الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرايا العالم في «فن أبوظبي»

مرايا العالم في «فن أبوظبي»
15 نوفمبر 2012
في الفترة ما بين 7 الى 10 نوفمبر الجاري، خطفت "منارة السعديات" الأضواء من خلال حدث فني تشكيلي عالمي، حظي بمشاهدة جماهيرية غير مسبوقة. نتحدث عن فن أبوظبي 2012، في دورته الرابعة، والتي نظمتها هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإفتتحها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي، في جناح الامارات في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات التي أصبحت وجهة فنية ثقافية، وفضاءً للفن التجريبي وفسحة للفنانين الدوليين والعرب، تعكس صورة مشرقة عن إمارة أبوظبي، علاوة على ما يحققه الحدث بمجمله من تشكيل حالة إبداعية مستدامة في منطقة ثقافية حرّة (السعديات) التي لم تعد معزولة عن إبداع وثقافة العاصمة بوجه خاص، وثقافة العالم بوجه عام من منطلق استراتيجية توسيع جماهيرية الفن التشكيلي في إطار هوية تطبع هذا الحدث بمفهوم تحقيق معادلة الأصالة والمعاصرة. ربما لا تكفي هذه القراءة لهذه التظاهرة الفنية الفريدة، بخاصة أنها مليئة بالتفاصيل التي يصعب ملاحقتها جميعا، فقد ضمت أكثر 50 صالة عرض (جاليري)، و450 فنانا، وما يزيد عن 700 عمل متنوع يجمع ما بين الفنون التشكيلية، النحت، الفيديو آرت، الفن التركيبي (الإنشائي)، وعديد التجارب الفنية الحداثية مثل (الديجتال آرت)، الفن البيئي، التصميم والعمارة، ومجموعة من الوسائل الفنية التي تعرض اللوحات للجمهور من خلال عرض الشرائح المصورة للاعمال الفنية (اللوحة الرقمية ـ الضوئية)، هذا الى جانب الألعاب البيئية، والنصب التذكارية، وجملة من الفعاليات المصاحبة، ويتصدرها حوار التجارب، حيث تابع الجمهور والمهتمين أكثر من 22 حوارا، شارك بها كوكبة من التشكيليين والنقاد والمعماريين، ومن أبرزهم بارتي كير وفرانك جيري وجان نوفيل ونورمان فوستر وغيرهم.. كذلك نشاطات قسم (آفاق) الذي وفّر للجمهور منصة لعرض الأعمال الفنية الضخمة والتجهيزات الفنية وعروض الأداء من خلال صالات عرض راقية مثل: أثر جاليري، كاميل مينور، صغير زملر، إيدج أوف أرابيا بروجكتس، هذا الى جانب عروض الأفلام السينمائية، والحوارات النقدية والفنية حول مستقبل العمارة في العالم، ومستقبل الفن والفنان التشكيلي، وكذلك ورشات الرسم الحر للأطفال والشباب لتنمية ملكة الرسم لديهم بإشراف فنانين محترفين، وبرنامج فن وحوارات، الذي يمتحور حول موضوع الجزر وإستكشاف معالم جزيرة السعديات، وكذلك برنامج ركن الفن الذي أعد خصيصا لزوار فن ابوظبي ممن تتراوح أعمارهم ما بين 5 الى 12 عاما مع عائلاتهم للاستمتاع بالانشطة الفنية المتعددة، كذلك المشاركة في صنع أعمال فنية حرّة، مع فرصة للاستكشاف في عالم الفن والرسم والتعبير عن الذائقة. تجربة وطموحات والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كانت التجربة بحجم طموحات استراتيجية صناعة ثقافية فنية تشكيلية مستدامة تتوازى مع حجم هذا العدد الضخم من العارضين؟ وتتوازى أيضا مع طموحات هيئة ابوظبي للثقافة والسياحة في بناء منطقة ثقافية فنية ذات صبغة دولية، على النحو الذي نشاهده في كبريات المناطق العالمية أو المدن الفنية المتخصصة في صناعة الابداع؟ وتتوازى أخيرا مع صورة إمارة أبوظبي التي حققت في مدى قصير صورة مشرقة لعاصمة ثقافية إبداعية سياحية من الطراز الأول. في الواقع قبل الاجابة على مثل هذه التساؤلات، علينا وضع إيدينا على مفاصل هذا الحدث الفني الذي يتنامى ويتطور منذ إنطلاقته قبل أربع سنوات، تحققت خلالها الكثير من المنجزات أهمها نضوج التجربة ونجاحها في جعل منارة السعديات وجهة سياحية ثقافية عالمية تتمتع بخصوصية على مستوى تجاوز حدود مفهوم كادر (اللوحة التقيدية الحائطية) الى تحقيق تطور نوعي في الذائقة الفنية لدى الجمهور، وفي تقديرنا ربما يكون من طلائع الانجازات لفن ابوظبي أنه نجح في جذب (سحب) جمهور العائلة لمتابعة المشهد التشكيلي العالمي الضّاج بالتحولات والمحاولات الانفرادية المحلقة خارج سرب الكلاسيكية. فقد إستمد برنامج الدورة الرابعة زركشاته من خلال الأعمال الفنية التي قدمتها نخبة من صالات العرض العالمية المتخصصة بالفنون الحديثة والمعاصرة والتي تتوازى في جودتها وصقلها الأعمال المعروضة في المتاحف، ومن ذلك الأعمال المميزة التي قدمها جاليري بريجت شينك (ألمانيا)، وكاشيا هيلديبراند (سويسرا)، وثيادوس روباك (باريس)، وهانارد تي زد جاليري (هونغ كونغ)، وكيرلين جاليري (ايرلندا)، وذا بارك جاليري (لندن)، وصالة عرض غاليريا كونتينوا (بكين) التي قدمت أعمالا مهمة للفنان أنيش كابور، ومركز أعماله تعيدنا الى اشكال الأنماط البدائية أو النماذج الأصلية التي تعيدنا الى الأبعاد الروحية القوية. كما قدمت الصالة أعمالا منتقاة من إبداع الفنان باسكال مارثين تابو، وهي لوحات زيتية مصقولة تحت عنوان “المنظر الطبيعي أو المشهد” وهنا يلوّن باسكال برمزية عالية اللوحة الزيتية الخشبية بالمواد الأولية مثل القهوة والشوكولاتة، كما يثبت الفنان الأحجار الكريمة وقطع الطباشير الملون في الخشب لتتكلم بلغة الفن. كما عرض الجناح أعمالا لفنان عربي من مصر (معتز نصر) الذي استخدم خط اليد لتشكيل كلمة (إقرأ) بتقنية أعواد الثقاب على الخشب، وهذه الأسلوبية تسلط الضوء على الجمال المرهف والدقيق المستخدم في الفن المصري. وربما تجدر الاشارة هنا الى أهمية ظاهرة مهمة تتحقق من خلال صالات العرض العالمي، وتتمثل في نجاح التشكيلي العربي من نقل تجربته عالميا من خلال هذه الصالات التي يركز بعضها على دعم تجربة الفن العربي الذي تدعم بصورة أوضح من خلال هذا الحدث الفني الكبير. عرب وإيرانيون “كيرلين جاليري” من ايرلندا قدّم لنا الفنان العالمي ليام جيليك في عمل ضخم وجدي جهّز خصيصا لهذه الدورة بعنوان “تيار التقدم” بنية الانتاج المبتدعة (ابواب الادارة قد تركت مفتوحة)، وهو عمل خلاّق يتألف من ثلاثة عناصر أو مكونات متميزة، تضم منحوتتان كبيرتان، الأولى بلون أبيض، مصنوعة باستخدام الألمنيوم المغلّف بمسحوق أبيض والبلكسيغلاس الملون، أما الثانية فقد صنعت من الالمنيوم المغلّف بمسحوق ملّون ونص عربي على جدار كبير من الفينيل. ويجمع هذا العمل بين الاستخدام المغري والشاعري للغة والضوء، بحيث أن المادة المستخدمة في تغليف المنحوتتان تمثلان مسرحية من الضوء والانعكاس المبهر على المدرك البصري للمتفرج. من الشرق الأوسط استضافت الدورة الرابعة من فن أبوظبي أكثر من 20 صالة عرض من بينها: آرت سوا ( دبي )، وأتاسي جاليري (سوريا)، والمرسى (تونس)، وجانين ربيز (بيروت) وغيرها.. فيما تصدرت أعمال الفنانة المصرية جاذبية سرّي (مواليد عام 1925) في “جاليري ميم” قائمة الأعمال الجاذبة للجمهور والنقاد. وتنتمي أعمالها الى جيل المصورين المصريين