قتل النائب وممثل المتمردين الحوثيين في الحوار الوطني باليمن عبدالكريم جدبان بالرصاص مساء امس بالعاصمة صنعاء. وقال عبدالكريم الخيواني ممثل تنظيم “أنصار الله” بالحوار “إن مسلحين على دراجة نارية اطلقا الرصاص بكثافة على النائب بعد خروجه من جامع وسط صنعاء وفارق الحياة قبل وصوله المستشفى”، وذلك بالتزامن مع إطلاق أعيرة نارية على قافلة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر في صنعاء امس لكن لم يصب أحد بأذى في الهجوم. وقال مصدر كان ضمن الموكب إن الحراس المرافقين للموكب فتحوا النار على المهاجمين الذين لاذوا بالفرار.
وذكرت مصادر سياسية متعددة لـ”الاتحاد” إن مسلحين، أطلقوا أعيرة نارية على النائب جدبان، بعد صلاة العشاء أثناء خروجه من مسجد “الشوكاني”، في شارع القيادة، حيث يوجد مقر وزارة الدفاع اليمنية.
وأوضحت المصادر أن الهجوم أسفر عن مقتل جدبان، الذي ينتمي إلى محافظة صعدة وينوب عن جماعة الحوثي المسلحة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد في صنعاء منذ منتصف مارس الماضي.
وأكدت مصادر في الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني، إصابة جدبان بجروح خطيرة في هجوم مسلح وسط العاصمة، دون أن تجزم بوفاته، لكن مصادر قريبة من جماعة الحوثي أكدت وفاة النائب جدبان متأثرا بإصابته.
واعتبرت المصادر في الحوار الوطني اغتيال جدبان “تصعيدا خطيرا يهدد السلم الاجتماعي في اليمن”.
في غضون ذلك أعلن مصدر أمني يمني أن طائرة أميركية من دون طيار قصفت أمس منازل عدد من عناصر تنظيم “القاعدة” بمديرية الشحر بمحافظة حضرموت بجنوب البلاد، ما أسفر عن عدد لم يحدد من القتلى والجرحى . وقال المصدر إن طائرة أميركية بدون طيار أغارت على منازل بمدينة الشحر تؤوي عناصر من القاعدة، وأوقعت عدداً من القتلى والجرحى لم يعرف عددهم . وأشار إلى أن قوات الأمن الخاصة ألقت القبض على أحد العناصر عندما حاول الفرار إثر القصف.
من جهة أخرى، قال المصدر إن جنديين قتلا أمس خلال التعزيزات العسكرية للجيش اليمني في طريق الشحر – المكلا إثر انقلاب سيارة عسكرية كانت تقلهم إلى موقع المواجهات مع عناصر التنظيم المستمرة منذ الأربعاء الماضي. وأسفرت المواجهات عن مقتل 3 عسكريين بينهم عقيد في القوات الخاصة، بالإضافة إلى مقتل عنصرين من القاعدة أحدهم سعودي الجنسية .
إلى ذلك، اتهمت الجماعة السلفية المتشددة في اليمن، أمس جماعة الحوثي بـ”المراوغة” في تنفيذ بنود اتفاق هش لوقف صراعهما المسلح في محافظة صعدة شمال البلاد.
وقال متحدث باسم الجماعة السلفية في دماج، :”الحوثيون يراوغون. لقد طردوا أربعة من المراقبين العسكريين” الذين تم نشرهم في مناطق التوتر بين الجماعتين الدينيتين المتنازعتين على مناطق جبلية حدودية منذ أواخر العام قبل الماضي.
وأضاف المتحدث عبدالقادر الشرعبي :”الهدف من نشر المراقبين العسكريين هو تثبيت وقف إطلاق النار، إلا أن عمليات القنص لم تتوقف من جانب الحوثيين”، الذين اتهمهم بمنع لجنة الوساطة الرئاسية من الوصول إلى بلدة “دماج” امس للإشراف على تنفيذ بقية بنود الآلية الرئاسية لإنهاء الصراع الطائفي في صعدة بموجب اتفاق أبرم أواخر سبتمبر برعاية الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي.
وبدا ناطق “السلفيين” متشائماً إزاء إمكانية نجاح اتفاق وقف إطلاق النار، معللاً ذلك بأن جماعة الحوثي “تسيطر” على محافظة صعدة، بالرغم من وجود قواعد عسكرية تابعة للجيش.
وقال الشرعبي :”إذا لم تفرض الدولة سيادتها على كل مناطق صعدة وعلى الحوثيين، وعلينا فلا مستقبل لنجاح أي اتفاق”، زاعماً بأن جماعة “الحوثيين” تخطط “لأمر لا نعلمه”، حسب تعبيره. وحذر دعاة وخطباء مساجد في اليمن أمس من خطر الصراع الطائفي في البلاد الذي وصفوه بـ”الفتنة”، حسب وكالة الأنباء اليمنية الحكومية.
ودعوا خلال خطبتي صلاة الجمعة إلى وقف “التناحر والاقتتال في منطقة دماج بمحافظة صعدة”، ودعم جهود المصالحة بين “الأخوة السلفيين والحوثيين”، وهما مكونان في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد في صنعاء منذ منتصف مارس، كأهم خطوة في اتفاق مبادرة دول الخليج العربية بشأن انتقال السلطة في اليمن. وحث الخطباء جميع القوى السياسية والاجتماعية والقبلية في اليمن على “مواجهة التطرف والغلو”، و”التصدي للفكر والسلوك الإرهابي والإجرامي الضال”، مؤكدين أهمية الحوار في حل المشكلات الرئيسة التي يعاني منها البلد من سنوات. وقالوا إن الحوار “نهج إسلامي يحقق التواصل والتفاهم والتعاون ويسهم في مواجهة التحديات وتقريب وجهات النظر. وأبدى مراقبون محليون مخاوفهم، أمس، من انتقال الصراع المذهبي إلى العاصمة صنعاء إذا لم يتم وقف الاشتباكات الطائفية في صعدة والتي اتسعت دائرتها لتصل مناطق جديدة على الحدود مع المملكة العربية السعودية.
ونجا صحفي يمني، محسوب سياسيا على جماعة الحوثي، من محاولة اغتياله بتفجير عبوة ناسفة بسيارته بالقرب من شارع رئيسي وسط العاصمة صنعاء، الأربعاء الماضي، وبعد يومين فقط من إضرام مجهولين النيران بمقر صحيفتين محليتين مشهورتين.
عدد اليوم
