الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد الجبر : رواياتنا تخدع القارئ

خالد الجبر : رواياتنا تخدع القارئ
15 نوفمبر 2012
في أمسية ثقافية لرابطة الكتاب الأردنية، هي الأكثر سخونة وجدية منذ بداية العام الحالي، حذر الشاعر والناقد الدكتور خالد الجبر ممن أسماهم المستشرقين العرب وقال: إنهم من بني جلدتنا.. هم منا ونحن منهم يؤدون الدور الذي كان يقدمه المستشرقون القدامى لبلادهم. وقال مخاطبا نخبة من رجال الفكر والثقافة في أمسية “الاستشراق الجديد والرواية العربية” عقدت مؤخرا إن المستشرقين يأتون للسياحة ويجلسون في مطاعمنا الشعبية وسط عمّان ويحصلون على المعلومات التي يريدونها دون أن يبحثوا، ويعودون ليضعوا الأفكار والسياسات المطلوبة لتغذية النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية ويغرقوننا في سيل من القضايا. وخاطب الحضور بقوله: إن الرواية العربية الجديدة تركز على القضايا الخلافية وتعيد فتح الباب أمام خلخلة التفكير في أسئلة قديمة تجاوزها الزمن لكن تعيدها للحاضر كالفتح الإسلامي هل هو احتلال أم غزو؟! وهل بنيت حضارتنا بالكلمة أم بالسيف؟!. وقال: إن من أبرز صفات الرواية الجديدة هو الإيهام بمعرفة التاريخ والسرد الخلاق أو ما يطلق عليه فتنة السرد أو غوايته فالقارئ لا يعرف أين هو أمام فتنة السرد.. يسرقك الراوي والسارد بلغة شعرية. وهناك ـ والحديث للجبر ـ الجنس لذاته الموظف في الرواية، منوها بثلاثين نوعا من الصيغ الجنسية المستخدمة إضافة إلى تسليط الضوء على الهويات الضيقة والدفاع عنها. وقال انه بعد سنوات يأتي كتاب آخرون ليكشفوا لنا كيف أن دوائر المخابرات ووكالة المخابرات الأميركية كانت تدعم مجلات وتيارات فكرية ومراكز بحوث ودراسات أدبية وجماعات وتكتلات في الأدب والفكر والفلسفة. ولفت الدكتور الجبر إلى أن الرواية العربية وهي ديوان العرب الخادع الجذاب الذي يدس السم في الدسم، وان نقّادنا وإعلاميينا ومفكرينا أصبحوا مسخرين لخدمة جائزة (البوكر العربية) والاستشراقيين الجدد، موجها نقدا شديدا للذين يتراكضون لحضور مهرجان شعري وقال: “نحن أمة تحاول أن ترفه عن نفسها على حساب غيرها”. وحسب الجبر فإن الأكاديميين طماعون للتحكيم في جوائز أدبية من أجل الحصول على مكافأة تضم رقما وأربعة أصفار وتسهيلات أخرى ـ حسب قوله ـ وقال: نحن أمة متعطشة للحرية والمساواة والعدالة عقب استبداد دام سبعين سنة.. وهذه الرغبات خلقت معنا.. فالأكراد لهم حق في الوجود والأمازيغ لهم كيانهم وثقافتهم والطوارق أيضا لكن ليس على حساب الأمة. واعتبر أن الكاتب اللبناني أمين معلوف الوحيد الذي يكتب لا من اجل التفتيت بل من أجل التماسك، مع الاعتراف بالهويات الأخرى. واتهم المؤسسات الثقافية بإهمال الأدب والمثقفين واصفا بعض دور النشر بـ”النشارين” ـ نسبة للمنشار ـ وقال إنه يعرف ناشرا يمتلك قصرا في “دابوق” أرقى المناطق بالعاصمة عمّان على حساب الذين يكتبون. وتطرق الجبر للمستشرقين فرأى أن الفرنسيين يخلفون وراءهم ثقافة لا بأس بها، وما خلفوه وراءهم ليس مصائب استعمارية بل علما وثقافة ومنهجية، فيما قدم الألمان أفضل خدمة للغة العربية، مشيرا إلى أن الغرب يتلاعب بالجوائز الأدبية العالمية فقد منح الروسي ساخاروف جائزة لأنه تبنى الدعوة لهجرة اليهود الروس إلى فلسطين. ووجه الجبر انتقادات لاذعة للحزب الشيوعي نظرا للخدمات التي قدمها للغرب في مرحلة الحرب الباردة، بل عملوا له جائزة دولية سنوية. وقال إن نصف الذين حصلوا على جائزة نوبل هم من اليهود. وحسب الجبر فإن نجيب محفوظ نال جائزة نوبل ليس لأعماله الأدبية القيّمة بل لأنه صرح عام 1989 بقوله: “مفيش حاجة اسمها شعب فلسطين.. هناك شعب إسرائيل الذي يناضل منذ 200 عام لاسترجاع حقه”. وقال: إن الاستشراق مهد للاستعمار وسرقة خيرات الشعوب، فالتوراة تصور الآخرين صراصير وحميرا خلقوا لخدمة اليهود.. ووفق حركة الاستشراق فأن الشعوب يجب أن تعرض للفحص كالجراثيم والتربة، وكيف نجعل هؤلاء تروسا في آلة يركبها الغربي مشيرا بذلك إلى تشجيع زراعة الشاي في الهند من أجل ما أسماه tea time للانجليزي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©