المتميزين الذين تجمع تجربتهم بين الحداثة الواعية و الروح المصرية، ومن أهم أعمالها في الجناح لوحة “إمراة تتكلم” (زيت ـ إنتاج عام 1967). أما التجريب فكان حاضرا في تجربة الفنان اللبناني مازن كرباج (مواليد 1975) حيث نجح في جذب قطاع كبير من الجمهور الى مكعبه الزجاجي الذي قدم فيه ممارسات بين الرسم والكتابة والموسيقى والكوميكس والبرفورمانس، وهو كما بدا لنا من خلال أعماله صاحب هوية مفتوحة على ما هو رائج في سوق الفن العالمي مع إحتفاظه بالجذور اللبنانية، لذا فهو معروف في المعارض العالمية بأنه صاحب تقنية الرسومات المصورة المازجة بين التعبيرية العارية وفن الكاريكاتور والتعليقات التهكمية واللون التجريبي. وأخيرا وعلى المستوى العربي تألقت أعمال جورج سير، عمر أنسي، لؤي كيالي، صليبا الدويهي، وقيصر الجميل وغيرهم من آباء الحداثة في سوريا ولبنان، وعرضت في (بارك جاليري) وفق مزج منفتح على التعبيرية والتكعيبية والانطباعية بحواف رومانسية، وكذلك الانحياز أحيانا للمنظر الريفي بالألوان المائية والزيتية. وكان لافتا الاهتمام بأعمال فاتح المدرس، وتجريدية الدويهي الذي بيعت لوحته “التجديد” بمبلغ 279 ألف دولار، في مزاد علني لـ (دار كريستي) في دبي هذا العام. الفن الايراني لم يكن بعيدا عن هذه التظاهرة التي شارك فيها أربعة فنانين محترفين تجاوزوا المحلية الى العالمية من خلال إستخدامات معاصرة لخلق فضاء بصري ممتع وشائق في جاليري (جيروم دو نوارمون) وهم: شيرين نشأت (مصورة سينمائية) تصور الوجوه وتهتم بتفاصيل اليومي في الشارع الايراني، تحت عنوان (سلسلة مضطربة) وتهتم فيها بدقة في رصد الحالات الانسانية شديدة الخصوصية. كما كان لافتا إهتمام الجمهور بأعمالها الجديدة تحت عنوان سلسلة كتاب الملوك التي تركز فيها على أشخاص حقيقين، فيما تظل المرأة بالنسبة لها هي المعيار الأول والأخير للسعادة البشرية. وهنا أيضا أعمال مهمة لمرجان ساترابي، آشين فرهاشمي، بابك كاظمي. قدم هؤلاء لجمهور فن ابوظبي تجربة ذات نكهة تتمتع بخصوبة المرجعيات التاريخية والاجتماعية والسياسية. بالطبع هناك الكثير من الذي يمكن الحديث عنه في فن أبوظبي، فقد تابع الآلاف من المتلقين من مختلف الجنسيات نشاط إستديو التصميم وورشات العمل، وضم سلسلة من العروض الحية المليئة بالمرح والترفيه، الى جانب تصميم ورشات عمل لتعزيز مشاركة الجمهور في العملية الابداعية في مجال فن التصميم باشراف نخبة من المصممين المعاصرين مع محترفين إماراتيين، كما حقق منتدى مقتني الأعمال الفنية، فرصة ثمينة للجمهور لحضور جلسات فكرية ونقدية تضمنت دراسات حول بعض الكتب التي تركز موضوعاتها على الفن المعاصر والعالم العربي، بالاضافة الى مجتمعات ابوظبي، فن وحوارات، وتنظيم سلسلة من الأمسيات وليالي فن ابوظبي من خلال عروض (الروك والموسيقى الالكترونية) من خلال أداء عال لفرقة “أتوستراد” للفنان الاردني يزن الروسان، الذي يمزج بين الروك والريغي والفانك، كما قدمت فرقة “ضجيج الفن” اللندنية، عرضا خاصا يحتفي بالامكانات الموسيقية والبصرية التي يوفرها العصر الرقمي. وتحظى هذه الفرقة بسمعة عالمية طيبة من خلال بصمتها الموسيقية على أفلام مشهورة، وعملت مع فنانين بصريين معروفين أمثال البريطاني غايفن ترك (1967)، وستيلا فاين (1969). حضور سينمائي وحضرت السينما بقوة في هذه الاحتفالية من خلال تعاون ما بين فن ابوظبي ومؤسسة الشارقة