الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سليمان ينتقد «حزب الله» ويعتبره خارجاً على منطق الدولة

سليمان ينتقد «حزب الله» ويعتبره خارجاً على منطق الدولة
23 نوفمبر 2013 11:58
انتقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان مساء أمس الأول، «استقلال أطراف لبنانية عن منطق الدولة» و«تخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح»، في إشارة إلى «حزب الله» الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام. وقال سليمان في احتفال أقيم مساء أمس الأول في الذكرى الـ70 لاستقلال لبنان «لا يمكن أن تقوم دولة الاستقلال، إذا ما قررت أطراف أو جماعات لبنانية بعينها، الاستقلال عن منطق الدولة، أو إذا ما ارتضت الخروج عن التوافق الوطني، باتخاذ قرارات تسمح بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح على أرض دولة شقيقة، وتعريض الوحدة الوطنية والسلم الأهلي للخطر». جاء ذلك، بعد يومين من تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت، مما تسبب بمقتل 25 شخصاً وإصابة 150 آخرين. ورأى سليمان أن هذه التفجيرات تؤكد «ما بات يتهدد الوطن من مخاطر فتنة وإرهاب مستورد». وحمل سياسيون لبنانيون من خصوم «حزب الله» الحزب جزءاً من المسؤولية عن التفجيرين بسبب تورطه في النزاع السوري. وكانت مجموعة متطرفة مرتبطة بـ «القاعدة» تطلق على نفسها اسم «كتائب عبدالله عزام» أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرين، مطالبة بانسحاب «حزب الله» من سوريا وإطلاق سراح عناصر لها من السجون مهددة بمزيد من الهجمات. وقال سليمان في كلمة بثتها مباشرة شاشات التلفزة اللبنانية «لا يستقيم الاستقلال ويعتبر ناجزاً، إذا لم ننجح في تحييد أنفسنا عن التداعيات السلبية للأزمات الإقليمية، من طريق رهن مصالح لبنان العليا بالمشيئة الإقليمية أو بالإملاءات والمصالح الخارجية». وتابع «لا يجدر الحديث عن الاستقلال...إذا عجزت الدولة عن نشر سلطتها الحصرية على كامل تراب الوطن، وضبط البؤر الأمنية، وقمع المخالفات ومحاربة التكفير والإرهاب، وإذا لم تكن القوات المسلحة هي الممسكة الوحيدة بالسلاح والناظمة للقدرات الدفاعية بإشراف السلطة السياسية». وتنتشر في مناطق عدة من لبنان جزر أمنية بينها في طرابلس شمال البلاد، حيث تتحكم مجموعات مسلحة سنية وعلوية بالوضع الأمني، وتشعل جولات عنف متنقلة. ويملك حزب الله ترسانة من الأسلحة يطالب خصومه بوضعها في تصرف القوى الشرعية، ويرفض الحزب التخلي عنها بذريعة مقاومة إسرائيل. ودعا سليمان «أمام المأزق السياسي والوطني الذي تعاني منه البلاد»، إلى «عدم السماح بإيصال البلاد إلى حال من الفراغ»، متخوفاً من عدم التمكن من إنجاز الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو المقبل ما يعني فراغاً في رئاسة الجمهورية. كما جدد الدعوة إلى «تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للأزمات الإقليمية، والانسحاب فوراً من الصراع الدائر في سوريا». وقال متوجهاً إلى اللبنانيين «لا يدفعنكم أحد إلى المكابرة أو المغامرة في الشأن الوطني، فالمغامرة كالمقامرة لا تحسب حساباً للخسارة، ونحن شعب، لم يعد يتحمل عبء الخسائر المجانية والحروب العبثية والمجازفات». وبسبب الانقسام الحاد في لبنان حول الأزمة السورية، لم تتفق الأطراف اللبنانية على تشكيل حكومة منذ 7 أشهر. وأضاف الرئيس اللبناني لقد «جاءت موجة التفجيرات المخزية، وآخرها التفجير المدان الذي استهدف السفارة الإيرانية وأدى إلى قتل وجرح عشرات الأبرياء، ليؤكد ما بات يتهدد الوطن من مخاطر فتنة وإرهاب مستورد». وأشار سليمان إلى أن الاستقلال لا يستقيم ويعتبر ناجزاً، «إذا ما استمرينا في ترسيخ الطائفية في النفوس، عوض تعزيز فكرة