الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حارس ثم مبرمج كومبيوتر ثم ملياردير ثم رائد فضاء

19 ابريل 2007 00:18
تناقلت وسائل الإعلام في شهر أبريل خبر ذهاب الدكتور شارلز سيموني Charles Simonyi في رحلة سياحية إلى الفضاء الخارجي على متن المركبة الروسية سيوز وهو سيمضي أكثر من 13 يوماً على متن المحطة الفضائية الدولية وستكلفه الرحلة 20 مليون دولار فقط · لا غرابة في هذا، ولكنني عندما تقصيت عن هذا الملياردير، وجدت أنه كان يعمل في مايكروسوفت منذ العام 1981 حيث أشرف على تطوير البرنامج الشهير Microsoft Wordوكذلك برنامج Excel , وقد ترك مايكروسوفت في العام 2002 ليؤسس شركة خاصة اسمها Intentional Software , وما زلت غير متأكد كيف أصبح هذا الدكتور الهنغاري مليارديراً، على الرغم من علمي بالرواتب المجزية والتعويضات السخية والأسهم التي تمنحها مايكروسوفت لموظفيها، ولكني، وكثير من القراء يسمعون ببيل غيتس فقط، أما أن تضم مايكروسوفت أكثر من ملياردير فهذا أمر مثير · وبدايات هذا المبرمج تعود إلى هنغاريا حيث ولد في العام 1948 وفي سنوات دراسته الثانوية عمل كحارس ليلي في أحد مختبرات الكومبيوتر حيث شاهد أحد الكومبيوترات الروسية التي كانت في ذلك الوقت لاتزال تعمل على الأنابيب، (وعلى فكرة لم يتطور الكومبيوتر الروسي كثيراً وربما أصبح اليوم يعمل على البخار) ، ويبدو أن هناك شيئاً ما قد شد الصبي المكافح، فتعلم البرمجة على يد أحد المهندسين في المختبر، ثم قام بتطوير برنامج لهذا الكومبيوتر وباعه إلى إحدى الدوائر الحكومية وهو بعد لم يدخل إلى الجامعة· وفي العام 1968 ذهب إلى الولايات المتحدة ليدرس في إحدى الجامعات، ليحصل في العام 1972 على شهادة في الرياضيات· ثم انضم إلى شركة زيروكس Xerox وحصل في العام 1978 على درجة Ph.D من جامعة ستانفورد · ولعل بداياته البسيطة وحياته المتواضعة قد أكسبته الكرم والسخاء حيث يرعى سنوياً أحد الدارسين في جامعة أوكسفورد، كما أنه يتبرع بعشرات الملايين للمشاريع الخيرية· وهو قد أخذ معه إلى الفضاء إحدى البطاقات المثقبة التي احتفظ بها من أيام الكومبيوتر الروسي لتذكره على ما يبدو بحياته و كفاحه · ويعتبر شارلز سيموني من المليارديرات القلائل الذين جمعوا ثروتهم من العمل التقني وليس من العمل الإداري، وبشكل عام يحقق مبرمجو الكومبيوتر في كل دول العالم دخولاً مرتفعة، إلا في العالم العربي، وإذا كنت مبرمجاً للكومبيوتر ستصاب عزيزي القارئ بالكآبة عندما تعلم أن التوجه العالمي اليوم هو نحو الإداريين والخبراء في مجال تطوير الأعمال وسيتزايد الطلب على مشغلي البرامج وليس المبرمجين كما يحدث الآن في الإمارات مثلاً، وسينحصر تطوير البرمجيات بيد الشركات الكبرى التي تمتلك مجمعات كبيرة من المبرمجين، وأغلب هذه المجمعات موجود في الهند ، وعلى الرغم من أن صناعة البرمجيات عالمياً لا تزال قوية إلا أن الشركات الكبرى أمثال مايكروسوفت وأوراكل تسيطر بشكل متزايد على الميدان وتبتلع معظم الشركات الصغيرة · ويبدو أن ظهور ملياردير آخر من طائفة مبرمجي الكومبيوتر مثل الدكتور شارلز سيموني هو أمر في غاية الصعوبة ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©