للفنون، بعرض أربعة أفلام أنتجت خصيصا لبينالي الشارقة، والافلام هي: “حبكة لبينالي، الخونة” (للمخرج الأميركي شون غوليت) وفيلم “سوني لاين” (للمخرج كريم عينوز)، في حين رصد فيلم “لحظات قصيرة” للمخرجة رانيا عطية ودانيال جارسيا، يوم طويل في حياة زوجين من لبنان، أما فيلم “الهارب” للمخرج علي الصافي فيأخذنا الى السبعينيات من القرن الماضي حينما كان طلبة المدارس المغاربة يحلمون بالحرية واليدمقراطية. وربما تكون هذه الخطوة الجديدة من القائمين على الحدث، تقصد تطوير مفهوم الذائقة السينمائية لدى الجمهور من خلال نوعية جديدة من افلام السينما المستقبلية. وكان الحدث فرصة لتحقيق مزيد من الحوار الفكري بعقد سلسلة من الجلسات النقاشية ومنها الجلسة التي تناولت الأهمية المتزايدة لدولة الامارات العربية المتحدة والشرق الأوسط في سوق الفن العالمية بمشاركة كاميل مينور، سروسني رهبار، ثاديوس روباك، صغير زملر وأدار الجلسة زكي أنور نسيبة. كذلك مقابلات فن ابوظبي مع جوان كوهين، تحت عنوان “داخل كرسي لأبوظبي” للفنان الياباني تاداشي كاواماتا، الذي شارك بعرض أخاذ من الفن التركيبي مع الفرنسي كاميل مينور، حيث تم تجهيز تكوين هرمي هائل من الكراسي القديمة على هيئة بيت مفرغ من الداخل، ومكنت هذه المساحة من التكوين الزوار من الجلوس والتحاور في المكان الذي أعادنا الى صورة عالم الفطرة القديم، بحيث لا يقتصر التصميم على توفير الاستمرارية والتأثير الثقافي، بل يكون إستجابة حقيقية للمشهد الثقافي والتكنولوجي لتحقيق حالة مستمرة من التغيير. كان مهما الاشارة الى الحضور الاماراتي المميز في هذا الحدث، سواء من خلال نشاطات جناح الفن للجميع، وجناح مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بالاضافة الى جملة من المعارض المحلية لنخبة من الفنانين الاماراتيين الشباب عكست أعمالهم الهوية الوطنية، كذلك عرض جمالي للموروث الشعبي المادي ممثلا بعروض نماذج من الأزياء النسائية الاماراتية، والحرف والمشغولات اليدوية وورش عمل الحكواتي والصناعات التقليدية وغيرها. الدور النقدي من التقاليد اللافتة في فن أبوظبي، حرص القائمين على تحقيق أعلى درجة للحوار الفكري والنقدي الخلاّق من خلال استضافة نخبة من النقاد العالميين والعرب لغايات المواكبة والرصد وإشاعة حوار التجارب، وقد افتتحت دورة هذا العام وسط حشد رسمي وشعبي وإعلامي ومناخ من التفاؤل، ما جعل من الافتتاحية مبشر خير، فقد اجتمع كوكبة من ممثلين عن متاحف “اللوفر” و”غوغنهايم” والمتحف البريطاني، جنبا الى جنب مع خيرة النقاد الشكيليين العرب منهم: يقظان التقي من جريدة “المستقبل” اللبنانية، محمد المنيف من المملكة العربية السعودية، صالح غريب من “الشروق” القطرية، ورسمي الجراح من جريدة “الرأي” الأردنية الذي قال لـ”الاتحاد الثقافي”: ما يلفت الانتباه في هذا المعرض هو حجم التجريب الفني في هذا المعرض الذي أصبح نافذة لرؤية فن العالم التشكيلي من خلال منظار ابوظبي، وهذا الحدث في تقديري هو مكسب لامارة ابوظبي وجزيرة السعديات والجمهور والابداع الحداثي المميز، وبخاصة الاعمال القادمة من الشرق الاوسط والفن الآسيوي والاوروبي. وأكد الجراح على سعادته بجدية هذه التجربة التي تشجع الفن التشكيلي المفتوح الذي من أسف لا يلقى ذات التشجيع مثل المهرجانات السينمائية والمسرحية، لكن الجمهور من مختلف الجنسيات كسر القاعدة بحضوره الطاغي لفعاليات فن