحتجين المدنيين، منذ اندلاع موجة الاحتجاجات مطلع العام الجاري. وهتف محتجون في مسيرة حاشدة جابت عددا من شوارع مدينة حجة (شمال غرب) "صالح وقع دون رجوع .. صالح أصبح رئيس مخلوع". وقال محتجون، شاركوا في التظاهرة التي شهدتها صنعاء، لـ"الاتحاد" إن صالح، بتوقيعه على المبادرة الخليجية، الأربعاء الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، "رحل عن السلطة صاغرا ذليلا"، مؤكدين استمرار "ثورتهم" حتى "إسقاط بقايا النظام العائلي". وطالبوا برحيل عائلة وأبناء الرئيس صالح، خصوصا نجله الأكبر، العميد الركن أحمد علي صالح، الذي يتولى قيادة قوات الحرس الجمهوري، الفصيل الأقوى تسليحا في الجيش اليمني. لكن عشرات الآلاف من أنصار السلطة، الذين احتشدوا، أمس الجمعة، في ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي بصنعاء، للأسبوع الـ36 على التوالي، رفعوا صور نجل الرئيس اليمني، في سابقة هي الأولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات المناهضة لصالح. حيث رُفعت في ميدان السبعين، صورة كبيرة الحجم، للرئيس صالح وبجانبه نجله أحمد، والأخير مرتديا بزته العسكرية. كما رفع متظاهرون صور صالح والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأعلاما يمنية وسعودية. ورفع آخرون لافتات كثيرة، كتب على إحداها "قلتها وصدقت.. لن تسلم السلطة إلا عبر انتخابات"، فيما كتب على أخرى "قبل وبعد التوقيع.. ستظل أنت الذي كسب حب الملايين دون منازع". وعلى صعيد متصل، اعتبرت منظمة العفو الدولية، منح الرئيس صالح "حصانة" من الملاحقة القضائية، بموجب المبادرة الخليجية، "صفعة قوية" لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان. ومنحت المبادرة صالح ومعاونيه حصانة من الملاحقة القضائية، مقابل تنحيه من خلال نقل صلاحياته إلى نائبه، ثم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة لا تزيد على 90 يوما. وقال القائم بأعمال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، فيليب لوثر:"سدد بند الحصانة في اتفاق نقل السلطة لكمةً قوية إلى جهود مساءلة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان عما قاموا به من أفعال، وذلك من خلال تضمين الاتفاق بنوداً تعرقل إجراء أي تحقيقات أو مقاضاة تطال كبار المسؤولين في نظام صالح". وأضاف لوثر:"من شأن الحصانة أن تفضي إلى الإفلات من العقاب، بل إنها تحول دون تحقيق العدالة، وتحرم الضحايا وذويهم من كشف الحقائق والحصول على التعويضات بشكل كامل". وقُتل مئات المحتجين وأُصيب آلاف آخرون، خلال الشهور الماضية، في هجمات شنتها قوات أمنية ومسلحون مناصرون للرئيس صالح، على متظاهرين سلميين في صنعاء ومدن أخرى. وقد دعت كل من منظمة العفو الدولية ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في اليمن. وقال فيليب لوثر، في بيان نشره الموقع الالكتروني للمنظمة الدولية، الخميس:"يبدو أن مسؤولي الأمم المتحدة ـ بدعمهم ومساندتهم لاتفاق نقل السلطة ـ قد سمحوا بليّ النص وأتاحوا لمرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان هامشاً يمكنهم من خلاله الإفلات من العقاب في اليمن، وخالف المسؤولون الأمميون بالتالي توجيهات الأمين العام للأمم المتحدة التي تحظر عليهم التوسط في اتفاقات سلام تتضمن بنوداً تنص على منح الحصانة لبعض الجهات أو الأشخاص". واعتبر أن "الطريقة الوحيدة التي من شأنها أن تضمن مساءلة مرتكبي الانتهاكات عن أفعالهم هي القيام بإجراء تحقيق مستقل ودولي في المزاعم المتعلقة بارتكاب جرائم خطيرة تخالف نصوص القانون الدولي، وبغض النظر عن مناصب المشتبه بهم أو رتبهم أو انتماءاتهم". صالح يدعو إلى التعامل بـ «إيجابية» مع المبادرة الخليجية صنعاء (الاتحاد) - دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أمس الجمعة، الأطراف المتصارعة في بلاده إلى التعامل بإيجابية مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي تم التوقيع عليهما الأربعاء الماضي، بالعاصمة السعودية الرياض. وقال صالح، في رسالة وجهها إلى المؤسسة العسكرية اليمنية، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، إن "توقيعنا على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة يعتبر انتصاراً للشعب"، معبراً عن تطلعه "بكل الأمل والثقة" إلى أن "تتعامل الأطراف السياسية كافة وكل القوى الخيرة بإيجابية مع المبادرة" الخليجية، التي من المفترض أن تُنهي أكثر من عشرة شهور من الاضطرابات في اليمن، على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح المستمر منذ أكثر من 33 عاما. كما عبر الرئيس اليمني عن أمله بألا تتنكر الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية للاتفاق، "كما تنكر الذين وقعوا في عمان عام 1994 على وثيقة العهد والاتفاق"، وذلك قبل أن تندلع حرب أهلية، إثر إعلان قيادات يمنية جنوبية الانفصال عن الشمال بعد مرور أربع سنوات على إعلان وحدة اندماجية بين الشطرين.وحذر صالح، في رسالته التي بثتها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، من "الالتفاف على ما تم الاتفاق عليه أمام مرأى ومسمع كل دول العالم أشقاء وأصدقاء، من خلال أعمال التصعيد ومحاولة تفجير الموقف والاستمرار في قطع الطرق والكهرباء وأنابيب النفط والغاز". كما حذر من "إشاعة الرعب والخوف في أوساط المواطنين الآمنين، والاستمرار في التمترس والتخندق في الشوارع والإحياء، والاعتداءات المتكررة على معسكرات القوات المسلحة والأمن، وذلك بهدف إفشال الاتفاق"، الذي رعته دول مجلس التعاون الخليجي، وساندته بقوة الأمم المتحدة. وقال: "نأمل أن يتعاطى الجميع بمسؤولية مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية احتراماً لإرادة شعبنا"، مشدداً على ضرورة أن تحترم كافة الأطراف المتصارعة "الموقف الأخوي الصادق لقادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي الذين حرصوا على مساعدة بلادنا للخروج من الأزمة الطاحنة".
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©