المواطنة ومنطق الولاء المطلق للوطن». ورأى أنه «يصعب الحديث عن الاستقلال إذا ما عجزنا عن تنظيم الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة والجلوس من جديد لطاولة الحوار دون التنكر لما توافقنا عليه سابقاً». وقال إن الاستقلال لا يترسخ «إذا لم يستقل الشعب عن الفقر والعوز والتخلف والجهل والفساد»، وإذا «لم يستقل القضاء». وأوضح أنه «وضع بتصرف هيئة الحوار واللبنانيين تصوراً لاستراتيجية وطنية للدفاع، عمادها الجيش اللبناني، يقينا مني بأن مشكلة السلاح عائق أمام مسيرة الوفاق الوطني، إذا لم تتوضح وظيفة هذا السلاح وعلاقته بالشرعية وبالحكومة». وأضاف سليمان أننا حريصون على الاحتفاظ بكل قدراتنا الوطنية في مواجهة العدو الإسرائيلي ومكائده وشبكات تجسسه، دفاعاً عن أرضنا وسيادتنا وثرواتنا الطبيعية، مع مواصلة السعي لتنفيذ القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته، بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل». كما تطرق إلى «مؤتمر ثان للدول المانحة مطلع العام المقبل» لحل مشكلة اللاجئين السوريين في لبنان. ودعا الرئيس اللبناني إلى «العودة إلى الدولة وإلى منطق الدولة ومرجعية المؤسسات»، مضيفاً «يجب ألا تكون الأشهر التي تفصلنا عن الاستحقاق الرئاسي أشهر مراوحة وانتظار، بل أشهر حراك سياسي وحوار وقرار». كذلك دعا إلى الالتزام بإعلان بعبدا ممثلاً بسياسة «النأي بالنفس» من أجل تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للأزمات الإقليمية والانسحاب فوراً من الصراع الدائر في سوريا وإقرار قانون انتخاب عصري منصف جديد والتوافق على آلية لتحصين النظام الدستوري وترشيده. واحتفلت البلاد أمس، بعيد استقلالها الـ70 بعرض عسكري رمزي حضره رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين في الدولة. وسارت في العرض وحدات رمزية من مختلف وحدات الجيش بينما حلقت مروحياته في سماء العرض. وأغلقت الدوائر الرسمية والجامعات والمدارس أبوابها كما توقفت المصارف عن العمل بهذه المناسبة. وقال وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فايز غصن، إن ذكرى الاستقلال تمر هذا العام معمدة بدماء ضحايا أبرياء سقطوا في العديد من المناطق اللبنانية خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، وهذا دليل واضح على أن لبنان يقع تحت وطأة إرهاب شرس نحتاج إلى قوة استثنائية لإزاحته عن كاهل بلدنا، ومنعه من التغلغل في نسيجنا الوطني. وأضاف أن خطر الإرهاب المتنقل، والذي تمثل إسرائيل أحد أبرز وجوهه، يضع لبنان على مفترق طرق حاسم في تاريخه، فهذا الإرهاب يعمل في الظلام على تغذية أدواته وإيقاظ خلاياه النائمة، بهدف الانقضاض على بلدنا، والإطاحة بكل مقومات الدولة. مساعدات عسكرية بريطانية ضخمة للجيش اللبناني لندن (يو بي أي) - أعلن السفير البريطاني لدى بيروت توم فليتشر أنه عشية الذكرى السبعين لاستقلال لبنان، تم تسليم الجيش 70 آلية نوع لاند روفر ديفندر من المملكة المتحدة، بالإضافة إلى 94 آلية من المقرر أن تصل قبل نهاية ديسمبر المقبل . وقال بيان للسفارة البريطانية أمس الأول، إن هذه الآليات ستمكن أفواج الحدود البرية من العمل في الطرق الوعرة. وأضاف أنه سيتم تسليم معدات إضافية في الأسابيع المقبلة تتضمن 1500 مجموعة من الدروع والجدران ذات الحماية البالستية من النوع العسكري «هيسكو» للمواقع الحدودية للجيش اللبناني، وشبكة اتصالات لاسلكية آمنة . وتابع بيان السفارة، أن بريطانيا زادت دعمها العملي للاستقرار في لبنان 10 أضعاف على مدى العامين الماضيين. وهذا يشمل برنامج تدريب وتجهيز بكلفة 16 مليون دولار لتعزيز أفواج الحدود البرية للقوات المسلحة اللبنانية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©