ابوظبي التي تزداد نموا وتطورا مضطردا مع كل دورة جديدة. إن حجم الدعم اللوجستي المقدم لهذه التظاهرة، يعادله حجم في الابداع والجذب الجماهيري، وتطوير للذائقة الفنية في مجال التشكيل والفن بوجه عام، وأما جلب هذا العدد الهائل من الأعمال الفنية العالمية والعربية فيقدم وجبة ثقافية كاملة الدسم للجمهور المحلي، بما يحقق صناعة حقيقية للثقافة وليس مجرد استيرادها، كما ينجح فن ابوظبي بقوة واقتدار في التعريف بالإمارات عالميا، والتعريف بالثقافة الشعبية الاماراتية ومعها الثقافة العربية، حتى لكأن محتوى وجماليات هذا الحدث أصبحت صورة موازية لدولة الامارات المنفتحة على مختلف ثقافات العالم ضمن استراتيجية تشرك الجمهور في الثقافة في إطار هدف تثقيفي تنويري جليل. في المعرض: النساء.. وكوريا.. وفنون السدو ? ليلة الافتتاح سجلت حضورا رسميا يدلل على قيمة التجربة وتفردها، فقد تابع فعاليات اليوم الاول كل من: معالي محمد أحمد المر رئيس المجلي التنفيذي الاتحادي، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، ومعالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية، ومبارك أحمد المهيري مدير هيئة ابوظبي للثقافة والسياحة. ? يلفت الانتباه ذلك الحضور النسائي الطاغي لفعاليات الحدث، بحيث زادت نسبة الحضور عن 60%، وتركز إقبال النساء على الجاليرهات المتخصصة في العرض الضوئي للأعمال الفنية المقترنة بشرح فني عن الأعمال والفنانين والمدارس الفنية. ? حظي الجمهور بمتابعة جيدة نظرا لحسن الاعداد والتنظيم بعد أن تم تقسيم العروض بين رواقين: الصالة الأولى في منارة السعديات، والصالة الثانية في الخيمة الشهيرة التي تحمل بصمات المعماري فرانك جيري. فيما لوحظ إهتمام الجمهور بالفن الكوري الذي عرض في صالة “لي هويك” التي باعت في ليلة الافتتاح عملين مهمين الاول بعنوان “منظر آني” للفنان كيم نامبيو، بمبلغ 15 ألف دولار. والعمل الثاني للفنان كيم داك يونغ بمبلغ 37 ألف دولار. أما الجاليري التركية فنجحت في بيع عمل مهم لجانيت ديلونو بقيمة 5 آلاف دولار. ? جاليري “المرسى التونسية” حققت إقبالا جماهيريا ساحقا، والسبب فن “الحروفية” الذي يشتغل عليه الفنان الجزائري رشيد قريشي، والتونسي نجا المهداوي، ويعتبر فن الحروفية القائم على الخطوط والزخارف والمنمنمات وغيرها من وسائل التعبير من الفنون الجاذبة للنظر، وتحقيق متعة مشاهدة إضافية. ? كان مهما لنجاح المعرض استقطاب أعداد كبيرة من طلبة المعاهد والجامعات الدارسين في مجالات التصميم والعمارة وفنون التكنولوجيا التطبيقية، من جانب للاستفادة المعرفية في مجالات التحولات المعاصرة في مجال فنون التصميم والعمارة، ومن جانب ثان للوقوف على قضية جدلية الفهم للعمل الفني وعبثية الطرح، والمتفرج العادي هنا يلتقي بفنون جديدة عليه، لكنها فنون بصرية ممتعة، تصقل الذائقة وتخرجنا من إشكاليات اللوحة التقليدية. ? جذور الهوية الاماراتية بدت لنا بديعة في عديد الأماكن التي جذبت اليها الجمهور الأجنبي لأعمال الحناء وصناعة السدو، والدخون، فن الخوص، والتطريز وغيرها من المهن التقليدية بمشاركة مجموعة من الحرفيات الاماراتيات من بينهن على سبيل المثال: عائشة أحمد الحمادي وفاطمة مراد البلوشي، وهي أعمال تفصح عن قيمة الثقافة الشعبية المشتركة لتأكيد التمازج الثقافي والمحافظة على تقاليد الشعب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©